Author

لا تبكِ خيانة من وثقت به

|

- لا تجعل ثقتك مثل أكواب القهوة في المقاهي ترتشف من حافتها ألف شفة وشفة، وتحملها ألف يد ويد من البشر، حين تمنحها امنحها من يستحق، لمن تجزم أنه لن يخونك ويخونها، لشخص يقبلك بأخطائك ومساوئك وعثراتك المتعبة، يقبلك بظروفك مهما كانت بالغة السوء.
- لا أحد في هذا العالم مسؤول عن سوء اختيارك لصاحب منحته ثقتك وخذلك، لذلك حين تبكي بمرارة فوق رصيف الحياة، لا تبحث عن أعذار تواري بها سوأة اختيارك، بل كن شجاعا واعترف أنك أخطأت وعاهد نفسك أن تكون دقيقا في الاختيار في المرة المقبلة وهذا أقل تعويض قد تقدمه لنفسك.
- ثقتك المطلقة بشخص يستحق ثقتك ستفقد حقيقتها إن قمت بتجزئتها حسب أحداث حياتك، أو حجبتها عنه لظروف راهنة تمر بها، فإما ان تثق به على طول الطريق وتقتسم معه تفاصيلك، وعثراتك، وأفراحك، وأحلامك، واحتياجك، أو دعك من هذا الهراء الذي تدعيه بأنك تثق به، لأنك في الحقيقة تخدع نفسك وتخدعه.
- حين تشعر بروحك تنصهر وجعا بسبب خيانة أحدهم، وتندم على منح ثقتك لمن لا يستحق، فلا توغل في جلد ذاتك، ولا تترك لنفسك العنان للغوص في بحور الألم، ولا تقل "أنا اللي أستاهل". كل ما في الأمر أنك كنت مخدوعا بالقناع، وسقط القناع وانكشفت الحقيقة، لذلك في المرات المقبلة كن دقيقا في تفرس ملامح الآخر، وأظن تجربتك ستمنحك خبرة تميز فيها بين الوجوه الحقيقية وتلك الوجوه التي ترتدي أقنعة.
- مهما كانت ثقتك مطلقة بأحدهم، فلا تفشِ له سرا تتمنى صادقا ألا يطلع عليه أحد من البشر، اصنع صندوقا حديديا وضع فيه قفلا عتيقا صدئا لا يفتح بسهولة، وأودع فيه أسرارك الثقيلة ثم احمل هذا الصندوق وابحث عن كهف سرمدي في إحدى حجيرات قلبك وأودع الصندوق في إحدى زواياه. ليس كل ما يحدث لنا في الحياة نستطيع "الفضفضة" عنه، هناك أسرار إن عجزت أنت عن حفظها في حجيرات قلبك، فلن يكون غيرك أفضل منك في حفظها.
وخزة
يقول محمد علي كلاي: "الأصدقاء بالمواقف وليسوا بالسنين، حقيقة ستدركها يوما ما".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها