Author

السعودية في قلوب العراقيين

|

اختتمت أمس الأول فعاليات معرض بغداد الدولي، وعلى الرغم من مشاركة كثير من الدول في المعرض إلا أن السعوديين كان لهم الترحيب الأكبر واللافت من الشعب العراقي والحكومة أيضا، بل إن الجناح السعودي استحوذ على النسب العليا من الزوار العراقيين الذين جاؤوا ليس من أجل التعرف على الصناعات السعودية، بل للترحيب بالسعوديين المشاركين في تنظيم وإدارة جناح المملكة الذي حصد جائزة أفضل جناح في المعرض.
بعيدا عن المعرض والمشاركة المهمة للصناعات السعودية، هناك أمر مهم لافت وشاهده كل من رأى الحفاوة بالسعوديين سواء في المطار أو في المعرض أو في كل مكان في العراق، ويتمثل في شغف العراقيين بالعودة لحضنهم العربي بعد أن ابتعدوا عنه لأكثر من 28 عاما بفعل الحروب التي افتعلها صدام حسين باحتلاله الكويت ثم حرب 2003 التي أطاحت به وما تبعها من اضطرابات تسببت في تسليمه لإيران التي عاثت به فسادا ونشرت الفوضى وانعدام الأمن في كل قطعة منه.
رسائل عميقة صدرت من بغداد خلال الأيام الماضية عبر المقاطع التي يبثها العراقيون في صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد على محبتهم للسعودية حكومة وشعبا ودليل على شوقهم للعودة إلى حضنهم العربي الذي تحمل المملكة راية الدفاع عنه، ولعل الاحتفالات العفوية بعد فوز جناح السعودية بجائزة أفضل جناح وحمل المشاركين العلمين السعودي والعراقي والتلويح بهما على أنغام الأغنية الوطنية الأشهر "فوق هام السحب" لدلالة على هذا الترابط وحنين الشعب لإخوتهم العرب الذين عزلوا عنهم لسنوات طويلة.
هذا الانفتاح الرسمي العراقي على البلدان العربية والزيارات التي قام بها حيدر العبادي رئيس الوزراء لعدد من العواصم العربية وفي مقدمتها عاصمة القرار العربي الرياض، إضافة إلى عمان والقاهرة لهو إشارة إلى أن نسائم العروبة بدأت في العودة إلى العراق الذي سئم من سموم الطائفية التي تسعى إيران إلى نفثها في العراق الذي مزقت شعبه وزرعت بينهم الضغينة والبغضاء.
لا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أكثر القادة استشعارا لأهمية عودة العراق إلى عمقه العربي وحاضنته التي لا يمكن أن ينسلخ منها مهما حاول البعض إبعاده عنها، ولقد لخص العلاقة والروابط مع العراق بكلمات قليلة في عددها كبيرة في مضامينها ومعانيها عندما قال في كلمة على هامش التوقيع لإنشاء مجلس التنسيق السعودي ـ العراقي، "ما يربط السعودية بالعراق ليس مجرد جوار ومصالح وإنما أواصر أخوة ودم وتاريخ ومصير واحد"، وبالتأكيد تلك الروابط التي أشار إليها الملك سلمان لا يمكن تمزيقها أبدا.

إنشرها