أخبار اقتصادية- محلية

"دويتشه بنك" لـ"الاقتصادية": مشروع نيوم أفضل طريقة لتسويق طموحات المملكة دوليا

"دويتشه بنك"  لـ"الاقتصادية": مشروع نيوم أفضل طريقة لتسويق طموحات المملكة دوليا

رئيس دويتشة بنك متحدثا للزميل محمد البيشي

"دويتشه بنك"  لـ"الاقتصادية": مشروع نيوم أفضل طريقة لتسويق طموحات المملكة دوليا

ماركوس شينك

"دويتشه بنك"  لـ"الاقتصادية": مشروع نيوم أفضل طريقة لتسويق طموحات المملكة دوليا

جانب من فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عقد في الرياض أخيرا

"قدموا إنجازات صغيرة وسريعة من خططكم الطموحة، وستجدون العالم يتدفق عليكم"، بهذه النصيحة بدأ الدكتور ماركوس شينك، رئيس "دويتشه بنك" والرئيس المشارك لقطاع الشركات والاستثمار في "دويتشه بنك"، أحد أكبر مصارف العالم، حديثه لـ"الاقتصادية"، مؤكدا أن مشروع نيوم والرؤية ستسرع من تطور الاقتصاد السعودي واقتصاد المنطقة، وهي بالفعل رؤية محفزة لتطوير الأعمال ليس على مستوى السعودية فقط بل وحتى على مستوى العالم ككل.
وأضاف" إن مبادرة مستقبل الاستثمار ومشروع نيوم أفضل طريقة لتسويق المملكة استثماريا في العالم، وهي تعبر عن رؤية عميقة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لشكل السعودية في المستقبل".
الدكتور شينك يقول في حواره مع "الاقتصادية" إن وضع السعودية في منطقة الخليج من حيث حجم الاقتصاد، ودورها في المنطقة شبيه بما تفعله ألمانيا في أوروبا، إذ تشكل وفقا للأرقام قاطرة الاقتصاد الأوروبي، ومركز قوته.
الحوار تناول وضع القطاع المصرفي العالمي والسعودي، ونشاط "دويتشه بنك" في المنطقة والعالم.. وإلى بقية التفاصيل:

ما أسباب مشاركتكم في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار؟ وكيف تقيمون هذه التجربة؟

تعتبر مبادرة مستقبل الاستثمار فعالية بارزة استقطبت أهم الشخصيات المعروفة في أوساط الاقتصاد العالمي، وهي فعالية تسويقية متميزة للمملكة العربية السعودية ولصندوق الاستثمارات العامة، وهو ما ينعكس إيجابًا على انفتاح السوق السعودية وزيادة مستوى الشفافية فيها بالنسبة للمستثمرين العالميين.
نحن نتوقع فرصًا مهمة لنمو "دويتشه بنك" ومواصلة التفاعل والتعاون مع مجتمع الأعمال في المملكة، حيث يتمتع البنك بوجود قوي باعتباره أحد أكبر المؤسسات المالية المرخصة ويعمل فيه أكثر من 80 موظفًا. لذا فإن مشاركتنا الفاعلة في منتدى مستقبل الاستثمار انعكاس لالتزامنا الراسخ والعريق نحو سوق المملكة، حيث نواصل تقديم الموارد التي تدعم تحقيق "رؤية 2030" وتطوير أعمال البنك.

ولكن كيف يمكن أن تكون مثل هذه الفعاليات مؤثرة وتخدم قطاع الأعمال في السعودية والمنطقة ؟

أرى أنها فعالية كبيرة، منتدى يستمر لمدة ثلاثة أيام بحضور آلاف من الناس، وعندما تنظر إلى قائمة الحضور لتتعرف على الأسماء الاقتصادية المشاركة ترى أنه أمر مثير للإعجاب. بالنسبة لي أعتقد أنه جزء من "رؤية 2030" كونه يجعلها أكثر شفافية ويجعلها كذلك مفتوحة على عديد من الأبعاد. ووجدت كذلك ما تم تسليط الضوء عليه خلال اليوم يجعلها أكثر شفافية وأكثر انفتاحاً، وهذا شيء جدير بالاحترام.
ومع كل الأشخاص الذين تحدثت معهم، فجميعهم يرون أن المملكة تتحرك في الاتجاه الصحيح، فالدولة تدرك أين تحدياتها، وبالنسبة لنا نرى أن هذا شيء مشجع جدا ونرى أنه سبب جيد حول لماذا نحن هنا ولماذا نريد توظيف رؤوس أموال أكثر هنا؟ لأنه كما ذكرت أن هذا يؤدي للانفتاح وتوليد فرص جديدة.

بالنسبة للقطاع البنكي كيف ترى تأثير تلك الفعالية في ذلك القطاع ؟

على عديد من الاتجاهات، أنت تجعل الناس يأتون هنا مع عديد من رؤوس الأموال التي يمكن تصديرها، فالبنسبة لنا كبنك يتمركز عملنا حول تسهيل التدفق النقدي والاستثماري ومساعدة المستثمرين على إيجاد فرص وأعمال لهم خارج دولهم. وبناء على ذلك فإننا كبنك نسهم في تسهيل التدفق النقدي والاستثماري من وإلى المملكة، كما نساعد أيضاً المستثمرين هنا على إيجاد استثمارات لهم خارج السعودية، ومرة أخرى نحن نرى عدة طرق لتشارك الاستثمارات.

كيف تقيمون البيئة الاستثمارية، خاصة في قطاع الخدمات البنكية، في المملكة حاليًا؟ وما رأيكم بحجم التسهيلات المتاحة للبنوك والخطط الحالية بالسماح للبنوك الأجنبية مزاولة أنشطتها في المملكة مباشرة وتقديم خدماتها مباشرة للأفراد؟

من منظور عالمي، هناك قلة من الأنظمة الاقتصادية التي هي بحجم اقتصاد السعودية وتشهد مراحل إصلاح واسعة النطاق، وهو ما يجعل السعودية فريدة في هذا الإطار، وبالتالي فهي مدعاة للاهتمام. وعلى نطاق أضيق، فإن عمليات الإصلاح في المجمل ليست أمرًا سهلا، وقد يكون لها تأثير في مسيرة النمو بشكل عام. وهذا هو ما يحدث هنا، إلا أن دافع الإصلاح في سوق المملكة واسع جدًا ومتعدد الجوانب، حيث يشمل إصلاحات قانونية وقضائية، وهي ذات دور مهم في تطوير البيئة الاستثمارية. هل هذا يعني أن المملكة وصلت إلى مبتغاها، أو حققت إمكانياتها فيما يتعلق بالبيئة الاستثمارية؟ ليس بعد، لكنها بلا شك تسير في الاتجاه الصحيح.

يزاول "دويتشه بنك" أنشطته في السعودية منذ زمن. ما الأنشطة الرئيسة لكم في المملكة؟ وما قيمة التسهيلات أو التمويل الذي قدمه "دويتشه بنك" للسوق السعودية؟

يقدم "دويتشه بنك" في السعودية الخدمات البنكية للشركات والخدمات الاستثمارية البنكية، إضافة إلى خدمات إدارة الثروات الخاصة للأفراد. وتشهد أعمال "دويتشه بنك" في المنطقة نموًا نسبيًا، وحقق أداءً جيدًا مقارنة بأعمال البنك العالمية.
ويسهم "دويتشه بنك" في تسهيل تدفق رؤوس الأموال العالمية، من وإلى سوق المملكة. ويقدم استشارات مالية نوعية وخبرات متخصصة، كما يساعد على تطوير أسواق رأس المال وقطاع الخدمات المالية في المملكة، عبر القنوات التنظيمية والرسمية فيها. سنواصل توجيه عملائنا حول العالم وتعريفهم بالفرص المتاحة في سوق المملكة، إضافة إلى مساعدة عملائنا في السوق السعودية على تحديد فرص الأعمال الاستثمارية والتوسع بأعمالهم خارج المملكة.
نحن في "دويتشه بنك" نقارن أداءنا مع أداء نظرائنا من أبرز البنوك الاستثمارية في السعودية، ومن هذا المنظور فإن وجود "دويتشه بنك" وأنشطته في المملكة يعتبر من الأهم والأكبر في المملكة، من حيث عدد الموظفين والإيرادات المتحققة وعدد العلاقات القائمة مع عملاء البنك. إننا في "دويتشه بنك" ملتزمون بوجودنا في المملكة، حيث يواصل "دويتشه بنك" استثماراته لأسباب متينة وواضحة.
شارك "دويتشه بنك" في ترتيب عدد من إصدارات السندات والصكوك في السوق السعودية.
كيف تقيّمون تفاعل المستثمرين المحليين والعالميين مع عمليات الإصدار هذه؟

نحن فخورون بمشاركة "دويتشه بنك" في عدد من عمليات طرح السندات السعودية – بصيغتيها التقليدية والإسلامية (الصكوك)، وقد حققت عمليات طرح السندات التقليدية والصكوك السعودية دعمًا ملموسًا وواضحًا من المستثمرين العالميين. فقد كان أول إصدار في المملكة، الذي تم العام الماضي، موضع ترقب من قبل جميع الجهات المعنية في السوق، الذين أثبتوا دعمهم القوي لهذه الخطوة بما يؤكد مستوى المصداقية التي أضفاها سوق السندات على برنامج الإصلاحات ككل، وما يعد دليلا على سعي الحكومة الجاد والتزامها بتحقيق "رؤية 2030".

كما أعلم فبنك "دويتشه" موجود في السوق الخليجية منذ فترة طويلة. لدي سؤالين حول هذا الأمر: أولاً كيف تقيم عملكم هنا في المنطقة بالنسبة لباقي العالم أقصد كنسبة مئوية، وكيف تقيم ذلك بالنسبة للمناطق الأخرى كشرق آسيا أو إفريقيا؟ وأين تضعون منطقة دول الخليج في خطتكم؟

بدايةً أود أن أقول إن السوق الأساسية لنا هي أوروبا، حيث نريد أن نكون البنك الرائد. كما أن الجميع يدرك أن الولايات المتحدة واحدة من الأسواق الأكثر جاذبية عالميا، كونها أكبر سوق في العالم، ولذلك سنواصل تركيزنا هناك أيضاً.
والنقطة الثانية هي أن علينا أن ننظر إلى تلك الأسواق التي توفر لنا فرصا جذابة للنمو على المدى الطويل وحيث لدينا بالفعل نقطة انطلاق قوية من وجهة نظر تنافسية، وبالتالي نكون في موقف تنافسي قوي. من هذا المنطلق، فمن الواضح لنا في "دويتشه بنك" أن كلا من آسيا ومنطقة الخليج العربي تلبي هذه المعايير. لقد كنا منافسا قوياً في هذه المناطق كما في إفريقيا حيث لدينا وجود لعدد من السنوات. لهذا يجب أن نشكر عملاءنا من المؤسسات والشركات الألمانية التي سعت للتوسع دوليا، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية، فلقد سمح لنا ذلك بأن نتشارك معهم وننمي وجودنا في المنطقة مع استمرار نمو أعمالهم.
ونحن اليوم في "دويتشه بنك" نعتبر من أحد أكبر البنوك الأجنبية العاملة في المملكة العربية السعودية.

في هذا الموضوع، ماذا تعتقد بخصوص بيئة العمل البنكية في السعودية، هل تحتاج إلى أي تحسين؟ هل مثلا تواجهكم أي لوائح أو ظروف لا تشجع البنوك الأجنبية للاستثمار داخل السوق السعودية؟

يجب أن أقول إن اللوائح التنظيمية في المملكة ذكية بالفعل، قد تكون في بعض الأحيان صعبة للبنوك الأجنبية ولكن مجملا فهي وضعت بشكل جيد.

لو بإمكانك أن تخبرنا عن المستقبل للعام المقبل، ما خطة "دويتشه" في التعامل مع السوق السعودية، هل هناك خطة لتقديم الخدمات للأفراد أو فتح فروع جديدة أو ما شابه ؟

لكي أكون واضحاً، فإن تركيزنا في المملكة العربية السعودية يشبه تركيزنا في تلك الأسواق التي نعمل فيها خارج سوقنا المحلية في ألمانيا. يقدم "دويتشه بنك" في السعودية الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية الاستثمارية وخدمات إدارة الثروات للأفراد وليس لدينا خطط لتقديم الخدمات المصرفية للأفراد هنا.

بعض الناس يروا أن جزءا من الرؤية السعودية حلم كبير لا يمكن تحقيقه. كيف تعلق؟

في البداية أود أن أقول إنني أعتقد أنه من المهم أن يكون لدى أي منظمة في أي دولة رؤية واستراتيجية طويلة المدى، لذلك أرى أنه من المهم أيضاً أن تخبر الناس بأن هذا الطريق الذي سنسلكه هذا رقم واحد. أما رقم اثنين، فمن وجهة نظري يجب أن تتناول الرؤية بعض القضايا الاجتماعية الأساسية التي ينبغي أن تعمل على تنشيط المواهب المحلية، ولا سيما تشجيع الدور الذي يلعبه الشباب السعوديون من الرجال والنساء في القوى العاملة - خاصة النساء، حيث إنها كانت خطوة شجاعة وذكية اتخذتها المملكة في نطاق الرؤية. وفي دويتشه بنك، نحن فخورون جدا بأن نحو 50 في المائة، من القوى العاملة لدينا في المملكة العربية السعودية هن من الإناث.
وأخيراً، من المهم أن يكون واضح للناس أن بعض الخدمات ستكون مقابل تكلفة. ولتحقيق النجاح المستدام على المدى الطويل للاقتصاد السعودي، يجب على الدولة أن تستخدم جميع المصادر التي لديها بحكمة. وباستعراضي للإجراءات المتخذة من قبل السلطات ومن خلال "رؤية "2030، فإني أرى أن السعودية تسير على المسار الصحيح.

كيف تقيّمون المكانة العالمية الحالية لـ"دويتشه بنك"، بعد أن واجه أخيرا، عديدا من الصعوبات والتحديات المالية، خاصة في سوق الولايات المتحدة؟

كان عام 2016 مليئًا بالتحديات بالنسبة لـ"دويتشه بنك" على المستوى العالمي، إلا أننا أحرزنا تقدمًا ملموسًا على مدى الـ12 شهرًا الماضية، ونجحنا في الوصول إلى موقع أفضل بكثير حاليًا.
ويتمثل هدف "دويتشه بنك" حاليًا في استعادة حصته السوقية ومعاودة تفعيل تواصله وتعاونه مع العملاء، وتحقيق الاستفادة الأمثل من الميزانية المالية العامة للبنك وتوقعات الأعمال المستقبلية. يحتل البنك موقعًا بين أفضل ثلاثة بنوك استثمارية في أوروبا، كما أنه البنك الأجنبي الأكبر في الولايات المتحدة، ومنافس قوي في قطاع الخدمات البنكية في هذه المنطقة وفي آسيا.
وعلى المدى الطويل، نتطلع لأن يواصل "دويتشه بنك" تقدمه ليحتل المرتبة الأولى في قطاع البنوك في أوروبا، ويحافظ على مكانته المتقدمة في سوق الولايات المتحدة. وسنواصل تركيزنا على أسواق هذه المنطقة وآسيا، حيث نتوقع بروز مزيد من فرص النمو المهمة خلال السنوات المقبلة.
بالفعل عام 2016 كان العام الأصعب لـ"دويتشه بنك"، لكن ما قمنا بتحقيقه حتى مارس من هذا العام مثل الانتهاء من التحديات القانونية، وإغلاق وحدة الأعمال غير الأساسية للبنك وزيادة رأس المال، ساعدنا بإنشاء الأسس التي تمكننا الآن من التركيز مرة أخرى على الخارج واستعادة حصتنا السوقية وإعادة التعاون والعمل مع العملاء.

أعتقد أن هذا هو سؤالي الأخير، أين تضع رتبة بنك "دويتشه" وسط البنوك العالمية فيما يخص الأعمال التجارية وسوق الأسهم؟

عندما يفكر الناس في "دويتشه بنك"، نحن من ضمن البنوك الثلاثة الأفضل في أوروبا، وما زلنا البنك الأجنبي الأكبر في الولايات المتحدة، ومن المنافسين الأقوياء في منطقة الخليج وفي آسيا أيضاً. إننا نعمل لنكون البنك الأفضل في أوروبا، ولنحافظ على مركزنا في السوق الأمريكية مع الاستمرار في التركيز على أسواق النمو العالمية هنا في منطقة الخليج العربي وآسيا.

هل تود إضافة أي شيء عن الحدث في السعودية أو السوق السعودية؟

كما قلت سابقاً، أعتقد أن السعودية حالياً في وقت مشجع جدا وأعتقد أنها بحاجة إلى التركيز على بعض النقاط التي بدأت في اتخاذ إجراءات حولها، التي ستقودها لأن تؤمن السوق بها أكثر، كما في أي شركة تحتاج إلى بعض النجاحات المبكرة، فالرؤية جيدة والتركيز على تطبيقاتها سيمكن من تنفيذها بشكل أقصر مع كثير من القيمة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية