Author

هل ستغير قناعاتك؟

|

أثناء مشوار حياتك سيمر بك عديد من الخبرات والتجارب والتغييرات التي ستصقل شخصيتك وتجعلك أكثر نضجا وفهما وإدراكا لكيفية التعاطي مع أحداث الحياة، وستكتشف أن كثيرا من قناعاتك ستبدأ في التغير وبعضها سيتلاشى لتحل محله قناعات أخرى ربما لو امتد بك العمر لطالها هي أيضا التغيير، وتغيير القناعات كما يقولون يخضع لأربعة عوامل هم المُغيِّر والمغيرَّ، والظروف التي تصحب عملية التغيير، وعامل الزمن.
سأضرب لك عزيزي القارئ مثالا بسيطا، في بدايات ظهور التلفزيون في مجتمعنا، كان البعض ينظر له بمنظور الحرام وأن من يدخله منزله فهو مفتقد للرجولة والمروءة، وغير حريص على أخلاقيات أسرته. الذين غامروا في البدايات وسبحوا ضد التيار واشتروا التلفزيون وأحضروه لمنازلهم هم من تلقوا الصدمة أولا، وصبروا على الشتم والقذف والقيل والقال من محيطهم ومجتمعهم، ومع مرور الزمن واعتياد الناس على الفكرة بدأ بعض المعارضين في تقبل الفكرة فأدخلوا التلفزيون إلى منازلهم سرا ثم بدأوا في التحدث علنا عن جوازه لما فيه من فوائد وخير، وهنا بدأ الناس في اقتناء التلفزيون دون حرج. إذن تلك القناعات الشخصية المتشددة تغيرت نتيجة التقبل لفكرة ما، رغم أن الفكرة هي نفسها لكن التعاطي معها اختلف من معارضة متشنجة إلى قبول متساهل، ليست كل القناعات الشخصية التي توارثناها بمطلقها صحيحة بل بعض منها كانت مجرد أفكار شخصية ووجهات نظر لأشخاص مؤثرين استطاعوا السيطرة على العقول وترسيخ قناعاتهم الشخصية فيها، وقد مر وقت طويل قبل أن نكتشف زيف وضعف هذه القناعات أمام تقلبات الحياة، بل من السخرية أنك ستكتشف أن معظم أصحاب هذه القناعات قد تخلوا عنها بعد تقديمهم تبريرات مهترئة، وكان لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأكبر في سقوط ورقة التوت عن كثيرين.
وهنا يأتي السؤال:
- لماذا تنتظر أن تتغير قناعات شخص ما حتى تغير أنت قناعاتك؟
- ولماذا تشعر بالخوف من انتقادات الآخرين حين تقرر تغيير قناعاتك؟
- ولماذا تبعثر سنوات من حياتك من أجل قناعات سلبية استهلكت كثيرا من طاقتك وأضاعت عليك عديدا من الفرص التي لن تتكرر؟
- ولماذا تسجن نفسك في دائرة الجمود والنمطية بدلا من التجديد والابتكار بسبب قناعة ما؟
- إن لم تتعارض قناعاتك الشخصية الجديدة مع الكتاب والسنة والأخلاق، فاستمر في التغيير الإيجابي، ولا تتوقف ولا تبعثر طاقتك في إعطاء تبريرات لتصرفات وقرارات أنت مقتنع بها.
عقلك لا تؤجره مفروشا لقناعات الآخرين السلبية، فستندم يوما حين يغيرون قناعاتهم ويغادرون عقلك المؤجر.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها