أخبار اقتصادية- عالمية

تقرير دولي: المنافسة الأمريكية غير مؤثرة في صادرات "أوبك" إلى السوق الآسيوية

تقرير دولي: المنافسة الأمريكية غير مؤثرة في صادرات "أوبك" إلى السوق الآسيوية

أكدت وكالة بلاتس للمعلومات النفطية أن إمدادات منتجي منظمة أوبك من النفط الخام تتمتع باستقرار العرض، والقدرة التنافسية العالية، مقارنة بأنواع النفط الأخرى.
وأشارت إلى أن خامات "أوبك" هي أكبر مصدر للإمدادات في أسواق شرق آسيا، مؤكدا وجود عديد من مصافي التكرير في آسيا المصممة خاصة لمعالجة النفط الخام القادم من "أوبك" ودول الشرق الأوسط.
وقلل التقرير من تأثير دخول الصادرات النفطية الأمريكية على خط التنافس مع نفط "أوبك" على أسواق آسيا، لافتا إلى أن مصدري دول "أوبك" والشرق الأوسط يتبنون استراتيجيات جيدة لتأمين مبيعاتهم والحفاظ على العملاء والمشترين.
وأشار التقرير إلى ظهور الصادرات النفطية الأمريكية بشكل شبه منتظم في أسواق آسيا، مرجعا ذلك في الأساس إلى رغبة مستوردي آسيا، خاصة الصين والهند في تنويع مصادر إمداداتهم.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج والمكونة من ثلاثة أعضاء في "أوبك" وعضوين من خارجها قد رصدت ارتفاعا في مستوى المطابقة في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي إلى 120 في المائة، مقارنة بـ 116 في المائة، في شهر آب (أغسطس) السابق.
وقال تقرير لمنظمة "أوبك" إن اللجنة المشتركة استندت في هذا الأمر إلى تقرير شهر سبتمبر 2017، والذي كشف عن تحقيق رقم قياسي ومستوى المطابقة مرتفع مع تعديلات طوعية في الإنتاج لتصل المطابقة إلى 120 في المائة.
وأوضح التقرير أن هذه النسبة هي أعلى مستوى مطابقة منذ بدء إعلان التعاون المشترك بين المنتجين، لافتا إلى أن هذا يؤكد مرة أخرى على التزام جميع الدول المنتجة المشاركة في الاتفاق التزاما حازما بدعم التعاون المشترك من أجل إعادة التوازن إلى سوق النفط.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة أعربت عن ارتياحها للنتائج التي تحققت حتى الآن فيما يخص خفض الإنتاج، وشجعت جميع الدول المشاركة على مواصلة السير على الطريق نحو المطابقة الكاملة وزيادة فاعلية الاتفاق، معتبرة أن هذا يصب في صالح المنتجين والمستهلكين على السواء.
وأكد التقرير وجود بعض التباين الداخلي في أداء المنتجين في الفترة الماضية، مشيرا إلى أن اللجنة رصدت قيام بعض الدول المنتجة المشاركة في الاتفاق بعمل دءوب من خلال تنفيذ تعديلات طوعية تفوق الحصص المتفق عليها، ويأتي ذلك بينما لا يزال البعض الآخر لم يحقق بعد نسبة 100 في المائة، من المطابقة.
وأفاد التقرير بأن التطورات الأخيرة في السوق تشير إلى الثقة في أن سوق النفط تسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهداف إعلان التعاون، موضحا أنه من الدلائل على هذه التطورات الإيجابية التقييمات الأخيرة المتغيرة والتصاعدية فيما يخص مستوى النمو العالمي للطلب على النفط في عامي 2017 و2018.
وأضاف التقرير أن مخزونات النفط التجارية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تراجعت في سبتمبر الماضي، وانخفض الفائض فوق متوسط السنوات الخمس الأخيرة بمقدار 178 مليون برميل منذ بداية هذا العام غير أنه لا يزال هناك 159 مليون برميل أخرى من فائض المخزونات المتراكمة، التي يجري العمل على سحبها.
وشدد التقرير على استمرار لجنة مراقبة خفض الإنتاج في متابعة تطورات سوق النفط وتقييم عملية إعادة التوازن الجارية في السوق، مشيرا إلى أن جميع الخيارات مفتوحة لضمان بذل كل جهد ممكن لإعادة التوازن في السوق لصالح الجميع، مبينا أنه من المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل للجنة المراقبة المشتركة في فيينا في 29 نوفمبر المقبل قبل يوم واحد من الاجتماع الوزاري الموسع للمنتجين.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل ارتفاعات بسبب عدة عوامل إيجابية داعمة للأسعار في مقدمتها تقلص الفجوة بين العرض والطلب بسبب صعود الطلب في دول آسيا، بالإضافة إلى المخاوف التي تهيمن على إمدادات الشرق الأوسط بعد أزمتي كركوك وإيران.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة في جى إندستري الألمانية، إن تأثيرات الإعصارات الأمريكية أدت إلى تقلص الإمدادات النفطية بشكل كبير وتواكب ذلك مع تحسن مؤشرات الطلب خاصة القادم من دول آسيا، ما جعل السوق في الإجمالي تقطع خطوات كبيرة ومؤثرة نحو استعادة التوازن.
ولفت إلى أن تراجع الحفارات الأمريكية يؤكد تباطؤا جديدا في عجلة الاستثمارات النفطية الأمريكية في قطاع النفط الصخري بصفة خاصة وهو ما يجعل في المقابل جهود "أوبك" والمستقلين في تقييد المعروض النفطي أكثر فاعلية ويعجل بتحقيق الأهداف المشتركة للمنتجين وعلى رأسها الاستقرار والنمو المستدام في سوق النفط.
وأشار إلى أن تحقيق ارتفاع جديد في نسبة مطابقة المنتجين بخفض الإنتاج إلى 120 في المائة، تعد بالفعل نتائج جيدة ومبهرة وتؤكد حرص المنتجين الجماعي على إنجاح الاتفاق واستمرار دعم نمو الأسعار وتحقيق مستويات سعرية أعلى في الفترة المقبلة بما ينشط الاستثمارات.
من جانبه، يرى جوي بروجي مستشار شركة "توتال العالمية للطاقة، صعوبة في صمود الإنتاج الأمريكي أمام المنافسين من دول "أوبك" في أسواق آسيا نتيجة عوامل عديدة أبرزها الارتباط التاريخي بين "أوبك" وأسواق آسيا إلى جانب قدرتها التنافسية العالية خاصة تحملها انخفاضات الأسعار وقدرة "أوبك" على الاستمرار في الاستثمار في ظل الدورات الاقتصادية الصعبة.
وأشار لـ"الاقتصادية" أن خطة تنويع الإمدادات التي تنفذها حاليا اقتصاديات كبرى في آسيا بالاستعانة بواردات نفطية أمريكية ومن أمريكا اللاتينية لن تؤثر في صادرات "أوبك" النفطية خاصة إذا أخذ في الاعتبار النمو المتسارع في مستويات الطلب على النفط خلال الأعوام المقبلة وأيضا التعثرات التي تواجه الإمدادات الأمريكية بين الحين والآخر.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية"، نينيا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي، إن الطلب على نفط "أوبك" ما زال كبيرا ويفوق الإنتاج الحالي ولكن هناك رغبة مشتركة قوية في التمسك بتقييد الإنتاج حتى يصل السوق إلى علاقة صحية ومستقرة بين العرض والطلب وهو ما بدأ في التحقق بالفعل.
وأضافت أن "أوبك" أكدت دعمها لوحدة العراق ورفضها للأزمة الحالية الخاصة بانفصال كردستان، كما أن المباحثات السعودية العراقية الأخيرة أكدت تقارب البلدين وتعاونهما معا من أجل تجاوز كل الأزمات الطارئة ودفع السوق على طريق التوازن وإنجاح اتفاق خفض الإنتاج وعدم الاكتفاء بهذا الأمر، بل تدشين تعاون استراتيجي مشترك.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بسبب مخاوف متعلقة بالإمدادات في الشرق الأوسط وفي ظل مؤشرات جديدة على تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق الأمريكية في حين يواصل الطلب الآسيوي الصعود.
وسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 57.87 دولار للبرميل بحلول الساعة 0622 بتوقيت جرينتش بزيادة 12 سنتا أو ما يوازي 0.21 في المائة عن سعر آخر إغلاق.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.04 دولار للبرميل مرتفعا 20 سنتا بما يعادل 0.39 في المائة.
وقال وليام أولولين المحلل في ريفكين سيكيورتيز "أسعار النفط مستقرة فوق 50 دولارا لأن التعطل المحتمل للإمدادات في إقليم كردستان العراق يدعم الأسعار".
وأضاف أن الإنتاج الأمريكي تأثر في الآونة الأخيرة بإعصار للمرة الثانية في شهرين وعدد منصات الحفر الأمريكية تراجع للأسبوع الثالث علي التوالي.
وذكرت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز يوم الجمعة الماضية، أن عدد منصات الحفر النفطية الأمريكية نزل بواقع سبع منصات إلى 736 منصة في الأسبوع المنتهي في 20 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وهو الأقل منذ حزيران (يونيو) الماضي.
وارتفع النفط الخام الأمريكي بالسوق الأوروبية أمس، ليواصل صعوده لليوم الثاني على التوالي، مقتربا من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع، بعد انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة لأدنى مستوى في أربعة أشهر، إضافة إلى ارتفاع نسبة امتثال المنتجين بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي.
وزاد الخام الأمريكي إلى مستوى 52.15 دولار للبرميل، بحلول الساعة 08:15 جرينتش من مستوى الافتتاح 52.06 دولار، وسجل أعلى مستوى 52.28 دولار وأدنى مستوى 51.84 دولار .
وتداول خام برنت حول مستوى 57.80 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 57.91 دولار ، وسجل أعلى مستوى 58.03 دولار وأدنى مستوى 57.64 دولار.
وحقق الخام الأمريكي عند تسوية الجمعة الماضية، ارتفاعا بنسبة 0.9 في المائة، وصعدت عقود برنت بنسبة 1.2 في المائة، في خامس مكسب خلال ستة أيام، بفعل مخاوف تعطل الإمدادات من شمال العراق.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنحو 1.5 في المائة، في ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، بفعل الصراع المسلح في كركوك بشمال العراق بين قوات الحكومة العراقية والقوات الكردية، إضافة إلى انحسار المخاوف بشأن تخمة المعروض في الولايات المتحدة.
وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 55.41 دولار للبرميل الجمعة الماضي، مقابل 55.52 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، كما أن السلة ارتفعت بهامش ضئيل، مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 55.12 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية