Author

مخاطر التحليلات السريعة للأخبار والسوق المالية

|

تعطي التحليلات السريعة للأخبار الفرصة للمؤسسات التي تتداول في السوق، لاتخاذ قرارات سريعة بناء على المعلومات المتدفقة. ولكن في المقابل تكلفهم أمورا أخرى.
ازداد اعتماد المؤسسات التي تتداول في الأسواق المالية، على مصادر المعلومات المبنية على مؤشرات الرأي؛ والتحليلات التي تم إنشاؤها بواسطة خوارزميات الكمبيوتر بناء على محتويات تعطي معلومات محدثة تنشرها "داو جونز الإخبارية"، "بلومبيرج"، طومسون "رويترز" ووكالات الأنباء الأخرى. هذه المؤشرات كفيلة بإعطاء المتداولين خلال أجزاء من الثانية صورة عامة عما ينشر إذا كان سلبا أو إيجابا، وإذا ما كانت تحتوي على معلومات قد تؤثر في قيمة للشركة.
في حين توفر هذه "المعلومات الوصفية" ميزة تنافسية لمستخدميها (خاصة صناديق التحوط)، قد يؤدي الاعتماد على معلومات غير دقيقة إلى عواقب غير محسوبة، في حال بادرت اللوغاريثميات لعقد صفقات بناء على معلومات مغلوطة. ومثال على ذلك ما حدث في أبريل 2013 عندما تم نشر تغريدة غير صحيحة تفضي بحدوث انفجار في البيت الأبيض، الأمر الذي تسبب في إضراب في الأسواق الأمريكية. سرعان ما تم إلقاء اللوم على التداول اللوغاريثمي، في حين حمل آخرون المسؤولية للأخطاء البشرية في المقام الأول. وفي كل الأحوال من المتعارف عليه أن خوارزميات قراءة الأخبار أكثر عرضة لإساءة تفسير الأخبار مقارنة بالأشخاص. وبالنظر إلى أن النمو في التجارة عبر الكمبيوتر يسرع عملية الحصول على المعلومات ويزيد من سرعة دمجها مع أسعار الأسهم، وفهم حجم تأثير الأسعار المرتبطة بهذه المعلومات الوصفية، فهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لصانعي السياسات المعنية باستقرار السوق المالية.
كتب كثيرون عن تأثير المعلومات الصادرة من المصادر التقليدية لوسائل الإعلام في أسعار الأسهم ورد فعل السوق على تحليلات الأخبار، ولكن يتعين علينا إثبات تأثير هذه المعلومات الوصفية.
تمكنا في ورقة عمل جديدة من تحديد التأثير المسبب للمعلومات الوصفية، عن طريق استخدام اختلافات المؤشرات العالية، والمشتقة من مؤشر داو جونز الإخباري، والإصدارات القديمة والحديثة لمزود تحليلات الأخبار "رافينباك".
للقيام بذلك اطلعنا على كل من تحليلات "رافينباك" الأولية والمصححة، المأخوذة من "داو جونز" (الخوارزميات هي المسؤولة عن كتابة التحليل الأولي، بينما يتم تصحيحها على أيدي الأشخاص). وجدنا أن مؤشرات "رافينباك" المأخوذة من "داو جونز" تقيس: 1) أهمية المادة الإخبارية بالنسبة للشركة موضوع القصة (العلاقة). 2) إذا ما كانت المادة تنقل معلومات إيجابية أو سلبية عن الشركة (الرأي). كما قمنا بتصنيف محتوى المواد إلى ثلاثة أصناف: المواد التي تحتوي على معلومات من دون أهمية تذكر ولكن تم رصدها بشكل غير دقيق من قبل الخوارزميات على أنها ذات أهمية كبيرة؛ وعلى العكس هناك المواد المرتبطة بشكل وثيق ولكن تم تصنيفها من قبل الخوارزميات باعتبارها ذات أهمية؛ وأخيرا المواد التي لوحظت بدقة في وقت مبكر لأنها تحتوي على معلومات ذات قيمة عالية.
اختلاف استجابة سوق الأسهم للمعلومات الحقيقية، والمحدثة لتحليلات الأخبار، مكننا من دراسة التأثير المسبب للمعلومات الوصفية، وكشف تأثيرها في السعر والحجم والسيولة.
لاحظنا أن سرعة رد فعل سعر السهم كانت أقل بكثير عندما كانت المواد تحتوي على معلومات مهمة مدونة على أنها قليلة الأهمية.
وجدنا أيضا ردود فعل كبيرة وغير متوقعة (ناجمة عن اللوغاريثمات) في المواد الأقل أهمية التي صنفت في البداية على أنها ذات أهمية عالية. على الرغم من ذلك، تم تصحيح الأخطاء بسرعة من قبل التجار في كلتا الحالتين.
أشارت الدراسة إلى أن المواد التي صنفت في وقت مبكر على أنها مهمة، رفعت حجم تداولات الأسهم في الثواني الخمس الأولى مقارنة بالمواد التي صنفت بداية عن طريق الخطأ بأنها ذات أهمية منخفضة. وهذا يتماشى مع النظرية القائلة إن المستثمرين الذين لديهم ميزة السرعة يتداولون بجرأة بناء على المؤشرات التي يحصلون عليها قبل الآخرين.
وجدنا أخيرا أن السيولة على السهم التي قيست خلال خمس ثوان من تحرير المعلومات، أقل بكثير بالنسبة للمواد ذات الدقة المصنفة على أنها عالية الأهمية، مقارنة بالمعلومات ذات الصلة التي حررت على أنها ليست كذلك. ويشير هذا إلى أنه في حين يحسن التداول المبني على المعلومات المعطاة من الوصول للقيمة الحقيقية للسهم، إلا أنه في الحقيقة ليس هناك سوى مجموعة قليلة من المشاركين لديهم القدرة على الوصول إلى هذه المؤشرات التي تزيد من تباين المعلومات في السوق.
يبقى السؤال المهم خارج نطاق دراستنا، هو: هل كانت المعلومات المستخلصة ذات كفاءة عالية لتعويض الانخفاض في السيولة المرافق لذلك؟
تحليلات الأخبار هي مصدر المعلومات الرئيس للمستثمرين المؤسساتيين، المسؤولين عن الغالبية العظمى من حجم التداول في السوق. وتشير النتائج التي توصلنا إليها، إلى أن المزودين لهذه التحليلات لهم تأثير كبير في السوق، بشكل منعزل عن المعلومات الواردة في الأخبار. كان لهذه النتائج أثر كبير، خلال النقاشات الأخيرة حول سرعة تزويد المعلومات وآثار التداول اللوغاريثمي. حيث أظهرت أن تحليلات الأخبار ترفع من كفاءة السعر، ولكن على حساب السيولة والسعر.

إنشرها