أخبار اقتصادية- عالمية

الفنزويليون على حدود كولومبيا يكابدون مصاعب الحياة

الفنزويليون على حدود كولومبيا يكابدون مصاعب الحياة

عندما قامت طالبة طب الأسنان، ستيفاني نافارو بتحزيم أكثر الضروريات الأساسية لأسرتها في حقيبتين وتوجهت مع زوجها وابنها (ثلاث سنوات) تجاه الحدود الكولومبية، كان قد فاض بها الكيل.
وقالت نافارو (22 عاما)، بينما كانت تتجول لبيع كعك الذرة- المعروف باسم أريباس- في العاصمة الكولومبية، بوجوتا: "لم يكن لدينا أي مال ولا كان هناك أي شيء لشرائه في فنزويلا. ليس هناك أي طعام ولا حتى أوراق مراحيض كافية".
وأضافت نافارو، التي مثل الكثير من أبناء بلدها مضطرة لأن تعمل، تحت مستوى تعليمها إلى حد بعيد، للبقاء على قيد الحياة كمهاجرة "إننا نفضل أن نكون في مكان مثل هذا، حتى لو كنت بحاجة لكسب العيش ببيع الاريباس في الشارع. وقد اضطررت للاستفادة من مهارات، مثل تصفيف الشعر وفن وضع المكياج".
وبحسب "الألمانية"، فإن الأرقام الرسمية، تشير إلى أن نحو 232 ألف فنزويلي وصلوا إلى كولومبيا منذ عام 2016، بالرغم من أن منظمات غير حكومية والمهاجرين الفنزويليين أنفسهم يعتقدون أن الرقم أعلى بكثير.
ويسمح اتفاق بين الدول بمنطقة الإنديز للفنزويليين بعبور الحدود بدون تأشيرات، وهم يفرون من أزمة سياسية واقتصادية شديدة، حيث تتهم المعارضة رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، بالتصرف مثل الدكتاتور، بينما أضر تراجع أسعار النفط، بشدة بالدولة التي تملك أكبر احتياطي من النفط في العالم.
وقتل أكثر من مائة شخص في احتجاجات مناهضة للحكومة حتى الآن في عام 2017، وأدى تضخم من ثلاثة أرقام إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير، وتفتقر البلاد إلى كثير من السلع الأساسية، والمستشفيات صارت في حالة مزرية للغاية، وتعبر مئات من النساء الحوامل الحدود إلى كولومبيا ليلدن هناك.
وفي الوقت نفسه، يتم تهريب المواد الغذائية والأدوية بشكل كبير من كولومبيا إلى فنزويلا، ما يسبب مزيدا من التوترات على طول الحدود البالغ طولها ألفي كيلو متر، التي تشهد بالفعل الاتجار في الكوكايين الكولومبي والوقود الفنزويلي والمهاجرين، الذين لا يحملون وثائق، المتوجهين إلى أمريكا.
وشهد شهرا أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) وحدهما أكثر من 12 عملية تبادل لإطلاق النار بين الشرطة ومن يشتبه أنهم مجرمون في الموقع الحدودي، الذي يربط بين إدارة "نورت دو سانتاندر" الكولومبية وولاية "تاشيرا" الفنزويلية، طبقا للشرطة.
ويعبر ما لا يقل عن 20 ألف شخص الموقع الحدودي يوميا، وكان رونالد كاماشو(29 عاما)، يعمل كمرشد، في جبال الإنديز الفنزويلية،عندما بدأت الصعوبات الاقتصادية تضر بعمله بشكل كبير.
ويتذكر كاماشو أنه لم يكن هناك مزيد من الطعام للسياح، ولا خيام ولا تجهيزات أخرى، مشيرا إلى أن الفقر المدقع تسبب في حدوث جرائم وتخويف المسافرين.
ويعاني كثير في فنزويلا من الجوع، وأضاف كاماشو "أصبحت سلع مثل معجون الأسنان أو الحفاضات للرضع، من الكماليات التي من الصعب الحصول عليها"، وفي تموز (يوليو)، لم ير كاماشو في النهاية أي بديل سوى عبور الحدود إلى كولومبيا وترك زوجته الحامل وراءه.
وسرعان ما بدأ في القيام بوظائف مؤقتة، حتى حصل على وظيفة في مطعم في مدينة بوجوتا، وخلال ذلك الوقت كان يشارك خمسة مهاجرين فنزويليين آخرين في شقة من غرفتين.
وبينما يشعر كاماشو، بشكل عام بأنه يتم التعامل معه بشكل جيد، إلا أنه يعاني أيضا التمييز ضده، وقال كاماشو إن بعض الكولومبيين يعتقدون أننا نأخذ وظائفهم ويقولون أشياء، مثل (أيها الفنزويليون الجوعى، عودوا إلى بلدكم".
ومع ارتفاع عدد المهاجرين، يخشى كاماشو من أن تلك التوترات يمكن أن تتصاعد، وفي الوقت نفسه، فإن ما يثير قلق السلطات الكولومبية بشكل أساسي، هو توفير إسكان ومدارس ورعاية طبية للفنزويليين الفارين من بلدهم.
وعبر كارلوس نيجريت أمين المظالم، عن قلقه بشأن الطريقة التي سيتم بها ضمان حقوق الفنزويليين، نظرا لأننا لا نعرف بأي أموال يمكن أن نساعد هؤلاء الذين يأتون.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية