default Author

كلينوفوبيا

|

سريرك عالمك الخاص، مكان راحتك الأكثر ألفة لك من كل زوايا البيت وغرفه، تحن إليه كلما أخذك العمل أو طال نهارك وهذا شيء طبيعي ومتعارف عليه ولكن ماذا لو كان سريرك مصدر رعب وخوف لك؟ ما الذي يجعل سريرك كذلك؟ وهل هناك شيء فوق أو تحت السرير يسبب الرعب؟ لو كانت الإجابة بنعم ماذا ستفعل؟ من المؤسف أن نقول لك نعم هناك أشياء تسكن سريرك وأخرى قد تعيش تحته قد تسبب لك الخوف والرعب وتصاب بما يدعى "كلينوفوبيا" أو رعب الذهاب إلى السرير. تعيش فوقه عديد من الكائنات الحية، ميكروبات وطفيليات تتغذى على بقايا جلدك وتمتص دمك فتنمو وتعيش طويلا لتحتل سريرك، ومخدتك وتسبب لك الأمراض دون أن تشعر بها، فخلف تلك النعومة قد يكمن الخطر. أما تحته فهناك عالم آخر وحياة أخرى عبارة عن منزل الأحلام لكثير من الحشرات الأكبر حجما من التي فوقه التي لا تستطيع رؤيتها بعينك المجردة، فقد يكون هناك عناكب وصراصير ووزغ حسب نظافة واهتمام أصحاب المكان سواء كان بيتا أو فندقا أو استراحة أو مزرعة. كما أن الجن قد توجد هناك كما تخبرنا بعض الروايات والقصص ولا نعلم حقيقة مثل هذه الأمور، فقد يكون الجن تحت السرير أو فوقه يجثم على صدرك ككابوس مزعج كما ورد في بعض التفسيرات للجاثوم. لذلك يخاف البعض من الذهاب إلى السرير وإذا ذهب يتفقده من فوقه وتحته وقد تصل حالته إلى مرض الرعب من السرير التي يخشى فيها المصاب الذهاب إلى سرير نومه، لأن السرير يقترن في ذهنه بأمور وتجارب سيئة، كسماع أصوات مريبة، ورؤية كوابيس مرعبة، وسيطرة هاجس الموت أثناء النوم أو بسبب الخوف من الخرافات المرعبة المرتبطة بالسرير، مثل تخويف بعض الأمهات أطفالهن بوجود وحش راقد تحت السرير سيهجم عليهم ليأكلهم إذا لم يسلموا جفونهم للنوم بهدوء.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ".
ولعل كثرة القصص والخرافات عن الجن الساكنين تحت السرير والجثث المخفية تحته زادت من رعب الناس خصوصا في أمريكا لكن ما لا يعرفه أغلب الناس هو أن كثيرا منها حقيقي. فعلى مر التاريخ تم العثور على آلاف الجثث مخبأة تحت الأسرة. وعديد من القتلة يحبذون إخفاء جثث ضحاياهم تحت السرير، لكونها أسهل وأسرع طريقة وأبعد مكان للبحث عن الجثة، ما يؤخر اكتشاف الجرائم حتى تفوح رائحة الجثة.

إنشرها