FINANCIAL TIMES

«بيكسل بوك» .. مفهوم جديد للكمبيوتر المحمول

«بيكسل بوك» .. مفهوم جديد للكمبيوتر المحمول

كان "كروم بوك بيكسل"، من "جوجل"، أحد الجوانب الشاذة في عالم الكمبيوتر المحمول. لوح كبير وقوي من الألومنيوم لديه زوايا دائرية، وشريط من الأضواء الملونة على الغطاء يضيء عند إغلاقه، وشاشة مربعة تقريبا مع نسبة أبعاد لا تراها على أي كمبيوتر آخر: المدى الذي سارت إليه "جوجل" للخروج على القواعد من خلال أول كمبيوتر محمول لها، تم تقديمه في عام 2013، يبدو وكأنه نوع من الانحراف.
لذلك من المخيب للآمال حين تمسك بيدك خليفة لذلك الجهاز – تمت إعادة تسميته الآن بيكسل بوك – وتجد أنك تحمل جهازا هو من جوانب كثيرة جزء من التيار الرئيس. لكن خيبة الأمل لن تدوم طويلا. بالنسبة لأي شخص محب للأشياء الغريبة ويحب توسيع الحدود، هناك الكثير تحت الغطاء، ما يجعل الجهاز مختلفا تماما عن النسخة المألوفة من الكمبيوتر المحمول للشركات، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية ببعض من البساطة الشديدة التي ميزت أول أجهزة كروم بوك.
تم تلخيص الغرض من أجهزة كروم بوك التابعة لـ"جوجل" دائما من خلال ثلاثة أمور هي البساطة والسرعة والأمان. تم تصميم هذه الأجهزة لتكون نوافذ على شبكة الإنترنت. كل شيء كان يحدث في المتصفح وقدمت "جوجل" باستمرار التحديثات البرمجية والأمان للتأكد من أن الأجهزة تظل سريعة ويمكن الاعتماد عليها.
باع صناع الأجهزة الأخرى إصدارات منخفضة التكلفة، لكن مع بكسل الخاص بـ"جوجل"، أضافت الشركة شاشة تعمل باللمس عالية الجودة لأخذ سوق الأجهزة الراقية.
بيكسل بوك الجديد – الذي يباع بسعر 999 دولارا في الولايات المتحدة و999 جنيها في المملكة المتحدة - يأخذ كل هذا إلى مستوى أعلى. فهو خفيف للغاية بوزن 2.4 رطل، ويتم شحنه بسرعة (نصف البطارية خلال 30 دقيقة) ويستمر يوما كاملا على شحنة واحدة. وبحسب ادعاء الشركة هو، قبل كل شيء، يعمل بسرعة البرق.
وهو يجلب معه الإحباطات المألوفة من جميع أجهزة كروم بوك، على الرغم من أن هذه الإحباطات تقلصت بمرور الوقت. ولأنها مصممة لشبكة الإنترنت، فإن عدم وجود اتصال بالإنترنت يهدد بتحويل الجهاز إلى قطعة طابوق لا فائدة منها.
هذا لا يبدو مشكلة كبيرة مثلما كانت عليه الحال في السابق. العثور على نقاط الاتصال بالواي فاي الآن أسهل (وكثير من الهواتف الذكية لديها نقاط اتصال داخل الجهاز). إضافة إلى ذلك، هناك الكثير مما يمكنك إجراؤه وأنت في وضع عدم الاتصال، مثل العمل في محرر نصوص "جوجل". وعلى الرغم من ذلك لا يزال بريد Gmail مثيرا للإحباط: بدون اتصال يمكنك قراءة الرسائل، لكن لا يمكنك أن تكتب الردود ليتم تسليمها بمجرد أن تصبح متصلا مرة أخرى.
انتهينا الآن من الكلام عن الأساسيات. تقريبا كل شيء آخر عن بيكسل بوك يشق طريقا جديدا. في المجالات التي تبدو فيها أجهزة أبل معدلة إلى الأساسيات، تبدو أجهزة جوجل أكثر تجريبية.
من حيث الأجهزة، بيكسل بوك لديه مفصليات لتحريك الشاشة 360 درجة بحيث تُمَكنك من قلب الشاشة ولفها لتصبح جهازا لوحيا، أو سندها لأعلى للمشاهدة كشاشة فيديو. شخصيا، لستُ مقتنعا بالفائدة من هذا التنوع: أجهزة الكمبيوتر المحمول تعمل بشكل جيد للغاية لمعظم الأغراض في تكوينها التقليدي. القراءة على شاشة ثقيلة شبيهة بالكمبيوتر اللوحي في حين يشعر الشخص أن لوحة المفاتيح مطوية على الظهر لا تبدو تقدما.
بالنسبة لعشاق القلم هناك قلم يمكن استخدامه للكتابة، أو الرسم أو تظليل النص. لكن ما لم تكن ذلك النوع من الأشخاص الذي يحب تدوين الملاحظات عن طريق الكتابة المباشرة على الشاشة، فإنه من الإلهاء مواصلة التنقل بين أجهزة الإدخال المختلفة - لوحة المفاتيح وشاشة اللمس والقلم.
لكن الاستخدامات الأخرى التي طورتها "جوجل" للقلم هي التي تبدأ في إعطائك ملامح بعض من أكبر الاختلافات في بيكسل بوك. ضع دائرة حول أي كلمات تظهر على الشاشة، وسينبض مساعد "جوجل" الرقمي بالحياة. في كثير من الأحيان هو يعود ببساطة إلى البحث على الإنترنت، ولكن إذا وضعت الدائرة على التاريخ والوقت سيأخذك تلقائيا إلى التقويم الخاص بك.
يمكن استدعاء مساعد جوجل من المربع الموجود في أسفل يسار الشاشة في أي وقت، إما عن طريق التحدث إلى الجهاز وإما عن طريق الضغط على مفتاح خاص. ولكن كما هي الحال مع مساعد "كورتانا" من مايكروسوفت الذي ظهر لأول مرة على أجهزة الكمبيوتر الشخصي بنظام تشغيل "ويندوز 10"، ليس من الواضح أن الناس يريدون التحدث إلى أجهزة الكمبيوتر لديهم حين يكون لديهم الكثير من آليات الإدخال الأخرى موجودة في متناول أيديهم.
ويجلب بيكسل بوك تقاربا بين عالمي كروم وأندرويد من "جوجل"، مع نتائج متباينة. كانت الشركة تعمل منذ فترة في هذا الاتجاه: الحجم الكبير للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد جذبت المطورين لكتابة تطبيقات للنظام البيئي، لكن في الوقت نفسه لم تكن "جوجل" ترغب في التخلي عن تجربة الإنترنت على جهاز كروم بوك.
عند الجمع بين الاثنين على جهاز واحد تصبح الأشياء معقدة قليلا. لاستخدام خرائط "جوجل"، مثلا، يمكنك فتح علامة تبويب في متصفح كروم. أو يمكنك الانتقال إلى متجر بلاي وتنزيل تطبيق خرائط "جوجل". يظهر الأول في إطار متصفح، والثاني على شكل تطبيق يملأ الشاشة.
الأمر المربك هو إمكانية فتح المتصفح والتطبيق على كامل الشاشة عن طريق استدعاء شاشة الأيقونات (يستغرق الأمر نقرتين للوصول إلى هذا، وهو أمر مرهق). انظر بعناية، وسترى رموزا مختلفة قليلا لبرنامج الخرائط لكل تجربة. الأمر الذي هو أكثر تعقيدا حتى من ذلك أنني وجدت على شاشتي ثلاثة رموز لبرنامج خرائط "جوجل" (اثنان منها فُتِحا في علامة تبويب كروم) - وأيقونة التطبيق الكامل اختفت إلى صفحة ثانية. الشيء نفسه حدث بالنسبة إلى صور "جوجل" ومحرر "جوجل" للنصوص.
من المحتم أن هذا الدمج بين مجازات الحوسبة يعيد إلى الذاكرة برنامج "ويندوز 8" الكارثي من مايكروسوفت. البرنامج المذكور كان نظام التشغيل الذي حاول إخضاع الشاشة المألوفة للكمبيوتر الشخصي من خلال توجيه المستخدمين إلى شاشة ملأى بالعناوين الملونة. لحسن الحظ أدركت مايكروسوفت خطأها وعكست مسارها.
المزيج الذي يجمع بين تطبيقات "كروم بلاس" وبين المساعد الرقمي ليس متنافرا إلى هذه الدرجة تماما. أغلب ظني أن بعض السبب في ذلك يعود إلى أن هذه الطرق المختلفة من التفاعل تتعايش أصلا على الهواتف الذكية، ما يجعل الاقتران أقرب إلى كونه مألوفا. لكن على الهواتف الذكية، كل تطبيق يبدو وكأنه مستقل بذاته: أحيانا يكون من السهل أن تتحدث إلى الجهاز فقط، أو تحصل على خبرة سريعة من تطبيق معين بنقرة أو نقرتين. على الكمبيوتر المحمول الذي يعمل كجهاز لوحي من غير الواضح بشكل مباشر السبب في وجود جميع هذه الخيارات المختلفة.
أغلب ظني أن المستخدمين سيتوصلون، بسرعة لا بأس بها، إلى طريقتهم المفضلة في التعامل مع هذا الجهاز. طريقتي المفضلة كانت إبقاء سلسلة من نقرات تبويب المتفصح مفتوحة، وأن أستخدم أيقونات التطبيقات (وصندوق بحث متعدد الأغراض) لتبقى كنوع من الدعم الاحتياطي.
حين تصبح لديك الألفة مع هذه التخمة غير الضرورية من الخيارات، يسرني أن أقول لك إن جهاز بيكسل بوك مرتب وسريع وموثوق مثلما يوحي به نَسَبه – أو على الأقل خلال الفترة القصيرة التي استخدمته فيها. هذا الجانب بالذات هو الذي يجعل جهاز كروم بوك الراقي جديرا بالتفكير فيه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES