أخبار اقتصادية- محلية

الرياض وموسكو .. شراكة استثمارية طموحة في الطاقة و«نيوم»

الرياض وموسكو .. شراكة استثمارية طموحة في الطاقة و«نيوم»

الرياض وموسكو .. شراكة استثمارية طموحة في الطاقة و«نيوم»

وضعت السعودية وروسيا خريطة طريق لرسم ملامح التعاون بين البلدين في ظل توافر الثقة والمناخ الملائم للمضي قدما بهذه العلاقات إلى أعلى مستويات، وذلك عبر الاستثمار في مجالات عديدة أبرزها مشروع مدينة "نيوم" والذكاء الاصطناعي والسكك الحديدية والصناعة.
ويزور الرياض وفد روسي من وزارة الطاقة الروسية ووزارة الصناعة والتجارة، ويضم أكثر من 60 من كبار المسؤولين التنفيذيين من الشركات الروسية البارزة بما في ذلك: غازبروم، سيبور، لوكوال، سينارا، كماز، تمك، المتحدة آلات الآلات الثقيلة والسكك الحديدية الروسية، وآلة نيفسكي.
وبحث ملتقى الأعمال السعودي - الروسي الذي نظمه مجلس الغرف السعودية أمس، بالتعاون مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر، فرص ومجالات الاستثمار في كلا البلدين وبناء شراكات استراتيجية، وتذليل الصعوبات التي تعترض تعزيز حجم المبادلات التجارية والاستثمارية خاصة في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والتعدين والنقل والتعليم والتدريب والبنية التحتية والتقنية والرعاية الصحية.
واستعرض الملتقى الذي حضره الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، والمهندس إبراهيم العمر محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ومشاركة العديد من الشركات السعودية والروسية، الإمكانات والفرص المتاحة التي من شأنها أن تفتح آفاقاً أرحب من التعاون مستفيدة من التطور والإمكانات التنافسية المتاحة بين البلدين بغية الوصول بها لمستويات أكبر من الأداء والنمو.
وفي بداية اللقاء نوه وزير التجارة والاستثمار بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لروسيا خلال شهر أكتوبر الماضي، داعياً إلى ضرورة استثمار الزخم الذي حققته لمواصلة الحوار بين أصحاب الأعمال والمستثمرين السعوديين والروس حول سبل توثيق العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
وأشار إلى أن العلاقات القوية بين المملكة وروسيا تحتم البحث عن الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة في القطاعات والمنتجات غير النفطية.
وبين أن ما تشهده المملكة من حراك اقتصادي غير مسبوق والتطور المضطرد في بيئتها الاستثمارية وما تطرحه "رؤية المملكة 2030" من فرص واعدة، فضلاً عن التوجهات الحديثة للاقتصاد الروسي يمكن أن تشكل فرصا كبيرة لنمو المشروعات بين الجانبين، داعياً إلى تسخير جميع الامكانيات لتعزيز الشراكة التجارية السعودية الروسية بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين ومصلحة الشعبين.
وأكد الدكتور القصبي تطلع المملكة إلى تعزيز شراكتها التجارية مع روسيا، مضيفا أن الفرص والبيئة الاستثمارية المتميزة، توفر أساسا واعدا لتحقيق نمو في المشاريع المشتركة بين القطاع الخاص لدى الجانبين.
من جهته، أكد ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الأخير لروسيا أحدثت تحولا كبيرا في تعزيز علاقات التعاون الفعال والبناء، منوها بتطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا التي أسهمت في دفعها القيادتان السياسيتان.
واعتبر وزير الطاقة الروسي الزيارة الأولى التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى موسكو حدثاً مهماً أسهم في حل ودفع وتوسيع التفاهم متعدد الأوجه بين البلدين.
وتوقع نوفاك أن تشهد الفترة المقبلة، لقاءات مكثفة لنقل هذا التعاون إلى مستوى كبير من الشراكة والمشاريع الاستثمارية المشتركة، خاصة أن هناك آفاقا جيدة وتطورا في الإمكانيات ما يستوجب مضاعفة الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري إلى مستوى الطموحات والتطلعات.
وأوضح، أن الاستثمارات المتبادلة بين البلدين بلغ نحو 10 مليارات دولار في تسع قطاعات مختلفة، مشيرا إلى أهمية التركيز للاستثمار في عدة قطاعات مهمة تشمل الطاقة والبنية التحتية والنقل والتعليم والزراعة والتكنولوجيا والتدريب والطاقة الشمسية وتطوير الموانئ والمطارات، مبينا أنهم بصدد إعداد برامج لزيارات متبادلة للطرفين، فضلاً عن خريطة طريق للاستفادة من القدرات والامكانيات الكبيرة الواعدة للتعاون بين البلدين في ظل توافر الثقة والمناخ الملائم للمضي قدما بهذه العلاقات إلى أعلى مستوياتها.
وأشار نوفاك، إلى أن التعاون والتنسيق بين البلدين في مجال استقرار سوق النفط أدى إلى إحداث توازن وتحسن كبير في الأسعار وهو ما سينعش اقتصاد البلدين، مشيداً بمشروع "نيوم" الاستثماري الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أخيرا، مبدياً استعداد واهتمام الشركات الروسية للاستثمار في هذا المشروع.
وأكد، أن هناك اتصالات مع وزارة الخارجية السعودية فيما يخص إصدار التأشيرات بين البلدين، وتجري دراسة هذا الموضوع، ما سيسهل إصداره قريبا، إلا أنه لم يفصح عن أي تفاصيل حيال موضوع الـتأشيرات.
وأكد وزير الطاقة الروسي عمق العلاقات الاقتصادية السعودية - الروسية بالنظر لمكانتيهما المتقدمة في سوق الطاقة العالمية والإمكانيات الكبيرة لدى البلدين في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري.
وقال "لقد وضعت قيادة البلدين أثناء هذا اللقاء أمام لجنة التعاون الحكومي الثنائية مجموعة من المهام التي تتمتع بالأولوية التي تأتي لصالح العلاقات الاقتصادية الخارجية وتدفعها إلى الأمام وتعمل على تنويع التعاون التجاري والاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري وتمتين أرضية التعاون الاستثماري".
بدوره، أوضح المهندس أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف السعودية، أن اللقاء يعكس رغبة وحرص الجانبين على تقوية علاقاتهما الاقتصادية، معرباً عن أمله في أن يسهم بشكل إيجابي على مستوى الاستثمار والتجارة بين البلدين الذي لا يزال أقل من مستوى الطموحات، حيث إن واردات المملكة من روسيا تمثل الجزء الأكبر من التبادلات التجارية بين البلدين ووصلت في عام 2016 إلى أكثر من 722 مليون دولار، في مقابل ضعف حجم الصادرات السعودية لروسيا لنفس العام، داعياً لتحقيق التوازن في ميزان التبادل التجاري والعمل على إيجاد منافذ للمنتجات السعودية في الأسواق الروسية.
ودعا الراجحي إلى استثمار الظروف المواتية ودعم القيادة السياسية في البلدين للدخول في مرحلة جديدة من الشراكة المتميزة والتركيز على الاستثمار، وبناء تحالفات وشراكات استثمارية تسهم في توطين التقنية والخبرة الروسية في المملكة، منوها بزيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا أخيرا، والاتفاقيات التي تم توقيعها في مختلف المجالات والتي قال بأنه نتج عنها نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بدعوة المملكة لروسيا لتكون شريك رئيسي وفعال في استثمار الفرص الواعدة التي ستطرحها "رؤية المملكة 2030".
ولفت إلى الفرص المتاحة للشركات الروسية للاستفادة من مناخ الاستثمار في المملكة والإمكانات المالية والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين الأجانب للدخول في مشروعات الفرص الاستثمارية لـ "رؤية 2030" من خلال الخبرات الروسية المتميزة في مجال إقامة الصناعات المتطورة، وبناء الاقتصاد المعرفي، وتوسيع مجالات التعليم والتدريب الفني والتقني، والتنمية البشرية.
وأكد على دور قطاعي الأعمال السعودي والروسي في تنمية علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وذلك من خلال توقيع مزيد من اتفاقيات التعاون وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين، وتكثيف نشاط مجلس الأعمال السعودي الروسي المشترك، واللقاءات المشتركة، وتوسيع فرص نفاذ المنتجات السعودية للأسواق الروسية.
في حين، ذكر فاسيلي أوسماكوف نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، أن هذا الملتقى يشكل توجه مهم في تطوير علاقات التعاون بين البلدين خاصة في الجانب الصناعي، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأفكار والأطروحات التي يمكن تحويلها إلى مشاريع، انطلاقاً من الإمكانيات والفرص المتاحة خاصة في مجالات السكك الحديدية والنقل الجوي والصناعات الهندسية واستخدامات الكهرباء والطاقة المتجددة، إضافة إلى التعاون في مجالات بناء المدن والمطارات والموانئ الذكية، لافتاً إلى أن اللقاءات المقبلة ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات والشراكات المشتركة.
من جهته، أكد إيليا يختورين مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا الشهر الماضي عززت من مستوى التعاون، حيث شهدت توقيع العديد من العقود خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، فضلاً عن توقيع عدة عقود لتوفير فرص التعاون بين البلدين، مشيراً إلى أن الصندوق يدعم عمل الشركات الروسية العاملة في المملكة، فيما تمنى أن يصل التعاون إلى مستوى متقدم.
وشهد اللقاء، الذي جاء تنظيمه بالتزامن مع انعقاد اللجنة السعودية - الروسية المشتركة، نقاشاً واسعاً استهدف توسيع مجالات التعاون الاستثماري خلال المرحلة المقبلة، فيما تم أيضاً استعراض عدد من العروض تضمنت عرضاً عن الفرص الاستثمارية في روسيا، وآخر عن التعاون بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ونظيره الروسي، وعرضا عن مقومات البيئة الاستثمارية في المملكة قدمته الهيئة العامة للاستثمار.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية