ثقافة وفنون

جاكي شان «الأجنبي» يكافح الإرهاب على طريقته

جاكي شان «الأجنبي» يكافح الإرهاب على طريقته

جاكي شان «الأجنبي» يكافح الإرهاب على طريقته

لم يعد الإرهاب ينحصر في بعض العمليات التفجيرية، التي تجري في كل أقطاب العالم، بل تعداه إلى أن أصبح جزءا من حياتنا وأحاديثنا اليومية، وتقف هوليود في ظل هذه الأوضاع على قاب قوسين، تجسيدا للواقع وما يدور في فلك العمليات الإرهابية، ولقد شهدت أوروبا في الآونة الأخيرة عمليات تفجيرية أودت بحياة كثير من الأبرياء، ومما لا شك أن الإعلام خلال هذه الأحداث يسلط الضوء على الشق السياسي محاولا إبراز ما وراء هذه العمليات وإن يعرّج في بعض الأحيان على الجانب العائلي والاجتماعي للضحايا، إلا أن العنوان العريض يبقى سياسيا، لذلك نجد معالجة هوليود لهذا الأمر من خلال طرح أفلام أولويتها الجانب الإنساني والاجتماعي الناتج عن الإرهاب أمر ضروري، حيث كان آخرها فيلم الأجنبي _ The Foreigner للأسطورة الصيني الممثل جاكي شان.
تدور أحداث الفيلم حول وكيل سري سابق يدعى كوان، يؤدي دوره جاكي شان، وهو رجل أعمال صيني لديه مطعم في بريطانيا، ويحمل الجنسية البريطانية، متواضع، يعيش حياة هادئة مع ابنته، لكن حياته تتحول رأساً على عقب، حينما يفقد ابنته فان، تؤدي دورها الممثلة كاتي ليونغ، وهي التي شاركت في سلسلة أفلام «هاري بوتر»، وقتلت في حادث انفجار من قبل جماعة إرهابية ذات دوافع سياسية، انتقاماً من أحد السياسيين المعروفين في الحكومة البريطانية، فيبدأ في حالة حرب شرسة لمعرفة هوية الإرهابيين والانتقام منهم.

مقتل الابنه
يظهر كوان مع ابنته فان حيث يذهبان إلى محل فساتين، من أجل التحضير لعرسها، وحينما وصلا، لم يجد كوان موقفاً للسيارة، فاضطرت ابنته للنزول سريعاً لاستلام فستانها، في هذه اللحظة يحدث انفجار كبير يودي بحياة كثيرين، ومن بينهم ابنته، فتتحول حياته إلى جحيم.
يقرر كوان مع تسلسل الأحداث الذهاب إلى بعض المسؤولين في الشرطة والحكومة البريطانية لمعرفة هوية الإرهابيين الذين تسببوا في مقتل ابنته، لكن تأتي زيارته المتعددة دون جدوى، حتى يقرر الذهاب إلى أحد المسؤولين في الحكومة البريطانية يدعى ليام هينساي، الذي يؤدي دوره الممثل بيرس بروسنان، لمساعدته في الكشف عن هوية هؤلاء الإرهابيين، إلا أنه يفشل في الحصول أيضاً على المساعدة، فيقرر أن يخوض حرباً شخصية ضد هذا المسؤول لثقته بأنه أحد المتورطين في هذا الانفجار.

زرع المتفجرات
وتنقلب الأحداث حينما يخرج «كوان» من مكتب هينساي، إذ حضّر كوان عملية انفجار في أحد دورات مياه مكتب هذا المسؤول، ثم اتصل به ليهدده بعمليات انفجار أخرى، في حال لم يكشف له عن تفاصيل هوية الإرهابيين، فيستهتر هينساي بكلامه، ويبدأ كوان في زرع المتفجرات بطريقة احترافية بين فترة وأخرى، بجوار منزله، سيارته، ومزرعته، ما يهدد حياة هينساي وأسرته، والذي اضطر للبحث عن هوية هذا الرجل الصيني المحترف.
ويكتشف هينساي من خلال بحثه أن كوان وكيل سري سابق ولديه خبرة طويلة في الحروب، فيحاول بكل الطرق التخلص منه، والإيقاع به من قبل رجاله المحترفين، إلا أنه يفشل في ذلك، إلى أن يكتشف كوان بالفعل عملية توريطه في هذا الانفجار، ويعرف هوية ومكان الإرهابيين الذين تسببوا في مقتل ابنته، ويذهب إلى مكانهم في أحد الشقق الفندقية متخفياً في شخصية «فني غاز»، ليتمكن ببراعته واحترافيته في القتال، في الانتقام منهم وقتلهم جميعاً.
 
سياسة ودراما
يدمج الفيلم ما بين السياسة والدراما في حبكة متماسكة حيث تم التركيز على المذنب في العملية الإرهابية ومحاولة جاكي شان الوصول إلى هذا اللغز في ظل محاولة الحكومة البريطانية تغطية الفضيحة السياسية التي وقعوا فيها، فتدور العديد من الأحداث «الأكشنية» المشهور بها جاكي شان، وعلى الرغم من كبر سنه، فهو يبلغ نحو 63 عاما، لا يزال يقدم أعماله بطريقة مميزة فيها الكثير من الحركة والكوميديا التي اعتدنا مشاهدتها في أفلامه، ليس هذا فحسب، بل برع جاكي شان في أداء درامي مميز فكان هذا الفيلم كبصمة فارقة في تاريخ شان الفني.
وعلى مدى 114 دقيقة يجلس المشاهد في فيلم «الأجنبي» حابسا أنفاسه يستمتع بحركات شان القتالية حيث تضمن العديد من المغامرات المبتكرة ذات الإيقاع المتسارع، وهنا برع المخرج مارتن كامبيل الذي أخرج عددا من أفلام سلسلة جيمس بوند وعمل من ذي قبل مع بيرس بروسنان، في مقاربة الإخراج إلى الرواية التي يرتكز عليها الفيلم وهي للكاتب ستيفن ليثر، كان عنوانها الصيني ثم تم تغيير الإسم إلى الأجنبي، أما السيناريو فكان لدايفيد مكروني الذي كتب أفلاما مثل لايف آند داي هارد وعدو الأمة والجانب المعتم من القمر وغيره.

تصوير يثير الرعب
ولدلالة القوة في الإخراج فلقد قام المخرج بتصوير مشهد انفجار حقيقي في بريطانيا، حيث فجر حافلة ذات طابقين في قلب لندن ما أثار قلق وفزع بعض الموجودين في المنطقة، وتصاعدت ألسنة اللهب من الحافلة على جسر «لامبيث»، وأكدت هيئة ميناء لندن على أن الأمر لا يتخطى كونه خدعة سينمائية مشيرة إلى أن الجسر تم إغلاقه إلا أن ذلك لم يمنع إثارة بعض القلق لدى المارة، ونشر عضو البرلمان عن حزب المحافظين نايجل هادلستون فيديو للانفجار عبر تويتر قائلا “هل يوجد أي شخص قلق من انفجار الحافلة على جسر لامبيث الآن؟.. الأمر مجرد فيلم يجري تصويره”، من جهتهم نشر منتجو الفيلم تحذيرا على تويتر قبل الانفجار قائلين "الانفجار محكم وسيتم تنفيذه من قبل فريق المؤثرات الخاصة وسوف يتم اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة الناس في المنطقة".
مع الإشارة الى أن الفيلم تمكن خلال الأسبوع الأول بعد العرض من تحقيق إيرادات بلغت 107 ملايين دولار أمريكى، بعد عرضه فى أكثر من 2,515 دور عرض سينمائى حول العالم.

أفلام «شان»
يقدم النجم الصيني جاكي شان أكثر من فيلم خلال العام الحالي، إضافة إلى «الأجنبي»، فقد ظهر في أغسطس الماضي في فيلم الرسوم المتحركة «ذا نوت جوب 2» بدور فكاهي مرح، حيث يحاول مع أصدقائه التصدي لعمدة المدينة ومنعه من تدمير منزلهم، وبناء حديقة ترفيهية مكانه، وجسد في فيلم «كونغ فو يوغا»، الذي صدر في بداية العام، دور العالم والمحارب الأسطوري الذي نجح في إنقاذ كنز ضخم من يد أمير هندي حاول الاستيلاء عليه، وتدور الأحداث في المستقبل حين يعود حفيد الأمير الهندي لاسترداد كنزه، وسيختتم جاكي شان العام الحالي بفيلم الخيال العلمي «بليدنغ ستيل»، وهو فيلم صيني من الطراز الأول، يسيطر فيه قلب جاكي شان الصناعي على قوة الأحداث، وهو من تأليف ليو تشانغ، ويجمع جاكي شان مع تيس هوبريش وكالان مولفي، ومن المقرر أن يعرض بالصين في ديسمبر المقبل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون