Author

«سار» إلى حائل

|

أعتبر التسارع الجميل لعمليات النقل العام بين المدن بواسطة القطارات من محفزات التحول الوطني للخصخصة. شركة سار التي تعمل على ربط مدن المملكة بشبكة سكك حديدية وتجد في سبيل تحقيق مرادها، هي البديل الأفضل للعمل البسيط الذي كان مسيطرا على مدى تجاوز أكثر من 70 عاما دون أن يتجاوز الخط الوحيد الرابط بين الرياض والدمام.
الخصخصة بهذا المنظور تحقق نجاحا مهما، ولعل العمليات التي تتوجه الدولة لتخصيصها أكثر تعقيدا ــ دون شك ــ من عملية توفير وسيلة نقل بين مدينتين أو منطقتين، فالتعليم يحتاج لعملية دراسة وتطبيق عالية الكفاءة تضمن أن تتحسن المخرجات وتوصل الخدمات وتنخفض التكاليف على الدولة، هذه الأهداف مترابطة ولا يمكن الاستغناء عن أحدها. وهي العقدة التي يجب على كل مخططي الوزارة ومن يشاركونهم عملية التخطيط أن يتعاملوا معها فورا ودون تأخير أو تقليل من القيمة المضافة المتوقعة منها.
عملية التعليم هي الأصعب بين الخدمات التي تخطط الدولة لتخصيصها، وفي مقامها وقد يكون أقل منها، عملية تخصيص الخدمات الصحية، هنا نحتاج إلى رفع الكفاءة بشكل كبير جدا، وتوفير الخدمة على مستوى غير مسبوق، وفي الوقت نفسه أن نضمن جودة في الخدمة من خلال رقابة شديدة ومتمكنة لا تراجع عنها.
إذا العمل في بداياته، ولعل نجاحات «سار» تدفع بالآخرين نحو مزيد من العمل وتدعم روح التنافسية بين كل العاملين في مختلف المجالات لتحقيق نجاحات أفضل، ومن واقع العمل الحكومي الذي استمر سنين طويلة وبقي متأخرا عن تحقيق الآمال بالشكل الذي يرضي طموح القيادة والمواطن رغم المحاولات المستمرة. من هذا الواقع أستطيع أن أحكم أن أي جهد مخلص مقنن يمكن أن يحقق للخدمات مستويات قياسية، خصوصا أن الدولة تنفق مبالغ كبيرة في المجالات سالفة الذكر وتعتمد في كل عام زيادات أكبر بغرض ضمان الأفضل للمواطنين.
يمكن أن أدعو "سار" في هذه المناسبة لإعادة رسم خطتها ومخطط حركتها في البلاد لتركز على مناطق التجمع السكاني التي تقع جنوب منطقة الرياض وصولا إلى عسير ومن ثم نجران، وهي مناطق فيها كثافة سكانية وخدمات كثيرة بحاجة إلى القطارات، وقد تكون الدراسات الإكتوارية الموجودة لدى مصلحة الإحصاءات العامة تؤكد ما ذكرت وتدفع التفكير نحو نشر خدمات الشركة بشكل يسعد الجميع.

إنشرها