محللون: طرح «أرامكو» نقلة تاريخية للأسواق العالمية تترقبها حكومات وشركات عملاقة

محللون: طرح «أرامكو» نقلة تاريخية للأسواق العالمية تترقبها حكومات وشركات عملاقة

عبر محللون نفطيون عن تفاؤلهم بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إدراج أسهم شركة أرامكو السعودية التي سيتم طرحها للاكتتاب في بورصة نيويورك معتبرين أن ذلك يعكس الزخم الاستثماري من كبريات الشركات والمؤسسات المالية الدولية والمتوقع حدوثه مع بدء الطرح العام لحصة 5 في المائة من أسهم "أرامكو" في منتصف 2018.
وقال فيت برونر مدير شركة "بروفي كول" الصناعية في بولندا، إن تمني الرئيس الأمريكي دونالد ترمب طرح شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" في بورصة نيويورك يعكس حسه الاقتصادي القوي كرجل أعمال كبير سابق في أهمية هذه الصفقة الدولية الضخمة التي ستمثل نقلة نوعية وتاريخية لأسواق المال العالمية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد عبر في تغريدة على تويتر، وهو في طريقه إلى جولة آسيوية، عن أمله باختيار السعودية لبورصة نيويورك من أجل طرح الاكتتاب في أرامكو، وقال "إن هذا الأمر مهم للولايات المتحدة".
وأضاف "أعرف أنهم (السعوديون) يتطلعون إلى لندن، وأعرف أنهم يتطلعون إلى بورصات أخرى، ويتطلعون إلى أسواقهم المالية على الأرجح، لكن لديهم أسواق أسهم أصغر بكثير".
وتابع "لذا، أرغب في أن يفكروا في سوق المبادلات في نيويورك أو ناسداك" بورصة شركات التكنولوجيا.
من ناحيتها، قالت لـ "الاقتصادية"، نينا أنيجبوجو المحللة الروسية والمختصة في التحكيم الدولي، إن خصخصة شركة "أرامكو" حدث استثنائي تترقبه كل أسواق المال في العالم وعلى رأسها الإدارة الأمريكية وهو ما دفع الرئيس الأمريكي للحديث عن رغبته في أن يكون الطرح في بورصة نيويورك كما أن الصفقة محل اهتمام واسع من كبريات شركات الطاقة الدولية علاوة على حكومات دول كبرى مثل الصين وبريطانيا وغيرها.
إلى ذلك توقع هؤلاء المحللون أن تستمر مكاسب النفط خلال الأسبوع الحالي بعدما حققت مكاسب قوية على مدار أربعة أسابيع ماضية مدعومة من توافق المنتجين في "أوبك" وخارجها على مد العمل بتخفيضات الإنتاج التي تنتهي رسميا في آذار (مارس) 2018 ومن المتوقع أن تمتد حتى نهاية العام المقبل.
وأعربوا عن ثقتهم بالتحركات التي تقودها السعودية لتوسيع اتفاق خفض الإنتاج خاصة بعد الزيارة الناجحة لوزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى أوزبكستان ودعوته لها للمشاركة في الاجتماع المقبل للمنتجين في فيينا في 30 من الشهر الحالي وكانت قد سبقتها اتصالات مماثلة ناجحة مع تركمانستان تمهيدا لضمها إلى الاتفاق.
وقال لـ "الاقتصادية"، فيت برونر المحلل البولندي إن أسعار النفط تسير بمعدلات نمو جيدة وهو ما يمثل دلالة على نجاح خطة "أوبك" بالتعاون مع المستقلين في إصلاح الفجوة التي كانت واسعة بين العرض والطلب مشيرا إلى أن تقلص المعروض قاد إلى مكاسب سعرية بنحو 38 في المائة منذ حزيران (يونيو) الماضي.
وأشار برونر إلى أن النجاح سيقود إلى مزيد من النجاح لافتا إلى الجهود السعودية المميزة في تحفيز المنتجين على مواصلة العمل المشترك وزيادة أمد اتفاق خفض الإنتاج مع رفع مستويات المطابقة.
ونوه برونر إلى أن التقدم المذهل والسريع في السحب من فائض المخزونات النفطية سيشجع المنتجين على تكثيف جهودهم في الفترة القادمة لحين القضاء الكامل على فائض المخزونات والعودة بها إلى المستويات الطبيعية عند المتوسط في خمس سنوات ومن ثم تحقيق مزيد من التعافي للسوق وتعزيز نمو الأسعار وبالتالي نشاط الاستثمارات المجمدة منذ سنوات مرة أخرى بما يؤمن مستقبل المعروض النفطي.
من ناحيتها، تقول لـ "الاقتصادية"، نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ، إن بلادها نجحت في حث الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق على الاستجابة إلى نداء التعاون مع بقية المنتجين في عملية ضبط مستويات الإنتاج وهو ما انعكس في تجاوب أوزبكستان وتركمانستان وكازاختسان علاوة على قيرغيزيستان المشاركة بالفعل بحصة جيدة في اتفاق خفض الإنتاج.
وأشارت أنيجبوجو إلى أن التنسيق والتفاهم السعودي - الروسي يحقق كل يوم انعكاسات إيجابية وإنجازات ملموسة في سوق النفط الخام وأبرز الأمثلة على ذلك منح القيادتين السياسيتين الضوء الأخضر للمنتجين لإقرار مد العمل بتخفيضات الإنتاج لفترة جديدة ومؤثرة في السوق وهي مدة تسعة أشهر حتى نهاية العام المقبل.
من جانبه ، أوضح لـ "الاقتصادية"، ألان ماتيفاود مدير الأبحاث في شركة "توتال" العالمية للطاقة، أن سوق النفط يتوجه بخطى قوية ومتسارعة نحو تحقيق مزيد من المكاسب في الأسبوع الحالي وذلك للأسبوع الخامس على التوالي مدعوما من خفض الإنتاج بشكل جيد وبنسبة مطابقة مرتفعة وأيضا من نمو مستويات الطلب العالمي على الخام وتعثر الإنتاج الأمريكي مع استمرار السحب السريع من المخزونات النفطية.
وأشار ماتيفاود إلى أن البيان المشترك الأخير للمنتجين في اجتماع طشقند وهم السعودية وروسيا وكازاخستان وأوزبكستان زاد من الأجواء الإيجابية في السوق خاصة بعدما أكد المنتجون الأربعة رغبتهم في العمل معا بقوة من أجل استقرار السوق وتنشيط الاستثمارات وتأمين احتياجات الطلب المتنامية.
وأضاف ماتيفاود أن حضور أوزبكستان لاجتماع فيينا المقبل في 30 نوفمبر – كمراقب بدعوة من وزير الطاقة السعودي - لا شك أنه سيمثل إضافة جديدة لجهود المنتجين خاصة في ظل وجود رغبة قوية في توسعة الاتفاق بضم منتجين جدد حيث سبق أن جرت مباحثات ناجحة في هذا الشأن مع تركمانستان إلى جانب ليبيا ونيجيريا التي سبق حصولهم على إعفاء من الاتفاق لعوامل تتعلق بغياب الأمن والاستقرار ولكنهما نجحا أخيرا في استعادة مستويات انتاجية مرتفعة ما يفرض إعادة النظر في بقاء منحهم هذا الإعفاء.
وفي سياق متعلق بالسوق النفطية ، أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي أن السعودية والعراق والكويت - التي تضخ معا أكثر من 50 في المائة من نفط "أوبك" – تدعم بقوة تمديد خفض الإنتاج الأمر الذي من شأنه أن يحول دون عودة ظهور الفوضى في الأسواق خلال العام المقبل.
وأوضح التقرير أن أسعار النفط أغلقت عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين مع تزايد دعم دول "أوبك" لإطالة أمد التخفيضات في الإنتاج في حين تكثر- في المقابل- التهديدات التي تتعرض لها الإمدادات بسبب العوامل الجيوسياسية وضعف الاستثمار.
ولفت التقرير الدولي - المتخصص في صناعة النفط - إلى أن السوق تتطلع إلى تمديد اتفاقية خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018 مشيرا إلى أن هذا الأمر يعتبر منطقيا في ضوء تحقيق الأسعار رقما قياسيا جديدا مع تحسن أساسيات سوق النفط بشكل عام.
وكانت أسعار النفط، قد ارتفعت أسعار النفط في ختام الأسبوع الماضي ولامس الخام الأمريكي أعلى مستوى في عامين بعد أن أظهرت بيانات الحفارات الأمريكية أن أنشطة الحفر في الولايات المتحدة تتراجع.
وعززت أحدث بيانات لمنصات الحفر رأي السوق القائل "إن الإمدادات العالمية آخذة في الانحسار"، وخلال الأسبوع، تلقت الأسعار دعما من زيادة الطلب العالمي والتوقعات بأن تمدد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ودول أخرى منتجة اتفاق خفض الإمدادات.
وبحسب "رويترز"، فقد جرت تسوية خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على ارتفاع قدره 1.10 دولار، أو ما يعادل 2 في المائة، إلى 55.64 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ تموز (يوليو) 2015.
وجرت تسوية العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت على ارتفاع قدره 1.45 دولار، أو ما يعادل 2.4 في المائة، إلى 62.07 دولار للبرميل، وزاد الخام بنحو 38 في المائة منذ بلوغه أدنى مستوى في حزيران (يونيو) 2017، وزاد الخامان بأكثر من 3 في المائة هذا الأسبوع.
وتوقع ما لا يقل عن سبع من أكبر شركات النفط الصخري الأمريكي، ومن بينها نوبل إنرجي وديفون إنرجي، زيادة الإنتاج بنسبة 10 في المائة أو أكثر خلال الربع الحالي في الحوض الواقع غرب تكساس ونيو مكسيكو.
ويثبت منتجو النفط الصخري أيضا أن بإمكانهم زيادة الإنتاج حتى بعد أن أعلن عديد منهم في الصيف الماضي أن بعض الآبار بدأت تنتج مزيدا من الغاز الطبيعي في إشارة إلى تقادمها في العمر.
وقال تود هيلتمان من "نيوبيرجير بيرمان" لإدارة الثروات، التي تستثمر في إنتاج النفط الصخري "أود أن أفكر في أن القطاع يتغير للأفضل. المستثمرون يولون مزيدا من التركيز لقياسات العائد"، فيما ذكر ديف هاجر الرئيس التنفيذي لـ "ديفون"، أن "هناك خطوات ملائمة لنصبح في مركز ريادة في القطاع مع نهجنا المنضبط حيال تخصيص رأس المال".
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى 6.1 مليون برميل يوميا هذا الشهر بزيادة 35 في المائة على المستويات المسجلة قبل عام وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وارتفع حجم المخزونات في الآبار التي جرى حفرها لكن لم تكتمل، وهي مخزون للإنتاج المستقبلي، 42.6 في المائة على أساس سنوي ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق، وبينما انخفض عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة في الأشهر الماضية فإن كفاءة كل منصة من تلك المنصات قفزت بشدة في السنة الأخيرة.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة بواقع ثمانية حفارات هذا الأسبوع، في أكبر خفض منذ أيار (مايو) 2016، لتواصل تراجعا في أنشطة الحفر بدأ خلال الصيف حين هبطت الأسعار دون 50 دولارا للبرميل.
وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة "إن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية في الأسبوع المنتهي في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) ليصل العدد الإجمالي إلى 729 منصة، وهو الأدنى منذ أيار (مايو) 2016".
وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 450 حفارا كانت عاملة قبل عام بعد أن عززت شركات الطاقة خطط الإنفاق لعام 2017 في النصف الثاني من العام الماضي مع بدء تعافي الخام من انخفاض في الأسعار استمر عامين.
واستمرت الزيادة في عدد منصات الحفر 14 شهرا قبل أن تتوقف في آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) بعد أن بدأ بعض المنتجين تقليص خطط الإنفاق حين تراجعت الأسعار خلال الصيف.

الأكثر قراءة