الطاقة- النفط

«أويل برايس »: ولي العهد بدد مخاوف السوق النفطية من تخمة المعروض

«أويل برايس »: ولي العهد بدد مخاوف السوق النفطية من تخمة المعروض

«أويل برايس »: ولي العهد بدد مخاوف السوق النفطية من تخمة المعروض

أكد تقرير "أويل برايس" الدولي أن تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بثت أجواء إيجابية متفائلة بشكل واسع في سوق النفط، ما دفع خام برنت إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عامين، مشيرا إلى أن خفض الإنتاج بات من المؤكد أنه سيمتد حتى نهاية 2018 بعد توافق السعودية وروسيا على هذا الأمر، وهو ما أضاف كثيرا من الزخم والفاعلية إلى الاتفاق الذي يجمع دول "أوبك" وعددا من المنتجين المستقلين.
وأوضح التقرير الدولي المتخصص في صناعة النفط أن تصريحات ولي العهد كانت بمنزلة رسالة طمأنة سعيدة للأسواق خاصة بعدما تطرقت إلى ملفات حيوية أخرى، منها أن الطرح العام الأولي لعملاق النفط السعودي "أرامكو" لا يزال على المسار الصحيح، وأن الانطلاقة المرتقبة المقرر لها في النصف الثاني من عام 2018 ستأتي في موعدها، كما جدد تعهد السعودية بالقيام بكل ما يلزم لدعم أسعار النفط، مع التعهد أيضا بإنهاء اعتماد البلاد على النفط، والتحرك إلى ما وراء الوقود الأحفوري في مرحلة لاحقة.
وقال التقرير "إن وضع السوق في 2019 ليس مطروحا للنقاش في المرحلة الحالية ولا يمثل أي قلق للسوق نتيجة الاطمئنان للخطوات الحالية وتأثيراتها المستقبلية"، لافتا إلى أن تصريحات المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية تؤكد أنه عندما يتحقق هدف العودة بمستوى المخزونات إلى المتوسط في خمس سنوات فسنقرر كيف يمكننا الخروج بسلاسة من الترتيبات الحالية وربما نذهب إلى ترتيب مختلف للحفاظ على توازن العرض والطلب بشكل وثيق.
واعتبر التقرير أن هذه التصريحات تشير إلى احتمال أن انخفاض الإنتاج قد يصبح شيئا دائما طالما يوافق جميع المنتجين في منظمة أوبك وشركائهم المستقلين، لافتا إلى أن البعض يرى أن هذا الأمر غير مرجح بعد تأكيد روسيا أن هناك خططا لزيادة إنتاج النفط في الأعوام المقبلة.
في سياق متصل، توقع مختصون نفطيون أن تواصل أسعار الخام مكاسبها السعرية القياسية في الأسبوع الحالي بعدما اختتمت تعاملات الأسبوع الماضي على قفزة بنحو 2 في المائة وكسر خام برنت لأول مرة حاجز 60 دولارا للبرميل منذ عام 2015.
وتلقت أسعار النفط دفعة قوية من تصريحات الأمير محمد بن سلمان بشأن تأييده مد العمل بتخفيضات الإنتاج لتغطي التخفيضات كامل العام المقبل 2018، ونجحت هذه التصريحات في تبديد المخاوف في السوق من تخمة المعروض ومن احتمال تقاعس المنتجين عن الوفاء بالتزامات خفض الإنتاج، فيما كشفت عن توافق واسع سعودي روسي بشأن آليات العمل لاستعادة التوازن في الأسواق.
وأشار المحللون إلى أن السوق تأثرت أيضا بعدد من العوامل الإيجابية الأخرى منها تراجع الدولار الأمريكي وتقلص مستوى المخزونات وارتفاع سقف التوقعات لنمو الطلب العالمي على النفط الخام وذلك بالتزامن مع انحسار المخاوف بشأن العوامل الجيوسياسية في الشرق الأوسط خاصة بعد توقف إطلاق النار بين القوات العراقية والأكراد. وفي هذا الإطار، يقول لـ "الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لمجموعة "كيو إتش أي" للخدمات النفطية في بريطانيا، "إن أسعار النفط مرشحة لتحقيق مكاسب قياسية جديدة في الأسبوع الحالي مع احتمال توقفها لفترات قصيرة لالتقاط الأنفاس وجني الأرباح، لكن العوامل الإيجابية أكثر قوة وتأثيرها ممتد في السوق لفترات طويلة".
وأشار كيندي إلى أن تصريحات ولي العهد جاءت في توقيت دقيق وفي إطار صحوة استثمارية وتنموية تعيشها البلاد في ظل تركيز على التطوير الشامل بالاستفادة من كل موارد الطاقة وتحفيز رؤوس الأموال الأجنبية على الاستثمار في السعودية، متوقعا أن تسجل أسعار النفط مستويات قياسية جديدة بسبب اقتراب السوق من مرحلة التوازن بعد علاج تخمة المعروض ونمو الطلب في المقابل.
ولفت كيندي إلى أن كبريات المؤسسات المالية الدولية عدلت توقعاتها بالزيادة لأسعار النفط خلال العام المقبل وعلى رأسها البنك الدولي الذي رفع توقعاته للأسعار في 2018 وأرجع ذلك إلى عديد من العوامل في مقدمتها نجاح جهود خفض الإنتاج ونمو الطلب واستقرار الإمدادات الأمريكية من النفط الصخري.
من جانبها، توضح لـ "الاقتصادية"، بريدا كروسك المستشار الاقتصادي السلوفيني في فيينا، أن أسعار النفط بدأت بالفعل مرحلة التعافي السريع الذى يعود الفضل فيه في الأساس إلى وحدة المنتجين ورغبتهم في التعاون لإصلاح وضع السوق النفطية التي عانت كثيرا على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأضافت كروسك أن "الأسبوع الحالي سيشهد على الأرجح ارتفاعات جديدة بعدما تبدد كثير من المخاوف من إخفاق المنتجين في اجتماعهم الشهر المقبل في التوصل إلى آليات جديدة لإنعاش السوق، ويرجع ذلك في الأساس إلى التناغم بين القيادتين السياسيتين في السعودية وروسيا اللذين أعلنا تأييدهما القوي لمد العمل بتخفيضات الإنتاج ما فتح الطريق أمام اجتماع قوي ومؤثر تنتظره السوق، ومن المؤكد أنه سيدعم كثيرا من جهود التعافي في صناعة النفط الخام.
وتشير كروسك إلى أن أغلب التوقعات في سوق النفط تميل إلى مصلحة تسجيل مكاسب سعرية جديدة في العام المقبل قد تتجاوز 4 في المائة بحسب التقديرات الاستشرافية للسوق"، مضيفة أن "حالة القلق من احتمال وقف اتفاق خفض الإنتاج والعودة إلى الإنتاج بالطاقات القصوى باتت مستبعدة بعد تصريحات الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلادمير بوتين، وهو ما يعني أننا على أعتاب عام جديد تهيمن عليه أسعار الطاقة المرتفعة".
من ناحيته، يقول لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المحلل في شركة "إكسبرو" للخدمات النفطية في بحر الشمال، "إن المحافظة على المكاسب السعرية الحالية وتعزيزها بشكل مستمر ليست مهمة سهلة، لكن السوق ما زالت محفوفة بمخاطر كثيرة يجب أن يتعاون المنتجون على تفاديها".
ويرى فالتمان أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري ما زال مرشحا لزيادات كبيرة في العام المقبل خاصة بعد انتعاش الأسعار إلى مستوى 60 دولارا وهو الأمر المحفز لتسارع الاستثمار في النفط الصخري الأمريكي، مشددا على ضرورة أن يستجيب المنتجون الأمريكيون لدعوة أمين عام "أوبك" محمد باركيندو بتحمل المسؤولية ومشاركة "أوبك" والمستقلين في خطط إصلاح وتوازن الأسواق.
ويعتقد فالتمان أن المخاطر ما زالت قائمة من زيادات قد تفاجئ الأسواق في إنتاج كل من ليبيا ونيجيريا والعراق، معتبرا الوقت قد حان لإلغاء الإعفاءات التي حصلت عليها ليبيا ونيجيريا وأن يتم دمجهما في اتفاق خفض الإنتاج مع ضم دول جديدة إلى الاتفاق، لأنه بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن أغلب زيادات المعروض العالمي ستجيء من منتجين خارج اتفاق خفض الإنتاج.
وكانت أسعار النفط قد قفزت نحو 2 في المائة في ختام الأسبوع الماضي وارتفع خام القياس العالمي برنت متجاوزا 60 دولارا للبرميل بفعل دعم منتجين كبار لتمديد اتفاق تقليص الإنتاج ونزول الدولار عن ذروته في ثلاثة أشهر.
وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، "إن السعودية وروسيا أعلنتا دعمهما لتمديد اتفاق خفض الإمدادات الذي تقوده "أوبك" وذلك قبيل اجتماع المنظمة المقرر في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، وينتهي الاتفاق الحالي في آذار (مارس) 2018". وأوضح باركيندو على هامش مؤتمر "ترحب "أوبك" بالتوجيه الواضح من الأمير محمد بن سلمان بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق النفط والحفاظ عليه بعد الربع الأول من 2018. وبجانب تصريحات بوتين فإن ذلك يزيح الضباب في الطريق إلى فيينا الشهر المقبل".
وأوضح باركيندو حين سئل عما إذا كانت تصريحات ولي العهد تشير إلى أن تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر يبدو أكثر ترجيحا؟ "من الجيد دوما أن تحظى بمثل هذا التجاوب والتوجيه رفيع المستوى".
وكانت مصادر في "أوبك" قد أكدت في وقت سابق أن المنتجين يميلون إلى تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر وإن كان القرار قد يتأجل حتى أوائل العام المقبل بناء على وضع السوق، وتستمر المناقشات بين المنتجين قبل الاجتماع الذي سينعقد في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) وسيحضره وزراء نفط "أوبك" والدول المشاركة في الاتفاق غير الأعضاء في المنظمة.
ودعم الاتفاق أسعار النفط لكن السوق لم تتخلص بعد من فائض مخزونات النفط والأسعار ما زالت عند نصف مستواها في منتصف 2014، ويهدف اتفاق الإنتاج إلى خفض مخزونات النفط في الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى متوسط خمس سنوات، وتشير أحدث أرقام إلى أن المنتجين قطعوا نصف الطريق فحسب صوب ذلك الهدف.
وبلغت مستويات المخزون في أيلول (سبتمبر) نحو 160 مليون برميل يوميا فوق ذلك المتوسط بحسب بيانات "أوبك" انخفاضا من 340 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات في كانون الثاني (يناير).
وبحسب "رويترز"، فقد ارتفعت العقود الآجلة لبرنت 1.14 دولار بما يعادل 1.9 في المائة ليتحدد سعر التسوية عند 60.44 دولار للبرميل بعد أن صعدت إلى 60.53 دولار وهو أعلى سعر منذ تموز (يوليو) 2015 ويزيد أكثر من 35 في المائة فوق أدنى مستوى لعام 2017 المسجل في حزيران (يونيو).
وأغلق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط مرتفعا 1.26 دولار أو 2.4 في المائة إلى 53.90 دولار بعد أن صعد إلى 53.98 دولار وهو أعلى مستوى منذ أوائل آذار (مارس)، وعلى مدى الأسبوع ارتفع برنت 4.6 في المائة مواصلا مكاسبه الأسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي، وزاد الخام الأمريكي 4.7 في المائة للأسبوع.
وقال سماسرة "إن أسعار النفط تصعد منذ أسابيع وإن بعض المستثمرين بدأوا في جني الأرباح"، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام الأمريكية زادت 856 ألف برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات محللين بانخفاضها 2.6 مليون برميل.
وبلغ معدل تشغيل المصافي 87 في المائة من طاقتها التشغيلية خلال الأسبوع الماضي، وفي الوقت نفسه، تراجع إنتاج البنزين إلى نحو 9.9 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع الماضي، في حين زاد إنتاج المكررات النفطية إلى نحو 4.8 مليون برميل يوميا خلال الفترة ذاتها.
وبلغ متوسط واردات الولايات المتحدة من النفط الخام خلال الأسبوع الماضي 8.1 مليون برميل يوميا، بارتفاع قدره 640 ألف برميل يوميا عن الأسبوع السابق، في حين كان متوسط استيراد النفط خلال الأسابيع الأربعة الماضية 7.6 مليون برميل يوميا بزيادة نسبتها 3.2 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط