Author

هزة النماص

|
جاءت الهزة الأرضية التي ضربت منطقة قريبة من النماص في وقت جعل الناس يهبون من سباتهم، امتلأت المساجد في صلاة الفجر حسب رواية الشهود، ولعل واحدا من أهم المذكرات في هذا الأمر ما ورد عن أن القيامة ستقوم فجر يوم الجمعة، وهذا أيضا ورد على لسان أحد المعلقين. لكن المهم في هذه الهزة الأرضية هو الدلالة التي حملتها، فنحن في الأغلب لا نشعر بهزة بهذا الحجم وهو أربع درجات على مقياس ريختر بالشكل الذي لاحظناه في التعليقات، الأكيد هو أن السبب قرب مركز الزلزال من سطح الأرض وهو لا يزيد على تسعة كيلومترات. شعر الناس بالهزة في أغلب المدن المجاورة في منطقتي الباحة وعسير، بل إنني شاهدت حديثا عن أن الشعور بالهزة وصل إلى مناطق في نجران والساحل الغربي. من الأمور المستجدة في تلك الهزة هي سرعة وصول معلوماتها، والحديث المنتشر بشكل كبير عنها خلال ساعات الفجر في مواقع التواصل، وهو أمر سببه الاعتماد العجيب على هذه الوسائل. كما أن الناس شاهدوا بالصور تسلسل الحدث وهو أمر لم نتعود أن نراه إلا مع ثورة الاتصالات الحالية، وهو ما يدفع باتجاه التدقيق والحرص عند نقل المعلومة. أقول هذا وقد شاهدت بعض الصور والمقاطع التي لا علاقة لها بالهزة التي حدثت في النماص، وإنما بدأ عشاق السبق الإعلامي في التقاط ما لديهم في الأرشيف أو البحث في صور لا علاقة لها بالموضوع ونشروها على أنها نتائج للهزة. هنا يتوقف الأمر على المتلقي نفسه، فما دمنا لم نتأكد من المعلومة فمن غير المنطقي أن نوزعها وهو ما يحدث عندنا دون تدقيق. الإشكالية ليست هنا بالتحديد، لكن تقع الإشكالية في حالات أخرى يكون فيها الأثر متعديا للشكليات والمنشآت ليطول الأفراد. هذا الأمر الذي حذرت منه الجهات الأمنية، سيكون له أثر خطير فيمن يحاول أن ينشر معلومات يمكن أن تؤثر في سمعة أو سلامة غيره من خلال قنوات السايبر التي تسيطر اليوم. العبرة في النهاية هي بأهمية التثبت عند نقل أي معلومة، ومحاولة عدم إثارة الرأي العام أو التأثير في سمعة الآخرين، وقد أفضت في الموضوع في وقت سابق هذا الشهر.
إنشرها