FINANCIAL TIMES

«فاينانشيال تايمز»: الأمير محمد بن سلمان أثار إعجاب كبار المستثمرين في العالم

 «فاينانشيال تايمز»: الأمير محمد بن سلمان أثار إعجاب كبار المستثمرين في العالم

كان الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، متألقا في الوقت الذي استطاع فيه، مثل أي نجم لامع، إثارة إعجاب جمع قوامه ثلاثة آلاف شخص من السياسيين وأكبر مختصي المال في العالم.
في كل مرة كان يتحرك فيها، كان يوقفه أشخاص للمصافحة، أو التحدث في أمور عامة، أو التقاط صورة "سيلفي"، في الوقت الذي كان فيه الناس يحاولون الظفر بالظهور مع ولي العهد السعودي في مؤتمر استضافته الرياض هذا الأسبوع، أطلق عليه بعضهم اسم "دافوس في الصحراء".
كان ينظر إلى التجمع على أنه لقاء احتفالي سعودي، تسعى فيه هذه الشخصية الملكية الكاريزمية إلى اجتذاب المصرفيين والمستثمرين إلى "رؤيته" العظيمة الرامية إلى إصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط وتحديث المملكة المحافظة. هذا الشاب لم يكن مترددا وهو يبين الملامح العامة لنطاق طموحاته.
على مدى ثلاثة أيام كشفت الرياض عن خطط لإنشاء منطقة استثمارية ضخمة تبلغ قيمتها 500 مليار دولار في الجزء الساحلي الشمالي الغربي، وتعهدت بمضاعفة حجم صندوق الثروة السيادية إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020، وأعلنت عن استثمار بقيمة مليار دولار في "فيرجين جالاكتيك". كذلك منح الأمير محمد الجنسية لـ"صوفيا"، الروبوت الأكثر تطورا في شركة هانسون روبوتيكس، ووعد باستعادة ثقافة أكثر تسامحا.
قال الأمير محمد للمؤتمر "بصراحة، لن نضيع 30 عاما من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة".
وكان كثير من الحضور متقبلين هذه الرسالة. قال ريتشارد برانسون، مؤسس شركة فيرجن "آخر مرة جئت فيها إلى هنا، نظرت إلى الجمهور ولم أرَ إلا الرجال - الآن ترى الرجال والنساء»، مضيفا أنه "سيكون عضوا في مجالس الإدارة المشاركة في المشروع الضخم". وأضاف "انفتاح السعودية شجاع وجريء (...) إنه وقت مثير للاستثمار في السعودية".
وقال أحد مديري الأموال "إنهم يحاولون تحويل السعودية إلى وجهة استثمارية، وليس مكانا لجمع رأس المال".
تجمع المديرون التنفيذيون في مركز المؤتمرات على غرار قصر فرساي، بمن فيهم رؤساء بعض أكبر المصارف ومجموعات الأسهم الخاصة في العالم، في الوقت الذي تعهدت فيه الرياض بالمضي قدما في خصخصة شركة أرامكو في العام المقبل. وكان موضع الجذب الرئيسي خلال المناسبة هو صندوق الاستثمارات العامة، صندوق الثروة السيادي الذي تبلغ قيمته 225 مليار دولار، الذي أبرم من قبل صفقات بمليارات الدولارات مع "بلاكستون"، مجموعة الأسهم الخاصة الأمريكية، و"سوفت بانك" اليابانية، و"أوبر"، تطبيق طلب سيارات الأجرة عبر الإنترنت.
وسيكون صندوق الاستثمارات العامة المستفيد الرئيسي من مبلغ مائة مليار دولار تأمل الرياض جمعها من خلال بيع حصة تعادل 5 في المائة من شركة أرامكو، التي تعد الأداة الرئيسية للأمير محمد لدفع إصلاحه الاقتصادي.
وقال أحد الأكاديميين السعوديين "إن جهود الأمير محمد في سبيل التغيير ولدت تفاؤلا بين جيل الشباب الذي يمثله ـ 70 في المائة من السعوديين تقل أعمارهم عن 35 عاما". وترتكز صيغته للتجديد الوطني على فتح الحريات الاجتماعية وتحديث الدولة.
حين كشف النقاب عن خطته للمنطقة الاستثمارية الجديدة التي تبلغ مساحتها 26 ألف كيلو متر مربع، التي أُطلِق عليها اسم "نيوم"، حمل الأمير محمد جهاز نوكيا قديما في يد وجهاز آيفون في اليد الأخرى، وقال "إن الفرق بين المدن القائمة وبين "نيوم" سيكون مثل النقلة النوعية التكنولوجية بين الجهازين".
اعتبر كثير من السعوديين أن هذا التشبيه المجازي يمثل الفرق بين ماضيهم وبين المكان الذين يريدون أن يروا أنفسهم فيه في المستقبل.
وخلال مؤتمر على المسرح عقده الأمير محمد مع عدد من التنفيذيين الدوليين، أثيرت مسألة ما إذا كانت التوقعات عالية فوق الحد.
قال ستيفن شوارتزمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون "نحن نلتقي في اجتماع يشبه إلى حد ما لقاءً يرمي إلى شحذ الحماسة". وأضاف "حين يرى الناس أن شيئا معينا يمكن تحقيقه، فإنهم سيصدقون أن أشياء أخرى يمكن تحقيقها".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES