FINANCIAL TIMES

شبح «غوبتا غيت» يلاحق «HSBC» بشبهة التورط الجنائي

شبح «غوبتا غيت» يلاحق 
«HSBC» بشبهة التورط الجنائي

تجاهل بنك HSBC التحذيرات الداخلية حول التحويلات النقدية الكبيرة من جنوب إفريقيا من قبل عائلة غوبتا التجارية المتنفذة، كما ادعى أحد اللوردات البريطانيين، مطالبا الهيئات التنظيمية بالتحقيق في البنك الشهير حول شبهات "تورط جنائي محتمل" في غسل الأموال.
وقال وزير العمل السابق، بيتر هاين، أمام مجلس اللوردات يوم الأربعاء قبل الماضي، إنه كان قد طلب من وزارة الخزانة البريطانية السعي للتحقيق مع مصرف بريطاني لم يكشف عن اسمه، بشأن ادعاءات بتحويل أموال غير مشروعة نيابة عن أفراد من عائلة غوبتا الذين هم في قلب فضيحة فساد في جنوب إفريقيا.
أرسل اللورد هاين رسالة إلى الخزانة وسلطة السلوك المالي كلا على حدة يوم الثلاثاء قبل الماضي، حيث استشهد فيها بأدلة تبين أن عمليات تحويل الأموال كانت مشبوهة من قبل أنظمة HSBC الداخلية.
وقال أمام اللوردات: "أُبلِغْت أنهم كانوا قد طُلِب منهم من مقر المملكة المتحدة تجاهل ذلك".
وقالت سلطة السلوك المالي: "تلقينا الرسالة وسنرد في الوقت المناسب"، ورفضت التعليق أكثر من ذلك.
وحثت رسالة اللورد هاين، الذي نشأ في جنوب إفريقيا وشن حملة ضد الفصل العنصري، الوكالة على فحص "انتهاك خطير لممارسة سلطة السلوك المالي" في مقر بنك HSBC في المملكة المتحدة، وفقا لما ذكره شخص شاهد الرسالة.
يتهم المحتجون في جنوب إفريقيا أفراد عائلة غوبتا باستخدام علاقاتهم مع الرئيس جاكوب زوما للسيطرة على الشؤون الحكومية، بما في ذلك منحهم عقودا كبيرة من الدولة. وكانت هذه الادعاءات دائما تقابَل بالنفي من قبل الأسرة والرئيس زوما، على حد سواء.
كان اللورد هاين قد أشار إلى مخالفة في بنك HSBC في جنوب إفريقيا في رسالة سابقة إلى وزارة المالية البريطانية. وردا على سؤال حول القضية في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ستيوارت جاليفر الرئيس التنفيذي لبنك HSBC إن المصرف يتعاون مع الحكومة.
وأضاف جاليفر: "بخصوص الاستفسارات كنتيجة لرسالة هاين إلى وزير المالية، من الواضح أننا نرد على تلك التحقيقات التي جاءت من سلطة السلوك المالي وأيضا من سلطات جنوب إفريقيا، وليس هناك شيء أكثر يمكنني أن أضيفه حقا في هذه المرحلة في هذا الوقت".
ورفض المتحدث باسم بنك HSBC التعليق أكثر من ذلك يوم الأربعاء قبل الماضي.
وقال اللورد هاين إن على فيليب هاموند، وزير المالية البريطاني أن "يتأكد من عدم التسامح مع عملية غسل الأموال وعدم الشرعية الواضحة التي من هذا القبيل، وأنه يتم التحقيق مع المصرف في قضية تواطؤ جنائي محتمل حول هذه المسألة".
وقال متحدث باسم وزارة المالية إنه نقل رسالة اللورد هاين الأخيرة الى سلطة السلوك المالي، والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة ومكتب مكافحة عمليات الاحتيال الخطيرة.
وطلبت رسالة اللورد هاين السابقة من هاموند تنبيه وكالات إنفاذ القوانين المالية في المملكة المتحدة إلا أن مصرفي HSBC وستاندرد تشارترد، ربما قاما بتنفيذ تعاملات من الأموال غير المشروعة المرتبطة بأفراد عائلة غوبتا عبر كل من دبي وهونج كونج.
إذا تم إجراء التحويلات في السنوات الخمس الماضية وكانت تنطوي علی معاملات بالدولار، يمكن أن يكون لذلك تأثير في اتفاق الادعاء المؤجل لبنك HSBC مع السلطات الأمريكية. ويسمح هذا الاتفاق، الذي من المقرر أن ينتهي في العام المقبل، للمصرف بالنجاة من الاتهامات الجنائية بتهمة غسل الأموال ومخالفات قرارات الحظر في عام 2012.
الفضيحة التي تحوم حول عائلة غوبتا تجتذب منذ فترة شركات دولية أخرى.
وقد اعتذرت شركتا ماكينزي وكيه إم بي جي عن أن مكاتبهما في جنوب إفريقيا أصبحت لها علاقات وثيقة فوق الحد مع العائلة، في حين اعترفت شركة ساب الألمانية لصناعة البرمجيات، بأنها دفعت إلى شركة مرتبطة بالأسرة في الوقت الذي كانت تسعى فيه للحصول على أعمال تجارية من شركات مملوكة للدولة في جنوب إفريقيا. كما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا في الروابط الأمريكية مع عائلة غوبتا.
وقال اللورد هاين إن المعلومات التي قدمها إلى وزارة المالية "أظهرت تحويلات غير مشروعة للأموال من جنوب إفريقيا قامت بها أسرة غوبتا على مدى السنوات القليلة الماضية من حساباتها في جنوب إفريقيا، إلى حسابات موجودة في كل من دبي وهونج كونج".
وقال هاموند في الشهر الماضي إنه كان قد اتصل بالهيئات التنظيمية ووكالات إنفاذ القانون في المملكة المتحدة، مستفسراً عن أول مجموعة من الادعاءات التي قدمها هاين، وأن ادعاءات الفساد أُخذت "بجدية بالغة".
وصرح آندي هالفورد المدير الإداري في بنك ستان تشارت للصحافيين يوم الأربعاء قبل الماضي، بأن المصرف كان قد أبلغ الجهات التنظيمية بالقضايا المتعلقة بأسرة غوبتا في عام 2013.
وأضاف: "كنا في حالة تأهب للقضية في وقت مبكر. اتخذنا الإجراءات، ونبهنا الأجهزة المنظمة، وأغلقنا الحسابات".
وفي جدال في مجلس اللوردات يوم الأربعاء قبل الماضي قال هاين إنه شاهد أيضا دليلا على أن عائلة غوبتا "حولت ببساطة آلة غسل الملابس لديها إلى قطاع إعادة تدوير المعادن" بعد أن أغلقت مصارف جنوب إفريقيا حسابات مرتبطة بالأسرة في العام الماضي.
وأضاف أنها كانت "مسألة وقت قبل أن تضطر المؤسسات المالية في جنوب إفريقيا وفي الشرق الأوسط وفي هونج كونج والمملكة المتحدة إلى الإجابة عن الأسئلة الصعبة حول تواطؤ هذه المؤسسات نفسها".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES