FINANCIAL TIMES

«إيرباص» تختطف نفاثة «بومباردييه» في صفقة مجانية

«إيرباص» تختطف نفاثة «بومباردييه» في صفقة مجانية

يبدو أن شركة إيرباص قد دحضت القول المأثور إنه لا يمكنك الحصول على شيء دون مقابل، حيث إنها أبرمت صفقة مفاجئة في وقت متأخر من ليلة الإثنين الماضي، لتأمين حصة الأغلبية في طائرة سي النفاثة الإقليمية التابعة لشركة بومباردييه الكندية.
الأمر ليس فقط أن شركة صناعة الطائرات تسيطر على أحدث برنامج طائرة نفاثة دون الحاجة إلى دفع فلس مقدما؛ بل أيضا أن الاتفاق يوجه ضربة ضد شركة بوينج المنافسة الأمريكية، التي لاحقت بلا هوادة كلا من شركتي إيرباص وبومباردييه من خلال النزاعات التجارية.
من خلال استحواذ شركة إيرباص على الطائرة سي ذات 100-150 مقعدا وأضافتها إلى محفظتها، فإنها سوف تعزز قبضتها المهيمنة بالأصل على سوق طائرات الممر الواحد المزدهرة، التي من المتوقع أن تمثل أكثر من 70 في المائة من الطلبات على الطائرات على مدى السنوات العشرين المقبلة.
قد تتعرض شركة بوينج الآن لضغوط لإعادة التفكير في محفظتها من الطائرات الضيقة الجسم، وربما حتى التخلي عن الخطط التي هي موضع جدل بخصوص طائرة جديدة بممر مزدوج، للتركيز بدلا من ذلك على الاستجابة لهيمنة شركة إيرباص الموسعة الآن على طائرات الممر الواحد.
من خلال عرض تصنيع الطائرة في مصنعها ألاباما، قد تمهد شركة إيرباص أيضا الطريق للطائرة سي للالتفاف على الرسوم الجمركية البالغة 300 في المائة، المقترحة من قبل وزارة التجارة الأمريكية. وجاء القرار بعد أن اشتكت شركة بوينج من دعم كندا وبريطانيا غير المشروع للبرنامج.
قال الخبراء إن صفقة شركة إيرباص كانت ضربة معلم، فمن خلال خطوة واحدة تم إنقاذ الطائرة سي من أن يطويها النسيان شبه المؤكد، في الوقت الذي تغلق فيه شركة بومباردييه موضوع أزمة كادت أن تؤدي إلى انهيارها مرتين.
وفي الوقت نفسه، تستحوذ شركة إيرباص على طائرة من أحدث طراز تم استيعاب معظم المخاطر فيها.
قال نيك كانينجهام، المحلل في وكالة "بارتنرز": "هذا يجعل استراتيجية شركة بوينج التجارية العدوانية تبدو أكثر من قبل أنها استراتيجية خاطئة، عندما كان الشاغل الرئيسي هو صد الضغط السياسي من كندا والمملكة المتحدة. وأضاف: "يبدو أن شركة بوينج دفعت شركة بومباردييه إلى أحضان شركة إيرباص".
وقال سكوت هاميلتون من وكالة ليهام للاستشارات "إن شراكة شركتي إيرباص وبومباردييه المذهلة لبرنامج الطائرة سي تضمن مستقبل الطائرة الجديدة ... وتهدد شركة بوينج".
الشماتة لا تكفي لضمان نجاح المشروع المشترك أو برنامج الطائرة سي، حيث إن التحديات التكنولوجية رفعت ميزانية تطوير الطائرة الأصلية البالغة ملياري دولار إلى أكثر من خمسة مليارات دولار.
لتحقيق النجاح، ستحتاج شركة إيرباص إلى عملاء لشراء طائرة تحتل مكانة متخصصة ضيقة بين الطائرات الإقليمية، التي يصل متوسط مقاعدها إلى 100 مقعد وناقلات لرحلات قصيرة المدى التي تصنعها هي وشركة بوينج، التي تبدأ بنحو 130-120 مقعدا.
منذ وقت ليس ببعيد، رفض جون ليهي، كبير إداريي المبيعات في شركة إيرباص، السلسلة سي باعتبار أنها لا تزيد على كونها "طائرة صغيرة لطيفة عرضت في جزء ضيق من السوق حيث لا يوجد طلب.
تعتقد شركة إيرباص الآن أن الطلب يمكن أن يمتد ليبلغ 6000 طائرة نفاثة من نوع سي، مع ما لديها من قوة المبيعات والتسويق والصيانة التي تقف وراء ذلك.
هذا غير مؤكد. لم تحظ الطائرة سي بأي طلب شراء جديد منذ أكثر من عام، في حين أن الطائرة الأكبر قليلا من نوع شركة إيرباص A319neo لم تستطيع أن تحقق عملية بيع واحدة منذ أربع سنوات على الأقل.
هناك أيضا خطر بأن تحويل الإنتاج إلى ألاباما قد لا يكون كافيا لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية، حتى لو كان مصدر أكثر من 50 في المائة من المكونات يأتي من الولايات المتحدة.
وقد تكون شركة بوينج أقل ميلا لإسقاط اعتراضاتها على السلسلة سي الآن حيث إن الطائرة وجدت منزلا جديدا وأكثر أمنا، كما يقول بعض المحللين.
ومع ذلك، فإن شركة إيرباص واثقة بأنه من خلال توصيل الطائرة سي بعملياتها، يمكن أن تقود الطلبات وتخفض التكاليف بشكل أسرع من يمكن أن تفعل شركة بومباردييه وحدها. العملاء لديهم الطمأنينة بأن شركة إيرباص ستكون موجودة من أجل حل أي مشاكل. وقال فابريس بريجييه، كبير الإداريين التشغيليين في شركة إيرباص، إن برنامج سي سيكون "مربحا في غضون ثلاث سنوات. سوف نزيد المنافسة على هذا القطاع "، ولكن الثمن الذي قد تدفعه شركة إيرباص هو زوال طائرة A319neo، وهي أصغر طائرة في طراز A320، التي قامت بأول رحلة لها في آذار (مارس) الماضي.
قال هوارد روبل، محلل صناعة الفضاء والطيران في شركة جيفريز، إن "التهديد التنافسي للطائرة A319 وعدم وجود القواسم المشتركة" مع طائرات شركة إيرباص الأخرى كانت عوامل أدت إلى ثني شركة إيرباص عن القيام باتفاق مع شركة بومباردييه في الماضي.
ويبدو أن بريجييه يقول إنها خسارة حيث شركة إيرباص مستعدة للتفكير فيها. حتى الآن اجتذبت الطائرة فقط 51 طلب شراء. وقال: "من الإنصاف القول إننا لم نبع طائرة من طراز 319 خلال السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة. هنا نحصل على سعة إضافية مع الطائرة سي في فئة مختلفة تماما".
وقال ريتشارد أبو العافية من وكالة تيل جروب للاستشارات إن عبقرية الصفقة، هي أنها تبدو وكأن الجميع قد فاز باستثناء شركة بوينج. مستقبل شركة بومباردييه – ومستقبل المصنع الحساس سياسيا في بلفاست حيث تصنع أجنحة الطائرة سي - أصبح الآن أكثر أمنا.
وقال: "إنها شركة ذات مخاطر أقل بكثير بحيث يمكن أن تركز على جميع خطوطها الأخرى المهملة للغاية من الأعمال".
وفي الوقت نفسه، حققت شركة إيرباص صداقات في كندا والمملكة المتحدة من خلال الوعد بتأمين مواقع تصنيع الطائرة سي في كيبيك وأيرلندا الشمالية.
وخلافا لشركة بوينج، التي استعدت الحكومة الكندية وعرضت عقود الطائرات المقاتلة للخطر، قال أبو العافية: "على جبهة طائرات الممر الواحد، يتم محاصرة شركة بوينج في النطاق الضيق للطائرات التي تشتمل على 150 مقعدا، لأن الطائرة Max8 737 هي الطائرة الوحيدة ذات المبيعات الكبيرة لديهم.
ثم إن شركة إيرباص استطاعت الآن تحسين الآفاق في سوق الدفاع الكندية، وتستطيع شركة إيرباص أن تشكر شركة بوينج على كثير من هذا الأمر."
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES