Author

بنك العواطف

|

كنت أتساءل لماذا تتباين ردود فعلنا تجاه بعض التصرفات باختلاف الأشخاص؟ فما نتقبله من شخص نرفضه من آخر. شخصيا استغربت كيف تعامل أحد زملائي مع موقف ارتكبه زميل آخر في حقه. لاحقا تراجعت عن موقفي بعد أن اطلعت على مقالة مثيرة للاهتمام عن مفهوم بنك العواطف الذي ابتكره ستيف كوفي. فقد تبين لي أن رصيدك العاطفي لدى الأشخاص يمنحك حظوة ومكانة خاصة لديهم. فبنك العواطف لا تختلف أهميته عن البنك التقليدي. فإذا كان التقليدي يسهم في قدرتنا على إدارة مواردنا المالية؛ فالعاطفي يعمل على إدارة علاقاتنا الإنسانية ويحافظ عليها. معظمنا يعرف كيف يعمل حسابنا المصرفي. نودع مالا فيه، ونسحب منه عندما نحتاج إليه. أما بنك العواطف، فنودع فيه ثقة، تتراكم مع مرور المواقف والتجارب، فيرتفع ويزيد الرصيد ويساندنا، ولا يهتز في وقت الأزمات. وهنا الركائز الست التي يقوم عليها بنك العواطف:
1 - التفهم: عبّر عن تفهمك لاحتياج الطرف الآخر بالإصغاء بكل جوارحك له. أنصت له بأذنيك وبصرك وجسدك. الإخلاص في الإصغاء سيشعره بقيمته لديك ومدى حرصك عليه.
2 - الالتزام: اعمل على الوفاء بوعودك مع الآخر. احضر في الوقت المحدد للقائكما. رد على اتصالاته وتجاوب مع رسائله. ستكون داعما كبيرا، ورصيدا لا ينفد في حسابه وحسابك.
3 - الوضوح: كن مباشرا مع رفيقك. لا أحد يستطيع قراءة عقلك أو قلبك. وضوحك سيجنبك الوقوع في سوء الفهم وسيحافظ على استدامة العلاقة.
4 - الاهتمام: أظهر اهتمامك بمناسباته الخاصة. سواء نجاحه، أو ترقيته، أو سفره. لن يكلفك هذا الاهتمام الكثير. ستسعده بمجرد رسالة قصيرة. سيدرك أنك قريب منه. قريب جدا.
5 - الأخلاق: محبتك للطرف الآخر لا تعني بأي شكل من الأشكال تجاوز حدودك معه. حافظ على علاقتكما من خلال عدم الإفراط في المزح. احترامك للطرف الآخر يعمر العلاقة ويغمرها بالمودة.
6 - الاعتذار: لا تخش أن تعتذر عندما تخطئ. الأسف يبني والتجاهل يهدم. كلمات صغيرة تشيد حياة كبيرة.
ما تقدم هو منهج بسيط للمحافظة على رصيدك الإنساني في بنك العواطف. وتذكر أن "رأس المال البشري" هو رصيدك الأغلى بعد توفيق الله في هذه الحياة الحافلة بالتحديات.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها