Author

الاستقرار والاستدامة والأمن .. قواعد الاقتصاد السعودي الثابتة

|

إلى ماذا تستند الاستدامة في الدولة؟ سؤال مهم في المفاهيم الاقتصادية الجديدة، ولذلك كانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان واضحة بهذا الشأن، حيث الاستدامة في الدولة تستند أولا إلى وجود الأمن والاستقرار، لا دولة بلا أمن ولا استدامة بلا استقرار، أما الأمر الثاني فهو إخلاص العمل لخدمة هذا الوطن، وبكل تأكيد هذا هو الشعار الذي يرفعه خادم الحرمين الشريفين عاليا، بقوله كلنا خدام هذا الوطن، وأن من رأى مصلحة للوطن راجحة يمكنه التواصل بكل الطرق المتاحة والمشروعة، حتى الاتصال بالهاتف، كما قال الملك. المهم هو خدمة الوطن، ومصلحته الراجحة, إضافة إلى الإخلاص في العمل من أجل الوطن، وهو الشعار المرفوع من أجل المستقبل المستنير الذي يدلنا على الطريق الصحيح في متاهات السياسة والاقتصاد، ومتاهات التجاذبات الإقليمية، ومع فضاء الشبكات الإلكترونية وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح الحق مشوشا بكثير من الترهات، وللمضي قدما في متاهات الأحداث ومستجدات الظروف تأتي مصلحة الوطن كبوصلة للهداية. وبمفهوم الاستدامة الاقتصادية بكل نواحيها تأتي مشاريع الطائف الجديد، لتضع هذه المدينة الاستراتيجية في مسارات اقتصادية واجتماعية متقدمة، فهناك مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية على مساحة تبلغ نحو 1250 كيلومترا مربعا وتقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 11 مليار ريال. مشاريع تصب في مصلحة الوطن وتضيف إلى ورد الطائف الشهير عطورا اقتصادية فريدة من نوعها، تختلط فيها روائح الورد في سوق عكاظ، بتطوير وسائل التقنية في واحاتها التقنية تنقلها إلى العالم عبر مطارها ويعمل فيها الخريجون من جامعة الطائف، وفي المساء يلتقي الجميع في ضواحيها السكنية آمنين في دولة جعلت الاستقرار والأمن أولوية للنهضة الشاملة. وعلى أسس ومبادئ اقتصادية عميقة ترتبط بـ "رؤية 2030" من بينها ترشيد الإنفاق وتمويل المشاريع ذات الجدوى، ومن أجل مصلحة الوطن وأمنه واستقراره, انطلق العمل في مطار الطائف بتوقيع عقد إسناد تطوير وتشغيل المطار الجديد إلى تحالف من شركات وطنية وأجنبية ذات خبرة، ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذه عام 2020، بتكلفه تتجاوز ثلاثة مليارات ريال بمساحة تقدر بـ 48 مليون مترمربع، وهذا المطار سيخدم مدينة الطائف وضواحيها بشكل أساس، ولن يبعد عن مكة المكرمة سوى 117 كيلومترا فقط، ما سيقدم دعما هائلا لمشاريع المملكة في تطوير الحرمين واستقبال الحجاج؛ فهو مشروع ذو جدوى اقتصادية هائلة سواء في الوقت الراهن أو حتى لمواجهة تحديات "رؤية 2030"، وبهذا نردد تكرارا مع الملك "على بركة الله". يأتي مشروع مدينة سوق عكاظ ضمن مبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في برنامج التحول الوطني 2020، وهذا المشروع سيكلف أكثر من ثلاثة مليارات ريال، لكن تمويله لن يكون من الميزانية العامة للدولة فقط، بل سيكون هناك شركاء من القطاع الخاص، حيث ستتحمل الميزانية العامة للدولة نحو 800 مليون ريال فقط، وهنا نفهم كلمة خادم الحرمين الشريفين عندما قال "على بركة الله" وفق الإمكانات والاعتمادات المالية المتاحة والمعتمدة، فالملك شفاف وصريح وصادق مع وطنه مخلص له وكلامه مترابط ويشرح بعضه بعضا، فالإخلاص للوطن يأتي أولا، وعلى الجميع القيام بدورهم الواجب، والمشروع سيشكل علامة سياحية فارقة ليجذب أكثر من 260 ألف سائح سنويا، ويوفر أكثر من أربعة آلاف وظيفة، وكما قال الملك سلمان. نسأل الله لهذه المشاريع الخير والبركة. ثم بعد تدشين الملك انطلق العمل في مشاريع واحة التقنية، وهي عبارة عن بستان ضخم جدا ليس من الورد كما عهدنا عن الطائف، بل من المشاريع العملاقة والاستراتيجية وبمشاركة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وفي مساحة 35 مليون مترمربع، ستقفز الطائف إلى حقبة القرن الـ 21 مبكرا، بمشاريع تصنيع وتجميع طائرة الأنتنوف ومصنع إنتاج الألواح الشمسية، ومشروع إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الكهروضوئية والنظيفة، وبإنشاء محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتوفير مزيج من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. هذا إضافة إلى مشروع الأعلاف فائق النمو. ومن بساتين الإبداع والابتكار التي ستقودها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إلى بساتين الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ومركز للتدريب المهني والمدينة الجامعية، والضاحية السكنية، مشاريع دشنها الملك ببركة الله، لتحقيق مصلحة الوطن الأمنية والاقتصادية دعما للاستقرار والاستدامة.

إنشرها