FINANCIAL TIMES

تأمين إمدادات الكوبالت يحل معضلة السيارة الكهربائية

تأمين إمدادات الكوبالت يحل معضلة السيارة الكهربائية

محاولة شركة فولكسفاجن الفاشلة لتأمين ما لا يقل عن خمس سنوات من إمدادات الكوبالت، تبرز التحدي الذي يواجه مساعي أكبر شركات صناعة السيارات في العالم لتوفير المواد اللازمة في سعيها نحو السيارات الكهربائية.
جاء عطاء الشهر الماضي في الوقت الذي تحاول فيه شركات صناعة السيارات الأخرى مثل بي إم دبليو وتسلا موتورز أيضا تأمين كميات من المعدن.
ويمكن لذلك أن يختبر إلى حد الانهيار قدرة الاحتمال لدى أية سوق متخصصة تعتمد اعتمادا كبيرا على حفنة من مناجم التنقيب في الكونغو الديمقراطية، وهي من أكثر البلدان فقرا وأكثرها تقلبا من الناحية السياسية في إفريقيا.
من المتوقع أن يزداد الطلب على الكوبالت في بطاريات المركبات الكهربائية أربعة أضعاف بحلول عام 2020، وأحد عشر ضعفا بحلول عام 2025، وفقا لما ذكرته وكالة وود ماكينزي.
وإذا لم يكن بالإمكان تأمين العرض، فإن ذلك قد يهدد خطط شركات صناعة السيارات النشطة لإطلاق موديلات المركبات الكهربائية الجديدة.
في معرض فرانكفورت للسيارات هذا العام تعهدت شركة فولكس واجن بإنفاق 70 مليار يورو لتوليد 300 موديل للسيارات الكهربائية بحلول عام 2030.
يقول جافن مونتجمري، مدير سوق المعادن في وود ماكينزي: "السؤال الذي يطرحه البعض هو: هل يمكن أن يكون لنقص الكوبالت تأثير في ثورة المركبات الكهربائية؟ سواء كان ذلك من خلال ارتفاع الأسعار التي تبطئ من الاتجاه نحو خفض تكلفة البطاريات، أو النقص الفعلي للمعادن الذي يؤثر في إنتاج السيارات. وفي حين أن ذلك قد يبدو مخيفا، إلا أنه ليس مستحيلا على الإطلاق".
الكوبالت مهم تماما للجيل الحالي من بطاريات السيارات الكهربائية، التي تستخدمها شركات تسلا ونيسان وشفروليه.
سعره في العام الماضي قفز بأكثر من 80 في المائة، أكثر من أي معدن آخر مستخدم في البطاريات، تماما في الوقت الذي تتطلع فيه شركات صناعة السيارات لخفض التكاليف لجعل السيارات الكهربائية، قادرة على المنافسة مع محرك الاحتراق الداخلي.
في الشهر الماضي، سعت شركة فولكس واجن إلى التوقيع على اتفاق شراء طويل الأجل يضمن التسعير الثابت للكوبالت لمدة لا تقل عن خمس سنوات.
ومما لا يثير الدهشة أن أصحاب شركات التعدين يترددون في توقيع صفقات توريد طويلة الأجل مع عميل واحد في بيئة مرتفعة الأسعار.
يقول نيك فرينتش، تاجر الكوبالت المخضرم: "قد تجادل حول أنه إلى أي مدى سوف يرتفع السعر وحول التكنولوجيا البديلة على المدى الطويل، ولكن على المدى الفوري والمتوسط، يبدو أن الاتجاه يسير نحو الارتفاع ولن يجد أي أحد صعوبة في بيع ما لديهم في السنوات القليلة المقبلة".
وهذا يعني أن شركات صناعة السيارات قد تضطر على الأرجح إلى إبرام صفقات مقابل كميات محددة من الكوبالت بأسعار متغيرة. ووفقا لوثيقة المناقصة فإن شركة فولكس واجن مفتوحة لمناقشة "أشكال التعاون المحتملة"، ابتداء من اتفاقيات الاستحواذ طويلة الأجل إلى "نماذج استراتيجية إضافية".
ما يعقد الموضوع هو أن إمدادات الكوبالت في المستقبل تعتمد على حفنة من شركات التعدين، بما في ذلك جلينكور، وتشاينا موليبدينوم، ومجموعة الموارد الأوروبية الآسيوية، التي تعمل جميعا في الكونغو الديمقراطية.
ومن المقرر أن تزيد شركة جلينكور، التي تمثل نحو ربع سوق الكوبالت من إنتاجها في منجم كاتانغا في الكونغو الديمقراطية الذي سيعاد فتحه في العام المقبل بعد رفع مستوى الإنتاج. ومن شأن ذلك أن يضيف نحو 6 آلاف طن من الإمدادات إلى سوق المنتجات المكررة البالغة 97 ألف طن.
كما تعمل مجموعة الموارد الأوروبية الآسيوية على مشروع في الكونغو الديمقراطية من شأنه أن يجلب 14 ألف طن من الكوبالت إلى السوق بحلول نهاية عام 2018، وهي كمية تقدر بأنها تكفي لبناء ما يصل إلى 1.5 مليون سيارة كهربائية.
وقال المحللون في بنك يو بي إس: "هناك بعض اللبس بشأن هذا النمو حيث إن المشروعين موجودان في الكونغو الديمقراطية، وهو بلد غير مستقر سياسيا ويواجه تحديات مع انقطاع التيار الكهربائي وضعف البنية التحتية".
يذكر أن الوضع السياسي في البلاد محفوف بالمخاطر حيث رفض الرئيس التنحي العام الماضي وأجل الانتخابات حتى نيسان (أبريل) المقبل. سوف تأمل شركات التعدين على وجه الخصوص بألا ترتفع أسعار الكوبالت أكثر من ذلك بكثير، خوفا من قتل الطلب على المركبات الكهربائية. في عام 2010، أدى ارتفاع الأسعار بسرعة في العناصر الأرضية النادرة، المستخدمة في مجموعة من التطبيقات التكنولوجية، إلى فع الشركات إلى البحث عن مواد خام بديلة.
يجري تداول الكوبالت عند نحو 30 دولارا للرطل. وقال أنتوني ميلوسكي، الرئيس التنفيذي لشركة كوبالت 27، وهي شركة مدرجة في كندا قامت بتخزين أكثر من 2000 طن من المعدن، إن هذا الرقم يمكن أن يرتفع إلى ما بين 40 و45 دولارا، ولكن أي ارتفاع فوق ذلك يمكن أن يحفز تطوير تكنولوجيا جديدة للبطاريات.
الشركة الكيميائية في المملكة المتحدة، جونسون ماتي، تدعي أنها طورت بطارية بقطب كهربائي منخفض الكوبالت الذي يوفر ميزة التكلفة المنخفضة دون التضحية بالطاقة. وقالت شركات صناعة السيارات إنها تتحول إلى بطاريات ذات محتوى أعلى من النيكل، وكميات أقل من الكوبالت.
ميلوسكي يعتقد أن شركات الإنتاج في النهاية سوف تتعاون مع شركات صناعة السيارات لضمان أنه سيكون هناك تبن واسع للسيارات الكهربائية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES