FINANCIAL TIMES

«آيفون X» .. هل يستحق الـ 1000 دولار؟

«آيفون X» .. هل يستحق الـ 1000 دولار؟

كُتب الكثير حتى الآن عن جهاز آيفون إكس بحيث قد من الصعب استيعاب كل ما قيل. هل "فتحة" الكاميرا في أعلى الشاشة مهمة إلى هذه الدرجة؟ هل تعريف الوجه يسمح للمتسللين بسرقة صورتك؟ هل ستضيع بدون زر العودة إلى الصفحة الرئيسية؟
الجواب عن هذه الأسئلة هو "لا". أفضل شيء بشأن جهاز آيفون إكس هو أنه يضع شاشة كبيرة في غلاف أكبر قليلاً من جهاز "آيفون" ذي الحجم القياسي.
جميع الميزات الأخرى في نهاية المطاف مستمدة من ذلك التحوّل – إلغاء زر العودة إلى الصفحة الرئيسية لتقليص الحجم الكلي، واستبدال مصادقة بصمة الأصابع بالتعرّف على الوجه، وإعادة التفكير في كيفية استخدام شاشة اللمس. وجميعها تعمل تماماً بقدر ما كنت تأمل مقابل هاتف بقيمة ألف دولار.
من غير المرجح أن أكون قادراً على إقناعكم أن هذا الهاتف، أو أي هاتف آخر، يستحق مبلغا من أربعة أرقام. أنا أستخدم جهاز آيفون الخاص بي تقريباً أكثر من أي شيء آخر أملكه: بالتأكيد أكثر من سيارتي أو تلفزيوني، وربما حتى أكثر من جهاز الحاسوب المحمول الخاص بي. بالنسبة إلي، هذا يجعله يستحق الاستثمار الإضافي، خاصة - بحسب تعبير رئيس "أبل"، تيم كوك، بشكل طريف الأسبوع الماضي - بالنظر إلى أن السعر هو أقل من الذهاب إلى "واحد من أماكن القهوة الرائعة" كل يوم لمدة عام.
لكن تماماً في الوقت الذي أُغيّر فيه كل شيء أعتمد عليه كل يوم، وجدت بالتأكيد أن هناك فترة من التكيّف.
توقعت أن فقدان زر العودة إلى القائمة الرئيسية، شيء كنتُ أضغط عليه مئات المرات يومياً خلال معظم الوقت على مدى عقد من الزمن، سيكون الصدمة الأكبر. في الواقع كان من السهل بشكل مفاجئ التخلي عنه. الضرب لأعلى من أسفل شاشة جهاز آيفون كان سريعاً بالقدر نفسه، وبدون الحاجة إلى الضغط كثيراً، وأسهل من نواح كثيرة. نقل الوصول إلى مركز التحكم في الجهاز "الذي يحتوي على اختصارات للكاميرا، وسطوع الشاشة، والصوت، والاتصالات اللاسلكية" من أسفل الشاشة إلى أعلى اليمين يبدو غريباً. ولأن شاشة جهاز آيفون إكس بحجم 5.8 بوصة، أطول من الحجم العادي البالغ 4.7 بوصة، فمن الصعب قليلاً الوصول إلى الجزء العلوي بيد واحدة.
التغيير الأكثر عمقاً في "آيفون إكس"، من الناحية التكنولوجية، هو التحوّل من تعريف البصمة إلى تعريف الوجه. تعريف البصمة كان ابتكاراً رائعاً لأنه جعل كونك أكثر أمناً أقل جهداً. تعريف الوجه أسهل حتى من ذلك، لأن كل ما عليك هو النظر إلى الهاتف. ويعمل في الظلام، مع نظاراتي أو بدونها.
تعريف الوجه ناجح بشكل مذهل تماماً. إنه ميزة رائعة جديدة لكيف يُمكن للجهاز، والبرمجيات، والسيليكون الاجتماع لإيجاد ميزات لا تستطيع جمعها شركات صناعة الهواتف الذكية الأخرى.
من العناصر المميزة بشكل خاص لتعريف الوجه هو الطريقة التي تُخفي فيها الإشعارات محتواها من الشاشة الرئيسية "نص بريد إلكتروني أو رسالة إلكترونية، مثلا" إلى أن يرى جهاز آيفون إكس أنك تنظر إليه مباشرة. إنها ميزة اختيارية، لكنها طريقة أخرى تجعل فيها "أبل" من السهل أن تكون أكثر أمناً.
مع ذلك، تعريف الوجه يتسبب في المشكلة العرضية التي لا يتسبب فيها تعريف البصمة. فهو يرفض في بعض الأحيان الفتح عندما كنتُ أتناوله من الطاولة التي بجانب سريري. ربما هذا أمر مقبول، بالنظر إلى أن وجهي يكون محجوباً جزئياً من قِبل الوسادة، لكنه وضع أجد نفسي فيه صباح معظم الأيام. الخبر السار هو أن "المحرك العصبي" داخل "آيفون إكس" يُساعد تعريف الوجه على التعلم مع كل عملية فتح، لذلك قد يتحسن مع الوقت.
الشيء الوحيد الذي لن يتحسن هو قدرة تعريف الوجه على العمل من خلال نظاراتي الشمسية. بعض النظارات الشمسية تحجب ضوء الأشعة تحت الحمراء التي يُسلطها جهاز آيفون إكس على وجهي، ويبدو أن نظاراتي من بينها. مجموعته المكونة من 30 ألف نقطة أشعة تحت الحمراء هي أمر أساسي لجعل تعريف الوجه أكثر أمناً، وفي معظم الحالات، أكثر موثوقية.
مشكلة النظارات الشمسية قد لا تهم الناس الذين يعيشون في الأماكن غير المشمسة بشكل قوي "هل ينبغي أن أذكر أنني تناولت العشاء خارجاً الليلة الماضية هنا في كاليفورنيا؟ ربما لا". يبدو أن الحلول الوحيدة هي إزالة النظارات الشمسية في كل مرة، أو طباعة رمز المرور الرقمي، أو شراء نظارات شمسية جديدة "بطبيعة الحال، من أجل "عيون" الهاتف، لا قيمة لسعر أكواب كابيتشينو إضافية قليلة". الأمر المهم فعلاً هو تلك الشاشة. شاشة أكبر في حزمة أصغر هو أمر طال انتظاره بالنسبة إلى جهاز آيفون، بالنظر إلى أن "سامسونج" فعلتها منذ ثلاثة أعوام تقريباً.
أول شاشة OLED في "أبل" بالنسبة إلي تبدو رائعة تماماً، بالمعنى الحقيقي للكلمة، حيث البرمجيات بطريقة ما تبدو أقرب إلى سطح الزجاج من أجهزة آيفون السابقة.
ومع أن "سامسونج" هي الشركة التي تزود الكثير من شاشات OLED في "أبل"، إلا أن جهاز آيفون يختلف عن أجهزة جلاكسي في كيفية استخدام الشاشة.
أحببت الطريقة التي تنحني فيها شاشة سامسونج جلاكسي S8 على الحواف، ما يجعل الجهاز بالكامل أكثر أناقة ونحفاً. شاشة جهاز آيفون إكس مسطحة والهيكل أكثر سمكاً قليلاً من سابقاته. هذا يجعله يبدو أكبر حجماً في الجيب، لكنه يتجنب بعض اللمسات والمدخلات العرضية التي كانت في بعض الأحيان بمنزلة مشكلة على الحافة المكشوفة لجهاز S8.
المكان الذي يستفيد فيه "آيفون إكس" فعلاً من شاشته الجديدة هو البرمجيات. استجابة شاشة اللمس ضعف سرعة أجهزة آيفون السابقة، ما يفسح المجال لنظام iOS بتعقب الأصابع وجعل الرسوم المتحركة تبدو أكثر سلاسة من قبل.
لمسات التصميم الجديد في نظام iOS تُحقق أقصى قدر من الاستفادة. بدلاً من ضغط ثابت على زر العودة إلى الصفحة الرئيسية القديم، لدينا عملية مسح سلسة تمنح برمجيات "آيفون إكس" شعورا بانعدام الوزن. "الجهاز، من ناحية أخرى، أثقل بشكل ملحوظ من آيفون 8".
هناك طريقة أخرى يعمل فيها التخلص من زر العودة إلى الصفحة الرئيسية على تحسين تجربة المستخدم، هي التبديل بين التطبيقات. بدلاً من الضغط مرتين والانزلاق عبر شاشات التطبيقات، يسمح لك جهاز آيفون إكس بالتحرك على الفور من شاشة إلى أخرى عن طريق تحريك إصبعك من اليسار إلى اليمين على الجزء السفلي من الشاشة.
هناك أسباب أخرى للإعجاب بجهاز آيفون إكس أكثر مما يسمح لي الوقت بتفصيلها هنا، من الكاميرا إلى الشحن اللاسلكي.
بشكل عام، كثير من تحسينات "آيفون إكس" تُساعد على تبرير سعره العالي. يتطلب الأمر قدرا مذهلا من التطور للوفاء بالوعد البسيط لشاشة أكبر في جهاز آيفون أقل، لكن جهاز إكس يجعل الأمر يبدو بسيطا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES