FINANCIAL TIMES

«سناب» .. معركة من أجل البقاء واستقطاب مستخدمين جدد

«سناب» .. معركة من أجل البقاء واستقطاب مستخدمين جدد

حتى بحسب مقاييس الجيشان خلال الحياة القصيرة للتطبيق شركة عامة، فقد مرت "سنابشات بأسبوع عاصف.
يوم الإثنين الماضي تطبيقها الرئيسي، سنابشات، عانى انقطاعا عالميا في الخدمة لعدة ساعات. يوم الثلاثاء الماضي فوت تقرير الأرباح الثالث على التوالي تقديرات وول ستريت منذ الاكتتاب العام الأولي في آذار (مارس)، ما جعل سعر سهمها ينخفض إلى أقل من 13 دولارا.
بعد ذلك صباح الأربعاء الماضي أشرق ومعه نوع من المهلة المؤقتة: كشف البيان ربع السنوي المقدم للجهات التنظيمية أن "تينسنت"، مجموعة الإنترنت الصينية التي تقف وراء تطبيق "ويتشات"، اشترت بهدوء 12 في المائة من الشركة التي يوجد مقرها في لوس أنجلوس، مقابل أكثر من ملياري دولار. كل من رد الفعل على انقطاع يوم الإثنين واستثمار تينسنت يُظهر أنه على الرغم من فقدان الإيمان بالشركة في وول ستريت، الذي أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 25 في المائة دون سعرها عند الاكتتاب العام الأولي، البالغ 17 دولارا، إلا أنه لا يزال هناك مؤمنون بقصة سناب.
غرّد @alisdirections عندما انقطعت الخدمة: "عالم بدون سنابشات ليس عالماً أريد العيش فيه". وأضاف @vpxvx، "السنابشات الخاص بي لا يعمل. لم يبقَ إلا أن أرمي هاتفي بعيداً".
لكن حتى مع أن المراهقين الأمريكيين يستمرون في الإعجاب بتطبيق سنابشات، من خلال فتح التطبيق مرات تصل إلى 25 مرة يومياً وفقاً للشركة، إلا أن بقية العالم يبقى مرتبكاً أو غير مكترث.
إيفان سبيجل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، اعترف للمرة الأولى يوم الثلاثاء بأن سنابشات الذي أضاف فقط 4.5 مليون من المستخدمين النشطين اليوميين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان يجذب مستخدمين جُددا "بمعدل أقل مما نرغب فيه" وأن التطبيق يُمكن أن يكون "من الصعب فهمه أو من الصعب استخدامه" بالنسبة لكثير من الناس.
وقال إن شركة سناب تُعيد تصميم تطبيقها لتحسين قابلية الاستخدام، خاصة بالنسبة للأجهزة العاملة بنظام أندرويد، على أمل توسيع جاذبيته خارج جيل الألفية في الغرب إلى الناس الأكبر سناً الذين هم في الأسواق الناشئة.
واعترف سبيجل بالجهد الذي يواجهه والذي يتطلب منه الدقة في التنفيذ، وفي الحفاظ على الألفة والمتعة التي جعلت تطبيقه جذاباً جداً للمستخدمين الشباب.
وقال: "هناك احتمال قوي أن إعادة تصميم تطبيقنا ستكون معطلة لأعمالنا على المدى القصير، ولا نعرف بعد كيف سيتغير سلوك مجتمعنا عندما يبدأ الناس باستخدام تطبيقنا المُحَدَّث".
الوعد بمعالجة نمو المستخدمين البطيء لم يمنع محللي وول ستريت من تخفيض توقعاتهم في أعقاب نتائج يوم الثلاثاء. وخفض كثير من الوسطاء توصياتهم على الأسهم، بعد أن أضافت سناب ما يصل إلى نصف عدد المستخدمين الذي كانت تتوقعه وول ستريت.
نمت إيرادات سناب بنسبة 126 في المائة بالمعدل السنوي لتصل إلى 208 ملايين دولار، لكنها كانت أقل بكثير من توقعات المحللين، في الوقت الذي ارتفعت فيه الخسائر الصافية أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 443 مليون دولار. المسؤولون التنفيذيون في الشركة يلقون اللوم في انخفاض الإيرادات على التعطيل على المدى القريب الناشئ من التحوّل إلى مبيعات الإعلانات المؤتمتة، التي تستخدم نظاما قائما على المزادات أدى إلى تخفيض الأسعار.
مع ذلك، يعتقد كثير من المحللين أن سناب تخسر أموال المعلنين إلى الشبكات الأكبر بكثير المتوافرة في فيسبوك وجوجل.
مارك ماهاني، المحلل لدى "آر بي سي"، قال في مذكرة خفّضت تصنيف سناب من "أداء متفوق" إلى "أداء القطاع": "لم نشهد بعد أي تغيير في نمو (المستخدمين اليومي) على الرغم من ابتكار المنتج الكبير. يذهب المعلنون حيث توجد العيون ونحن بحاجة إلى رؤية المزيد من نمو المستخدمين".
بعد مثل هذا الأداء المخيب للآمال، توقيت إعلان سناب عن حصة تينسنت أثار التعجب بين بعض المحلين، في الوقت الذي أشارت فيه نشرة الشركة إلى أنها ليست "ملزمة بالكشف" عن الاستثمار.
كتبت سناب في نشرتها: "لطالما حصلنا على الإلهام من روح الابتكار والريادة في تينسنت ونحن ممتنون لمواصلة علاقتنا الطويلة والمُنتجة التي بدأت قبل أكثر من أربعة أعوام"، مُضيفةً أن الشركتين تُخططان لمشاركة "الأفكار والخبرات".
لكن بريان ويزر، المحلل في "بايفوتال ريسيرتش"، يستبعد أن تحدث خطوة تينسنت أي فرق في تقييم سناب ـ كانت أسهم الشركة تُتداول بنسبة 15 في المائة أقل في صباح يوم الأربعاء، حتى بعد آخر تأييد من تينسنت.
قال ويزر: "يبدو من غير المرجح تماماً أن تينسنت ستكون في وضع يُمكّنها من شراء الشركة بالكامل، بالنظر إلى الحساسية حول النفوذ الأجنبي في وسائل الإعلام الاجتماعية في الولايات المتحدة، وبالنظر إلى مشاكل الصين الخاصة مع الاستثمار الأجنبي في الوقت الحاضر، ويبدو من غير المرجح بالقدر نفسه أنه سيُسمح لسناب بإقامة موطئ قدم في الصين".
وأضاف: "مع ذلك، هذا يعني أنه في أي وقت يضخ فيه مستثمر معين - سواء شركة أو ملياردير عشوائي - استثمارا كبيرا فإن هذا يُمكن أن يُساعد على إيصال رسالة مفادها أنه يوجد شخص على الأقل يؤمن بالإمكانيات على المدى الطويل للشركة".
كانت هناك حاجة ماسة إلى إظهار الإيمان بعد أن قدّم التنفيذيون في سناب ما وصفه المحلل جان دوسون، من "جاكدو ريسيرتش"، بأنه "تغيير في كل نقطة استراتيجية مهمة تقريباً من الأعوام القليلة الماضية في مكالمة أرباح واحدة".
وشمل التحوّل طموح سناب الجديد للوصول إلى المستخدمين كبار السن والأسواق التي تملك شبكات لاسلكية أقل تطوراً، بدلاً من التركيز على التركيبة السكانية الأساسية للبالغين أقل من 30 عاماً في أماكن ذات تغطية خليوية عالية السرعة. حتى الكشف أن إعادة التصميم في سنابشات كانت جارية كان خطوة غير مسبوقة للشركة التي نافست أبل في محاولاتها للحفاظ على سرية خطط منتجاتها.
قال دوسون: "أسطورة سنابشات لفترة طويلة كانت إيفان سبيجل، عبقري المنتج. يبدو أن غريزته لا تخدم الشركة جيداً".
دفاعاً عن تطوير المنتجات من خلال "الفرضية" بدلاً من الاستناد إلى القرارات بشأن البيانات الصعبة، أشار سبيجل يوم الثلاثاء إلى حقيقة أن شكل قصص سنابشات المقلَّد كثيراً "لم يستخدمه في الأساس أي أحد خلال الأشهر الستة الأولى أو أكثر".
مع ذلك نتائج يوم الثلاثاء زودت أيضا المتشككين في سناب بمثال مكلف حول كيف يمكن لعملية صنع القرار في الشركة أن تصاب بالاختلال. فقد أصيبت الشركة بضربة تكلفتها 40 مليون دولار تمثلت في مخزونها غير المباع من "سبيكتَكِلْز"، نظارتها الذكية التي تعمل كاميرا فيديو.
لاحَظَ دوسون أن عملية شطب الأصول تعادل تقريبا ضعف مبيعات "سبيكتَكِلْز" البالغة 20 مليون دولار خلال أرباعها الثلاثة الأولى في السوق. وقال: "يغلب على ظني أن هذا كان قرارا قائما على الغرور وليس على البيانات".
في مكالمة يوم الثلاثاء مع المحللين، أصر سبيجل على أن الجيشان ليس شيئا جديدا في هذه الشركة الشابة. قال: "كانت هناك تغييرات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة جدا، وكان هذا هو الوضع طيلة حياة الشركة خلال السنوات الست الأخيرة. أظن أننا لسنا خائفين من إجراء التغييرات من أجل مصلحة الشركة على الأمد الطويل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES