ثقافة وفنون

فيلم «ماي ليتل بوني».. الصداقة أيضا وطن

فيلم «ماي ليتل بوني».. الصداقة أيضا وطن

فيلم «ماي ليتل بوني».. الصداقة أيضا وطن

في خضم ما يدور من أحداث "ثقيلة" حول العالم، التي تنعكس بطريقة أو بأخرى على شاشات السينما، نجد هوليوود تتجه لطرح المشاكل الاجتماعية والمعضلات السياسية، وفي هذا التوجه يتوق عشاق الفن السابع أنفسهم في أحيان كثيرة لحضور فيلم خفيف مرح، يمتعون نظرهم بلوحات إخراجية جميلة من دون تكبد عناء التفكير في أفلام عميقة تحتاج إلى الكثير من التحليل والبحث.
وحالي كحال معظم الناس الذين يرفهون عن أنفسهم بين الحين والآخر بحضور فيلم عائلي ينتمي لفئة الرسوم المتحرك وموجه بقصته إلى الأطفال، لذلك وقع اختياري هذا الأسبوع على فيلم« My Little Pont: The Movie» وإن كان للفيلم سنوات تسجل في تاريخه، حيث بدأت السلسلة عام 2010، إلا أن قصته لا تتعدى حدود البساطة، مع التشديد على مغزى يحاول أبطال الفيلم نقلها إلى المشاهد، فماذا كانت تلك الفكرة وكيف استطاع الفيلم أن يرسخها في عقل المشاهد الصغير؟!

حماية الوطن

تدور قصه الفيلم حول مجموعة من المهور الصغار الذين يسعون إلى حماية أرضهم ووطنهم الافتراضي «إيكوستريا» من الأخطار، حيث تعرض لهجوم من رجل شرير يدعى ملك العواصف، يؤدي صوته ليف شريبر، يريد أن يستحوذ على القوى الخارقة الموجودة في قرون الأميرات كافة، فيعتقلهم عبر مهرى صغيرة تدعى تمبست، تؤدي صوتها إيميلي بلانت، جندها لخدمة مصالحة وهي كانت تأمل بعد مساعدته أن تستعيد قرنها الذي فقدته في صغرها أثناء هجوم أحد الوحوش، وبالتالي فقدت قوتها الخارقة.
ذهبت بقلب مليء بالشر وألقت القبض على كثير من المهور الذين يتمتعون بالقوى الخارقة، أثناء تحضيرهم لإقامة مهرجان الصداقة، إلا أنها فشلت في القبض على أميرة الصداقة تويلايت سباركل، تؤدي صوتها تارا سترونغ، وهنا بدأت العبرة من الفيلم تتسلل رويدا رويدا إلى عقل المشاهد، خاصة أن محور الفيلم هو الصداقة، فأفلتت تويلايت من براثن تمبست وتوجهت إلى حصان البحر تطلب منه المساعدة للقضاء على ملك العواصف.

رحلة المشقات 

رحلتها لم تكن سهلة، بل تخللها كثير من العقبات وهنا نجح المخرج جايسون ثايسن في جذب المشاهد وإبقائه متيقظا للمفاجآت التي كانت تتوالى، ففي البداية واجهت توايلات مع أصدقائها الخمسة أحد الأشخاص، الذي أفشى فيما بعد عن مكانها إلى تمبست وحاول بيعهم، لكنهم سرعان ما تداركوا الموضوع وفروا إلى جبل يوصلهم في نهايته إلى حصان البحر، لقد تعبوا وأنهكوا من السير لكن عزيمتهم على مساعدة أصدقائهم دفعتهم إلى تحمل المشقات كافة، ولقد كان واضحا ذكاء المخرج في استخدام كثير من المؤثرات البصرية التي اعتمدت في معظمها على كثرة الألوان والتي بدورها تجذب الأطفال، إضافة إلى مشاهد جميلة رافقها حوار بسيط بعيد عن التعقيد. وصلت توايلات وصديقاتها بعد عناء طويل إلى حصان البحر فدخلا عبر ابنة الملكة سكاي ستار، تؤدي صوتها كريستين تشينويث، التي وجدتهم يحومون حول القصر، فوضعت لهم طابة من القزاز حول رأسهم كي تستطيع أن تغوص بهم إلى قعر الماء للوصول إلى الداخل، في هذه الأثناء هم في حالة غيبوبة ولم يصحوا إلا أمام ابنة الملكة التي تأكدت أنهم يريدون المساعدة. ولقد تم إخراج هذا المشهد بطريقة أقل ما يقال عنها رائعة، فتمايل ألوان الأحصنة ورأسهم داخل قزاز، إضافة إلى البريق الذي يلمع على الجدران جعل منها لوحة فنية مميزة.

خطأ هز الفريق

التقوا الملكة وشرحوا لها قصتهم فقالت لهم إن خلاصهم في طابة سحرية وهي لا تستطيع أن تخرجها من القصر لذلك لا يمكنها أن تساعدهم، اكتئبوا قليلا لكن تويلات فكرت بخطة شريرة وهي الهاء ابنة الملكة مع صديقاتها الخمسة وسرقة تلك الطابة. إلا أن أمرها انكشف سريعا وقامت الملكة بطردهم فوجدوا أنفسهم على الشاطئ يتجادلون لأن تويلايت خدعتهم وكانت تنوي سرقة الطابة من دون علمهم، وكبر الخلاف فذهبت تويلات لتجلس حزينة وحدها، لكن سرعان ما غطت عليها تمبست وخطفتها وسلمتها إلى ملك العواصف.
لم تخل هذه المغامرة من روح الفكاهة، حيث إن سكاي ستار تلعب دورا كوميديا، وتتمتع بشخصية خفيفة الظل، فعندما حاولت تويلات ورفيقاتها اكتشاف أصول الملكة، قامت سكاي ستار بإفشاء كل الأسرار رغم معارضة والدتها وفي النهاية قالت لهم لا تخبروا أحدا، فكان مشهدا مميزا جمع الفكاهة والأكشن والمشاهد التصويرية المميزة.

الصداقة أولا

ورغم خلاف الأصدقاء إلا أن وقت الصعاب يجب أن يكونوا إلى جانب بعضهم بعضا، ولا بد من التغاضي عن خلافاتهم، وهذا ما حصل مع رفاق توايلايت الذين أسرعوا لمساعدتها في الحصول على حريتها، كذلك تحرير كل الأحصنة الموجودة. دارت معارك حامية بين الشر والخير، بين تويلايت وأصدقائها من جهة وملك العواصف الذي أصبح يتحكم بالشمس والقمر والمطر، لكن ككل نهاية ينتصر الخير على الشر وفي فيلم «ماي ليتل بوني» تنتصر الصداقة أيضا.

تاريخ حافل

حقق الفيلم في أول أيام عرضه إيرادات وصلت إلى 108 ملايين دولار، ولعل السبب في إيراداته الجيدة إلى تاريخه حيث ولد عام 2010 كمسلسل رسوم متحركة بث لأول مرة على شبكة قناة الاشتراك الأمريكية «ذاهب»، ولقد بني على سلسلة ألعاب ورسوم متحركة سابقة لدمى ماي ليتل بوني الخاصة بشركة هاسبرو للألعاب، وتم تطويره إلى مسلسل من قبل لورين فاوست وأنتجته شركتا هاسبرو ستوديوز و‌ستوديو بي برودكشنز. وفي البداية فاوست التي كانت تشغل منصب المنتج التنفيذي والمدير الإبداعي للموسم المسلسل الأول، ولكن وصولًا للموسم الثاني أصبح المنتج الاستشاري قبل مغادرتها للإنتاج في هذا المسلسل في النهاية. ومنذ البداية تجسد فكرة "ماي ليتل بوني" شخصية مهرة مواظبة تدعى توايلايت سباركل، التي كلفت من قبل معلمتها الأميرة سيلستيا للتتعلم مزيدا عن موضوع الصداقة في بلدة بونيفيل. ثم تصبح توايلايت سباركل صديقة مقربة لخمسة مهور أخرى؛ وهن آبلجاك، وبينكي باي، وراريتي، وراينبو داش، وفلاترشاي. كل فرد من المهرات تمثل جانب مختلف من موضوع الصداقة. ولم تتغير هذه الفكرة في أجزاء المسلسل كافة ثم الأفلام، بل في كل مرة تختلف الأحداث لكن الفكرة الأساسية التي يتمحور حولها "ماي ليتل بوني" هي نفسها، فماذا لو تم ابتكار فكرة جديدة بدل الصداقة، والانطلاق بمغزى آخر لهذه السلسلة، هل ستفقد بريقها أم ستحصد مزيدا من النجاح؟! تجدر الإشارة إلى وجود لعبة "ماي ليتل بوني" على كل من أنظمة الجوال أندرويد واي أو أس، ويستطيع المستخدم الذي يحمل اللعبة أن يستمتع بشخصيات المهور، واللعب معهن وإنشاء صداقات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون