منوعات

مختصون: تنفيذ أمريكا تهديداتها سيحرق إيران من العمق ويدفعها للهاوية

مختصون: تنفيذ أمريكا تهديداتها سيحرق إيران من العمق ويدفعها للهاوية

أكد مختصون سياسيون واستراتيجيون أن تنفيذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديده لإيران في خطابه الأخير بإلغاء الاتفاق النووي في حال عدم التزامها بحفظ الأمن وعدم نشر الإرهاب في العالم، سيضع إيران أمام ضغط شديد خلال الأيام المقبلة، إما أن تتعاون مع جيرانها بعقلانية وبتطبيق معايير السلم وفق الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية بعيدا عن السلوك الثوري الذي كانت تنتهجه طوال السنوات الماضية، أو تحترق وتتجه للهاوية بعد تنفيذ ذلك التهديد.
وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور أحمد الأنصاري، الخبير والمستشار في الشؤون الأمنية والسياسية، إن خطاب الرئيس الأمريكي الأخير، حول الاتفاق الإيراني، يعد سابقة من نوعها، إذ يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أول رئيس أمريكي يضع سياسة واضحة تجاه إيران للحد من إرهابها حول العالم.
وأشار إلى أن خطاب ترمب وضع إيران تحت ضغط شديد، إما أن تغير من سياساتها بانتهاج نهج الدول ذات المكانة والابتعاد عن النظام الثوري، أو تتحمل عواقب وخيمة من المجتمع الدولي.
ولفت الأنصاري في حديثه إلى ما انتهجته إيران من خطابات هستيرية، وقال: نحن ننتظر ما ستجلبه لنا الأيام نتيجة هذا التوجه ضد إيران.
وزاد: بالنظر إلى الدول الأوروبية وردة الفعل هناك، نجد رئيسة المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان دعت إلى التريث في الرد على الاتفاق النووي، وهذه نتيجة طبيعية إذا ما نظرنا لحجم الأموال التي ضختها دول الاتحاد الأوروبي في إيران خلال الفترة الماضية، وبالتالي المؤسسات المالية الأوروبية في حالة قلق حول مستقبل تلك الأموال، وتسعى للتثبت من وجود نشاطات مشبوهة في إيران، الأمر الذي سيهدئ من الاندفاع الإيراني في الأنشطة الإرهابية إلى أن تتضح الصورة.
وتابع: "تهديد الرئيس الأمريكي بإلغاء الاتفاق النووي ورفعه الأمر إلى الكونجرس حول رفضه للاتفاق النووي الإيراني وعدم تعاون إيران والتزامها بروح الاتفاق مع المجتمع الدولي، يعد ضغطا على إيران، إذ استشهد ترمب في خطابه بتاريخ إيران الأسود في احتجاز الرهائن الأمريكان وتفجير مواقع أمريكية استراتيجية، واستهداف النظام الإيراني الأمن في عدد من الدول".
وأوضح الأنصاري أن هناك رصدا للتحركات الإيرانية على الساحات اللبنانية واليمنية والعراقية والسورية، وأن جميع الأجهزة الاستخباراتية في المنطقة تتعاون لرصد تلك التحركات، وفي حال رصد أي تدخل إيراني لتهديد أمن المنطقة سيتم تنفيذ التهديد الأمريكي بإلغاء الاتفاقية، ما سيضع إيران في مواجهة مباشرة مع أمريكا، إلا أنها لن تستطيع مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، فستقوم بتصدير ميليشياتها الإرهابية التابعة لها، وأطراف ثالثة، ضد المصالح الأمريكية مجددا.
وأضاف: "عندها سيؤدي ذلك لضرب إيران في العمق، إذا لم تمتثل لرغبة الأمريكان، وستحترق إيران من العمق وستندفع للهاوية، ما سيؤدي في نهاية المطاف لإنهائها من على وجه الأرض، وبعدها سيحل السلام في الأرض، وفي دول المنطقة بشكل خاص.
بدوره، قال الدكتور نايف الوقاع، الأستاذ بكلية الملك خالد العسكرية، إنه بعد توقيع اتفاقية 5+1 مع إيران قبل فترة قصيرة، تفاءلت دول العالم من تبعات هذه الاتفاقية الإيجابية، إلا أنها، وللأسف، اكتشفت وجود ثغرات كبيرة في الاتفاقية تفرغها من مضمونها، ما يفتح المجال لإيران لتطوير برنامج نووي ينتهك الاتفاقيات الدولية بصناعة وتجربة الصواريخ الباليستية، وتعدت إيران هذا الأمر بمفاخرتها أخيرا بتصدير هذه التقنية لعصابات ومنظمات إرهابية ومرتزقة حول العالم وتحديدا في المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الاتفاقية فتحت المجال لإيران للتمدد والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة دون حسيب أو رقيب، ومن هنا جاءت تصريحات ترمب منذ قبل تنصيبه رئيسا في حملاته الانتخابية بوصف هذه الاتفاقية بأنها أسوأ ما وقعت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في تاريخها المعاصر والحديث، ولذلك أعلن ضمن محاور حملته الانتخابية إسقاط هذه الاتفاقية أو إعادة التفاوض عليها أو مناقشتها، وبالتالي نفذ ترمب جزءا من هذه الوعود بالانسحاب الجزئي من تنفيذ هذه الاتفاقية نظرا لوجود دول أخرى ضامنة لهذه الاتفاقية، وغلق الطريق أمام إيران للعودة لتطوير برامجها النووية غير السلمية، وحتى لا تظهر الولايات المتحدة أمام العالم بأنها دولة لا تحترم الاتفاقيات والمواثيق.
وقال الوقاع إن تهديد ترمب لإيران بالانسحاب من تطبيق الاتفاقية سيمثل عامل ضغط عليها لوقف العبث في المنطقة وكبح تدخلاتها، وهو ما أفقد الرئيس الإيراني روحاني صوابه في الخطاب الذي أدلى به، كما أن الاستراتيجية جلبت لهم الذعر على مستقبل البلاد والاستثمارات الأجنبية التي تم ضخها.
ولفت إلى أن إيران قامت بالتطهير العرقي في بعض المناطق ونشرت الفوضى والإرهاب في سورية واليمن وكذلك أججت الفتن الطائفية داخل البلدان العربية والإسلامية، وهو ما برز خلال السنوات الماضية، من خلال تسليح وتجهيز الميليشيات الإرهابية لتحويل الأمن والاستقرار في البلدان العربية إلى فوضى، وكان المستفيدَ من هذا المخطط عدد من الدول الغربية التي تستهدف الانقضاض على الدول الإسلامية وإسقاط أنظمة الحكم فيها للاستيلاء على خيراتها وليكبحوا التمدد الديني في تلك الدول التي وصلت نسبة الصوت المسلم فيها نحو 40 في المائة.
من جانبه، قال الدكتور خالد باطرفي، الكاتب والمحلل السياسي، إن الخطاب الأمريكي كان واضحا في وضع عدد من النقاط والمطالب التي تضمن توقف إيران عن دعم سياسة الإرهاب والعداء في المنطقة، مشيرا إلى أن إحالة الرئيس الأمريكي الأمر إلى الكونجرس لبحث إمكانية العدول عن الاتفاق الإيراني يمثل ورقة ضغط من الإدارة الأمريكية، ما يجعل التعاون الاقتصادي، أو أي نوع من التعاون، مع إيران في المستقبل محفوفا بالمخاطر، وبالتالي أي بلد أوروبي أو بنك كان يدرس دعم الاستثمارات في إيران، سيتراجع بعد هذا الخطاب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات