Author

طبيبة سعودية تحمي النساء بالوعي

|

حين دخلت أحد المجمعات التجارية في الخبر قبل ثلاثة أسابيع كانت حملة "مكافحة سرطان الثدي لدى النساء" تملأ المكان وتضج بالزائرات اللاتي يستمعن باهتمام لمجموعة من البرامج التوعوية، إضافة إلى الكشف المبكر الذي يتم داخل عيادة في المجمع نفسه تحت إشراف نخبة من الطبيبات السعوديات. هذه الحملة تنطلق سنويا في كل مناطق المملكة واستفاد منها ملايين النساء، بل أسهمت في وقاية مئات الآلاف اللاتي استطعن معالجة المرض مبكرا والانتصار عليه.
والحقيقة أن كل هذه الحملات التوعوية والمبادرات الضخمة التي تنطلق في كل مكان خلفها الدكتورة سامية العمودي استشارية أمراض النساء والتوليد والأستاذة في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. وهي الطبيبة التي لم تكتف بالعمل من خلال عيادتها أو موقعها الوظيفي ولكن استطاعت تحويل "سرطان الثدي" إلى قضية مجتمع حيث اكتشفت الدكتورة سامية في 2006 إصابتها بمرض "سرطان الثدي" ورغم ما عانته من مرض وتعب نفسي وجسدي لكنها قررت تحويل هذه الأزمة إلى منجز اجتماعي لحماية نساء بلدها من هذا المرض الخبيث.
لم تترك الدكتورة سامية مجالا يعزز الوعي بحماية النساء إلا طرقته فقدمت مئات المحاضرات، وعشرات البرامج التلفزيونية، وعشرات المقالات، وأسهمت في تأليف مجموعة من الكتب المتخصصة، وطرقت أبواب الجمعيات الخيرية والمؤسسات الصحية والغرف التجارية، تحاضر وتوعي وتحذر وتستقطب الداعمين والرعاة لحملاتها التوعوية والصحية حتى تحقق الحلم وأصبحت جهود المكافحة في تخصص "سرطان الثدي" من أشهر البرامج الفعالة على أرض الواقع. وتوجت جهودها بكرسي علمي متخصص في جامعة الملك عبد العزيز لأبحاث مكافحة "سرطان الثدي" وجمعية خيرية صحية متخصصة في سرطان الثدي، وألفت أكثر من 12 مؤلفا باللغتين في مجال التوعية والمكافحة.
تم تكريم الدكتورة سامية العمودي ضمن أربع سيدات على مستوى العالم العربي تم اختيارهن لإنجازاتهن وإحداثهن تغييرا في مجتمعاتهن، وحصلت على جائزة وزيرة الخارجية الأمريكية لشجاعة المرأة عالميا، وتم تكريمها ضمن أشجع عشر نساء على مستوى العالم في 7 آذار (مارس) 2007 في الولايات المتحدة نظير جهودها المتميزة وتحويلها إصابتها "بسرطان الثدي" إلى رسالة حب لتوعية المجتمعات، وتلقت خطاب شكر من السيدة الأولى لورا بوش حرم الرئيس الأمريكي الأسبق في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 نظير جهودها في برنامج الشراكة الشرق أوسطية بين الولايات المتحدة والمملكة في مجال سرطان الثدي، وأيضا تم تكريمها في واشنطن في آذار (مارس) 2008 من قبل مؤسسة سوزان كومن للعلاج أثناء الاحتفالية بإطلاق المبادرة العالمية للتوعية بسرطان الثدي برعاية السيدة الأولى حرم الرئيس الأمريكي. اختارتها وزارة الخارجية الأمريكية واحدة من أشجع عشر نساء في العالم وتم منحها "الجائزة العالمية للمرأة الشجاعة" في السابع من آذار (مارس) عام 2009، وحصلت على جائزة المفتاحة لعام 1429/2009 هـ من الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز (أمير منطقة) عسير، وهي أول امرأة تحصل على هذه الجائزة.
وتم إدراج نبذة عن قصتها في مناهج اللغة الإنجليزية في الثانويات، وتم إنتاج فيلم وثائقي "كسر حاجز الصمت" عن قصتها مع سرطان الثدي باللغتين العربية والإنجليزية، وتم عرضه في مجموعة من القنوات العربية، وتم منحها وسام الشجاعة من الجمعية السعودية الخيرية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية في 13 أيار (مايو) 2009، وتسابقت وزارات الصحة في دول عربية بالتعاون مع جمعيات خيرية وتوعوية للاستفادة من تجربتها وتطبيقها في المجتمعات العربية.
شكرا دكتورة سامية فقد أثمرت جهودك محليا وعالميا، وكنت نموذجا مشرفا لبنات الوطن سيذكره التاريخ طويلا.

إنشرها