المشراق

المعزّب والمعازيب

المعزّب والمعازيب

من المفردات الشائعة لدينا كلمة معَزّب، وهي مفردة فصيحة وردت في معاجم اللغة تحت مادة عزب، التي يتفرع عنها عدد من المفردات، وفي لسان العرب لابن منظور حديث مطول عنها جاء من ضمنه "قال الأزهري ومُعَزِّبةُ الرجل امرأته يأوي إِليها فتقوم بإِصلاح طعامه"، ومن معاني عزب البعد والغياب.
أما في لهجتنا العامية فلكلمة معزب وجمعها معازيب أكثر من معنى أشهرها صاحب العمل والمضيف، فإذا عمل أناس لدى أحد في دكان أو مزرعة أو غيرها فهو المعزب، ومن ذلك قول الشاعر محمد بن لعبون:
تحية مثل الذهب طاح مضروب في كف محتاج ولا له معازيب
وإذا سافر أناس ونزلوا في ضيافة شخص فهو معزبهم، وتقال حتى لو أقام شخص وليمة ودعا لها أصدقاءه. وقد كثر استخدام الكلمة في الشعر النبطي منذ بداية القرن 13 الهجري. ومن أبيات الشعر التي تدل على أن المعزب بمعنى المضيف قول الشاعر الأحسائي محمد بن مسلم:
قالو من أنتا قلت ضيف ورا الباب جن الدجى به ما لقى له معازيب
ويقول الشاعر عبدالعزيز بن عيد راعي البرة:
مثل النعام اللي رعى في المحاني في وسط دوٍّ ما تشوف المعازيب
ويقول الشاعر سليم بن عبدالحي:
ريف الغريب الى جفوه المعازيب وللضيف هش بحاجبه حين ينصاه
ويقول الشاعر خلف أبو زويد الشمري:
بنت الذي وإن سولفو بالمعازيب أابوه مصوت بالعشا بالجذيبه
وتقال كلمة المعزب للأمير الذي دخلت في طاعته أو عملت معه، يقول أبو جراح السبيعي مخاطبا رجلا اسمه العطوني طالبا منه أن يوصل معلومة للأمير:
ويا راكب اللي بطنها للحقب ساج رد الخبر لمعزّبي يا العطوني
ومن ذلك أيضا قول الأمير عبيد بن رشيد مخاطبا الإمام فيصل بن تركي:
أفعالنا تخبر الى صار لك قوم نسري على المشعل وقدح المشاهيب
والصبح نرخص نفسنا باول السوم حق البيوت اللي بوجه المعازيب
وقول شاعر الدرعية محمد أبو نهية بعد سقوط الدرعية سنة 1233هـ وأسر بعض آل سعود وأخذهم إلى مصر:
أبكي معازيبي بمصر تشتتو فهد وسعد والعيال جميع
ومثله قول الشاعر غالب بن حطاب راعي الجوف:
من خوف ياتيكم من السوق نايب يربط حديكم والمعازيب يدعون
وقال الشاعر حاضر بن حضير العازمي يلوم أحد الشيوخ لخروجه عن طاعة الملك عبدالعزيز:
جاحد نعمة معازيبه يوم العيبه شب سعاره
وقد تأتي كلمة المعازيب بمعنى الأهل كقول الشاعر الكويتي عبدالله الفرج:
يفتر به في مسقط الراس دالوب فكرٍ ويندب به فراق المعازيب
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق