الطاقة- النفط

64 دولارا للنفط بدعم من إجراءات السعودية ضد الفساد

64 دولارا للنفط بدعم من إجراءات السعودية ضد الفساد

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاع قياسي هو الأكبر منذ يوليو 2015 متفاعلة مع تحسن الأسواق والأوامر الملكية بالتصدي الحاسم لأنشطة الفساد في السعودية ما يعزز من ثقة المستثمرين.
وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 62.44 دولار للبرميل في التعاملات المبكرة، وهو أعلى مستوى له منذ تموز (يوليو) 2015، لكنه انخفض قبل أن يعاود الارتفاع إلى هذا المستوى، بحلول الساعة 0625 بتوقيت جرينتش. ويزيد ذلك أكثر من 40 في المائة عن أدنى مستوى في 2017 الذي سجله الخام في حزيران (يونيو) الماضي.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 56 دولارا للبرميل في التعاملات المبكرة، وهو أيضا أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2015، وبحلول الساعة 0625 بتوقيت جرينتش بلغ 55.86 دولار للبرميل. والخام مرتفع بمقدار الثلث عن أدنى مستوى في عام 2017.
وارتفعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، لتوسع مكاسبها لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أعلى مستوى في أكثر من عامين تزامنا مع الإجراءات السعودية الناجحة في ضرب الفساد.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، "إن توجيه ضربة قوية إلى الفاسدين يؤكد حرص المملكة على بناء اقتصاد قوي يتمتع بالثقة الدولية وبأعلى معدلات الشفافية"، مشيرا إلى أن الأمر انعكس مباشرة على أسعار النفط الخام التي سجلت مستويات قياسية في الارتفاع بدعم من هذه القرارات التاريخية والمحورية.
وأضاف أنه "إلى جانب الحملة السعودية الناجحة على الفساد هناك عوامل أخرى عززت نمو الأسعار منها تراجع أنشطة الحفر الأمريكية التي عززت الثقة بتراجع تخمة المعروض وفائض الإمدادات في السوق، فضلا عن تصريحات المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، الذي أكد في طشقند رضاه التام عما تحقق من جهود تعاون المنتجين، وتمسك السعودية بالاستمرار في العمل معا لمواصلة خفض الإنتاج حتى القضاء الكامل على فائض المخزونات وهو ما يؤكد توجه المنتجين الناجح نحو مواصلة خفض الإنتاج".
وأشار إلى أن الوزير الفالح أكد تجاوب عديد من المنتجين مع خطط خفض الإنتاج، لافتا إلى مباحثات ناجحة مع كل من ماليزيا والإكوادور ونيجيريا وليبيا، وأوضح أن الإكوادور كانت تعارض خفض الإنتاج لكن يبدو أنها تراجعت عن هذا التوجه كما أن نيجيريا وليبيا المعفاتين من اتفاق الخفض أيدتا جهود استمرار تقليص الإنتاج وسط أنباء عن احتمالات قوية بضمهما إلى الاتفاقية.
من جانبها، قالت لـ "الاقتصادية"، أمريتا إنج مدير الطاقة والبتروكيماويات في شركة "أى ايه سنجابور"، "إن دعوة المهندس خالد الفالح إلى مزيد من جهود المنتجين لخفض المخزونات النفطية العالمية ستلقى استجابة ونجاحا واسعا"، متوقعة أن يتبلور ذلك في توسعة الاتفاق خلال الاجتماع الوزاري لدول "أوبك" وخارج "أوبك" في فيينا في 30 نوفمبر الجاري.
كما توقعت أن يسهم إعلان "أوبك" عن تقريرها السنوي اليوم في تعزيز الأجواء الإيجابية في سوق النفط الخام خاصة فيما يتعلق بأداء السوق في العام المقبل 2018 وفي ضوء توقعات قوية بنمو الطلب وتقلص فائض المخزونات وسرعة تقدم السوق نحو احتواء الفجوة بين العرض والطلب.
بدوره، قال لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المحلل في شركة إكسبرو للخدمات النفطية في بحر الشمال، "إننا نوجه التحية إلى القرارات السعودية الأخيرة بمكافحة الفساد التي ستكون لها تأثيرات إيجابية واسعة على التصنيف الدولي للاقتصاد السعودي الذي يتحسن بشكل مطرد وأيضا على نجاح جهود السعودية الرائدة في تحفيز بقية المنتجين على الانخراط في جهود استعادة التوازن في سوق النفط".
وأشار إلى أن السعودية تقوم بخطوات رائدة ومحورية في سوق النفط والاقتصاد العالمي، لافتا إلى حرص السعودية على إجراء تخفيضات أكبر من حصتها في خفض الإنتاج كما قامت منذ أشهر قليلة بخفض واسع في مستوى صادراتها النفطية من الخام إلى أسواق رئيسية في آسيا وكللت هذه الجهود بتعزيز الثقة بالاقتصاد السعودي عبر الإجراءت الجديدة بضرب الفساد ورفع مستوى الثقة والشفافية في أداء الاقتصاد السعودي.
وأضاف "من الطبيعي أن نجد حاليا زخما واسعا بخصوص طرح شركة "أرامكو" للخصخصة الجزئية العام المقبل وهو ما تمثل في زيادة المنافسة بين أهم بورصتين في العالم وهما لندن ونيويورك على الفوز بهذه الصفقة التاريخية ووصل إلى الاهتمام والمنافسة إلى مستوى الرئيس الأمريكي ورئيسة وزراء بريطانيا".
وفي سياق متصل تطلق منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اليوم تقريرها السنوي عن توقعات سوق النفط الخام خلال مؤتمر صحفي عالمي يعقد في مقر المنظمة في فيينا. وبحسب تأكيدات سابقة للأمين العام محمد باركيندو فإن التقرير السنوي سيتضمن كثيرا من المؤشرات الإيجابية عن وضع السوق النفطية في العام المقبل خاصة ما يتعلق بنمو الطلب بمعدلات تفوق تقديرات سابقة.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة الماضي، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار ثماني منصات، ليصبح إجمالي المنصات العاملة 729 منصة، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 26 أيار (مايو) الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط