Author

الضغوط النفسية وتفاعل المجتمع

|

عندما حاول رجل أن يلقي بنفسه من أعلى لوحة إعلانية، توقع الجميع أنه يطالب بشيء معين، إلا أنه اتضح أن الشخص يعاني اعتلالا نفسيا أدى به لمحاولة التخلص من حياته. لست ممن يأخذ الأمور بيده ويصنف الأشخاص والأفعال، ويصل إلى النتائج دون بحث، مع أن ذلك كان ديدن أغلب من علقوا على الواقعة.
تسيطر إشكالية الحكم غير الناضج على كثير من تعاملاتنا هذه الأيام، ولعل الحالة البيئية التي نعيشها مع وجود الفوارق وانعدام الحلول والتواصل بين المجموعات. لعلها ما أدت إلى الانتقادات وتكوين الآراء دون التثبت من الواقع الذي يعيشه الناس. يأتي اليوم في المجتمع من يستطيع أن يطلق أي حكم على الآخرين دون الاهتمام بما يسببه ذلك من آثار نفسية واجتماعية في الشخص نفسه أو على من يحب ومن ينتمي إليهم. هنا نفقد كثيرا من الثقة ونصبح في جزر متباعدة كل من ساكنيها يرى نفسه على حق والآخرين على باطل.
رغم أن المنظر لم يكن واضحا وأن هناك حالات كثيرة، ما يمكن أن نعزوه للتباعد النفسي والاجتماعي، لم أشاهد دراسات حقيقية واعدة يمكن أن تقضي على -ولو جزءا بسيطا من- حالة التنافر التي نعيشها. المجتمع اليوم بحاجة لكثير من الدعم العلمي الذي تقدمه مراكز ومعاهد الأبحاث والدراسات للقضاء على حالات التنافر والعداء التي نعيشها بسبب المؤثرات الدافعة لذلك، ومع هذا لا نشاهد تحركا إيجابيا للمهتمين بالمجال.
يطول نقدي هذا الجمعيات الخيرية التي تركز على الجزئية المادية وتترك جزئيات أكثر أهمية تدفع بمزيد من الأسر نحو الحاجة وتسهم في تردي الوضع الاقتصادي بسبب الرفض العام لمن يقعون ضحايا الأمراض النفسية في مجالات مختلفة أهمها سوق العمل. وجود برامج رعاية نفسية للمحتاجين وتوفير مستشارين في المجال يسهل الوصول إليهم، يمكن الجمعية من تحقيق دورها العادل الذي يتركز على إلغاء الحاجة في النهاية لدى الأسر المعتمدة على خدمات هذه الجمعيات.
بهذا أدعو الله -جل وعلا- ألا أشاهد خبرا عن شخص اضطر لسلوك مسلك لا يرضي الله، أو وقع ضحية لأي عمل إجرامي بسبب مرض نفسي أو حاجة لم تنتبه لها الجهات المسؤولة عن حماية المجتمع وأفراده.

إنشرها