FINANCIAL TIMES

ديون فنزويلا .. دور مركزي للصين مع إعسار الدولة

ديون فنزويلا .. دور مركزي للصين مع إعسار الدولة

قبل أكثر من عقد من الزمن، وسط ازدهار أسعار النفط، زار الزعيم الفنزويلى هوجو شافيز بكين. وأعلن رئيس فنزويلا، العضو في منظمة أوبك أن الرأسمالية هي الطريق إلى الجحيم، وأنه كان من الممكن أن يكون الرئيس ماو تسي تونج والبطل الفنزويلى سيمون بوليفار من الأصدقاء المقربين، لو أنهما التقيا.
في ذلك الوقت، كان رد الفعل على تعليق تشافيز هو ضحكات خافتة تدل على السرور من مضيفيه. بيد أن الزيارات المتكررة سرعان ما جعلت بكين تتشكك في موثوقيته كشريك. وقد ثبتت صحة هذا الانطباع منذ ذلك الحين - سواء من حيث مقدار الدين الصيني أو الاستثمار المباشر في فنزويلا، وهو بلد غني بالنفط، لكنه فقير من حيث السيولة لنقدية على نحو يهدد بإضرار “العلامة التجارية” للصين على الصعيد العالمي.
بين عامي 2007 و2014، قدمت مصارف التنمية الصينية أكثر من 60 مليار دولار لفنزويلا، أي نحو من نصف مجموع تعاملاتها في أمريكا اللاتينية.في ذلك الوقت، قال النقاد إن القروض تفتقر إلى الرقابة الكافية، وستؤدي إلى نشوء الفساد في بلد يحتل موقعا بالقرب من قاع مؤشر الفساد في منظمة الشفافية الدولية.
وثبتت صحة ذلك أيضا. وعلى الرغم من أن القروض كانت مدعومة بكميات النفط، إلا أن الصين اضطرت في العام الماضي إلى إعادة التفاوض على مليارات الدولارات من الديون. توقفت بكين عن تقديم قروض جديدة، ولكن لا يزال لديها نحو 16 مليار دولار من الديون المستحقة - ما يجعل الصين أكبر دائن لفنزويلا.
هذا يضع الصين في موقف غير مريح ولكنه أساس في إعسار فنزويلا، الذي ظهرت علاماته منذ فترة طويلة بالعجز عن سداد نحو 150 مليار دولار من الديون.
إجراء عملية إنقاذ أو على نحو آخر دعم حكومة تسهم في تأجيج الهجرة الجماعية في أنحاء المنطقة لن يحظى بشعبية في أمريكا اللاتينية. في مقابل ذلك، هناك اعتبارات استراتيجية للحفاظ على علاقات جيدة مع نظام يجلس على كمية نفطية مقدارها 300 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج.
وفي كلتا الحالتين، فإن الإعسار في فنزويلا دعوة للاستيقاظ من دور الصين كدائن على الصعيد العالمي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES