الطاقة- النفط

"شيب آند بونكر": سوق النفط تتجه لتحقيق توازن قوي ومستدام في 2018

"شيب آند بونكر": سوق النفط تتجه لتحقيق توازن قوي ومستدام في 2018

أكد تقرير "شيب آند بونكر" الدولي أن سوق النفط الخام مرشح بقوة لتحقيق توازن جيد في العام المقبل 2018، مبينا أن هذا التوازن لن يكون محدودا أو مؤقتا بل سيكون واسعا وممتدا في تأثيره في السوق.
وأوضح التقرير المتخصص في الشحن والمخزونات النفطية، أن حالة وفرة المعروض ستكون محدودة للغاية خلال الربع الأول من العام المقبل، مشيرا إلى أن جهود المنتجين وتحركاتهم السريعة والمؤثرة نجحت في تحقيق تقدم جيدة نحو علاج تخمة الإمدادات في سوق النفط.
وأفاد التقرير أنه على الرغم من قناعة دوائر اقتصادية واسعة بأن الطاقة البديلة ستحل محل النفط الخام في يوم ما إلا أن منظمة أوبك على قناعة أقوى بأن ذروة الطلب على النفط الخام لن تتحقق في المستقبل المنظور ودللت على ذلك ببيانات وردت في تقريرها الشهري الأخير والذي يؤكد على ارتفاع مستوى الطلب على نفط دول أوبك إلى 33.42 مليون برميل يوميا في العام المقبل بزيادة 360 ألف برميل عن توقعات سابقة.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بسبب زيادات الإنتاج الأمريكي وصدور بيانات ضعيفة عن مستوى الطلب في اليابان التي تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
وكبح تحقيق مزيد من الخسائر اقتراب موعد الاجتماع الوزاري لدول أوبك وخارجها لمراجعة تطورات السوق وسط حالة توافق واسعة وتفاؤل بإعلان المنتجين عن مد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام المقبل 2018.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، المهندس بيرت ويكرينك مدير أنظمة التشغيل في شركة "كيوا " للغاز في هولندا، أن سوق النفط الخام تعيش حاليا حالة ترقب قبل اجتماع وزراء الطاقة في "أوبك" وخارجها بعد أيام قلائل، مشيرا إلى أن الأنظار تتجه بقوة إلى نتائج هذا الاجتماع خاصة فيما يتعلق بحسم قرار مد العمل بتخفيضات الإنتاج.
وذكر أن حالة الترقب أدت إلى هدوء التعاملات على نطاق واسع وتأجيل كثير من القرارات المؤثرة في الصناعة إلى ما بعد دراسة نتائج الاجتماع وذلك على الرغم من أن أغلب المنتجين يدخلون إلى هذا الاجتماع بدون خلافات جوهرية وبتوافق شبه تام على ضرورة استمرار العمل المشترك وتوسيع الاتفاق وإطالة فترة العمل بخفض الإنتاج.
وأضاف أن أسعار النفط الخام تراجعت بعد مكاسب أسبوعية سابقة ومتواصلة استمرت خمسة أسابيع بسبب زيادات قوية في الإمدادات من الإنتاج الأمريكي، لافتا إلى أن الأسبوع الماضي شهد استقرارا في عدد الحفارات الأمريكية وهو ما يجعل فرص تحقيق مكاسب سعرية جيدة هذا الأسبوع متوافرة بشكل كبير.
من جانبها، أوضحت لـ"الاقتصادية"، شيكاكو أشيجورو عضو الفريق البحثي في شركة "أوساكا" للغاز، أن صدور بيانات ضعيفة عن الاقتصاد الياباني خاصة تقلص الواردات النفطية ضغط مجددا على أسعار النفط بسبب المخاوف من ضعف الطلب في الدولة التي تمثل ثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
وقالت إن بيانات الطلب العالمي على النفط الخام ما زالت متقلبة وتؤدي إلى انعكاسات سريعة ومؤثرة في استقرار السوق ونمو الأسعار، لافتة إلى أن تخفيض وكالة الطاقة الدولية لمعدل نمو الطلب أدى إلى خسائر سعرية ملموسة على مدار الأسبوع الماضي.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية"، لويس ديل باريو المحلل في مجموعة بوسطن للاستشارات المالية في إسبانيا، إن بعض منتجي النفط الخام في "أوبك" يعانون من مخاطر انقطاعات مؤثرة في مستوى الإنتاج خاصة مع تزايد خطر العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط وذلك علاوة على أزمة الإنتاج في فنزويلا والتي من المتوقع أن تسجل في العام المقبل أدنى مستوى إنتاجي لها في 30 عاما وهو أقل من 300 ألف برميل يوميا وهو وضع كارثي على اقتصاديات دولة رئيسية في إنتاج النفط الخام.
وأشار إلى أنه من الموضوعات المهمة التي يجب أن يتدارسها المنتجون في اجتماع فيينا بعد أيام قليلة، هو قيام بعض المنتجين الآخرين بتعويض الإمدادات سواء من فنزويلا أو من أي دول أخرى من الدول التي تواجه حالة غياب الاستقرار واحتمال حدوث انقطاعات وذلك حتى لا يتأثر المعروض العالمي سلبيا وبشكل قد يفوق خطط المنتجين في تقييد الإنتاج.
وفيما يخص الأسعار، فقد هبطت أسعار النفط أمس، مع تبني المتعاملين نهجا حذرا قبيل اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأسبوع المقبل، حيث من المقرر مناقشة تمديد القيود الحالية على الإنتاج.
وانخفض خام برنت 77 سنتا في العقود الآجلة إلى 61.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:28 بتوقيت جرينتش بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 36 سنتا إلى 56.19 دولار للبرميل.
وتفرض أوبك ومجموعة من المنتجين غير الأعضاء بقيادة روسيا قيودا على الإنتاج منذ بداية العام في محاولة لتقليص المخزونات ورفع الأسعار.
ومن المنتظر أن ينتهي اتفاق خفض الإنتاج في آذار (مارس) 2018 وستجتمع "أوبك" في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، لمناقشة آفاق سياستها ومن المتوقع تمديد الاتفاق ليغطي العام القادم بأكمله.
وتوقعت "أوبك" الأسبوع الماضي ارتفاع الطلب على نفطها 460 ألف برميل يوميا إلى 33.42 مليون برميل يوميا العام المقبل. في المقابل، توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاضا قدره 320 ألف برميل يوميا إلى 32.38 مليون برميل يوميا.
كما تراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، في مستهل تعاملات الأسبوع، بعدما حقق النفط الخام الأمريكي أكبر مكسب يومي في ثلاثة أشهر، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بالتزامن مع مخاوف بشأن الطلب في اليابان ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، ويكبح الخسائر الاحتمالات القوية لقيام أوبك بتمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي حتى نهاية عام 2018.
وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 56.35 دولار للبرميل، بحلول الساعة 12:25جرينتش، من مستوى الافتتاح 56.72 دولار وسجل أعلى مستوى 56.91 دولار وأدنى مستوى 56.28 دولار.
ونزل خام برنت إلى مستوى 61.95دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 62.63 دولار وسجل أعلى مستوى 62.68 دولار وأدنى مستوى 61.88 دولار .
وأنهي النفط الخام الأمريكي تعاملات يوم الجمعة الماضية مرتفعا بنسبة 2.8 في المائة، بأكبر مكسب يومي منذ 18 آب (أغسطس)، وصعدت عقود برنت بنسبة 2.2 في المائة، بعدما سجلت في وقت سابق من التعاملات أدنى مستوى في أسبوعين 61.07 دولار للبرميل.
وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت أسعار النفط أكثر من 0.5 في المائة، في أول خسارة أسبوعية في شهر ونصف، بعد ارتفاع الإنتاج في الولايات المتحدة لمستوى قياسي جديد.
ووفقا لبيانات أولية صادرة عن وزارة المالية، انخفضت واردات النفط إلى اليابان من روسيا خلال تشرين الأول (أكتوبر) إلى أدنى مستوى في نحو خمس سنوات، في علامة سلبية لمستويات الطلب في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لبحث مستجدات السوق وتحديد سياسة الإنتاج، ومن المتوقع على نطاق واسع أن توافق المنظمة العالمية على تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي لمدة تسعة أشهر أخرى حتى نهاية 2018، خاصة مع استمرار اتساع تخمة المعروض الأمريكي.
وفي الولايات المتحدة أعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضية، استقرار منصات الحفر في البلاد دون أي تغيير يذكر عند إجمالي 738 منصة، وهو أعلى مستوى للمنصات منذ الأسبوع المنتهي في 13 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وتراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 59.90 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 59.98 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق انخفاضا عقب ارتفاع سابق في إطار سلسلة من التقلبات السعرية، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 61.91 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط