Author

إيران .. مستنقع الشر والعصابات المارقة

|

لا أحد يفخر بعداء العالم له سوى صانع الشر. وإيران هي البلد الوحيد في هذا العالم الذي يفخر بشره وتخريبه، بينما لم تستطع أن تكسب صديقاً واحداً، إذا استثنينا بعض الأنظمة الإرهابية المارقة وعدداً من العصابات ومجموعات قُطاع الطرق. العالم يقف بالفعل مذهولاً أمام هذه الحالة، القائمة على صناعة الشر وتصنيع العدوان. والنظام الإرهابي الحاكم في طهران، بدّد على مدى سنوات كل فرصة إقليمية وعالمية لكي يكون جزءاً طبيعياً من المنظومة العالمية، ليس من أجل المصلحة الدولية فحسب؛ بل لمصلحة الشعب الإيراني أيضاً الذي يقاسي تحت هذا النظام على مدى عقود. الفرص والمبادرات ضربها علي خامنئي؛ وعصاباته، عرض الحائط الواحدة تلو الأخرى، وفضّل التمسك باستراتيجية الشر والعداء، ضمن حالة مرضية نادرة حقاً في التاريخ.
حتى عندما نَعِم نظام خامنئي بـ "هدايا" باراك أوباما؛ الرهيبة، لم يتقدم خطوة واحدة نحو السلام والأمان. بل على العكس، استغلها لتمكين استراتيجيته البغيضة. لم يترك نظام الملالي ساحة داخلية إلا وخربها، تماماً كما يحاول تخريب ما أمكن له من ساحات خارجية. يسرق المال العام بصورة منهجية فاضحة، سواء بامتلاك ذراعه الإرهابية "الحرس الثوري" قرابة نصف الاقتصاد الوطني للبلاد، أو تمويله أعماله الإرهابية الإجرامية ضد شعبه وضد شعوب المنطقة، بأقذر الطرق المالية قاطبة، بما فيها التهريب والاتجار بالبشر والمخدرات، وغسل الأموال. وكوّن شبكة من المجرمين الماليين تعمل جنباً إلى جنب مع المجرمين الفاشيين الطائفيين. وليس مهماً المصائب الاقتصادية التي تعيشها البلاد، من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والغلاء وتراجع قيمة العملة، وغير ذلك مما يرتبط مباشرة بحياة البشر.
استخدم النظام الإيراني الطائفية منهجاً؛ بل دستوراً له. وهي أبشع أنواع التعدي على حقوق الإنسان في أي مكان. وجرمها المجتمع الدولي في كل القوانين والمبادئ التي أعلنها على مدى العقود الماضية. ورصد هذا النظام الإرهابي لها كل الإمكانات. هذا ما نشهده في بلدان مثل لبنان، وسورية، والعراق، واليمن، وعدد من بلدان الخليج العربي، ناهيك عن العدوان اليومي لهذا النظام على شريحة واسعة من شعبه لأسباب طائفية بحتة. الطائفية عند نظام خامنئي، هي في الواقع الغاية التي لا تتقدمها أي غاية أخرى. ووجدنا على الأرض بالفعل كيف تقوم عصابته في سورية والعراق، على وجه الخصوص، حالياً بارتكاب جرائم التغيير الديموغرافي؛ أي تشريد السكان الأصليين لإحلال سكان يتبعون هذا النظام طائفياً مكانهم.
ليس مهماً التكاليف المالية والبشرية لهذه العمليات الإجرامية، عند نظام ارتضى أن يكون مارقاً لا يمكن ائتمانه أو الوصول معه إلى حلول سلمية حول أي قضية. الحوار عنده مرفوض حتى لو كان فيه خير لشعبه مباشرة. وهو يسيطر على البلاد بأسوأ الأدوات والتنظيمات الإجرامية. يعتقل ويحاصر الإصلاحيين الحقيقيين،؛ لا "الإصلاحيين" الذين يشاركونه الحكم غير الشرعي. ويقمع كل مَن يرغب في إبداء رأيه في مسألة ما، دون أن يعطي أي مقابل لهذا القمع، مثل توفير حياة فيها الحد الأدنى من الكرامة لشعبه.
لكنه (أي نظام خامنئي) يعتقد خاطئاً أن ذلك سيستمر إلى ما لا نهاية. فالعالم ضاق ذرعاً به، وعرف (ولو متأخراً) بأنه نظام لا تنفع معه سوى القسوة، بما فيها تشديد الحصار عليه، وتشتيت عصاباته التي يمولها من مال الشعب.
إيران بنظامها الحالي لا تنتمي إلى هذا العالم على الإطلاق. ولا شك أن الإيراني العادي يعرف هذه الحقيقية تماماً، ويعرفها أكثر من خلال تعاملات سلطات الملالي معه، وعبر معيشته المضنية والمهينة التي يعيشها.

إنشرها