Author

سقوط السيارات

|
تأخذ حالات سقوط السيارات من الكباري التي بدأت تنتشر في المدن منحى جديدا بإضافة حالتين نتجتا عن تحد بين سائقين لم يأبها بخطورة ما يفعلان. خلال ما يقارب ثلاثة أشهر شاهدنا أكثر من خمسة حوادث سقوط من كباري وسط المدن. هذه الكباري تحدد فيها السرعة للحد الأدنى نظرا لخطورة الحركة عليها. لعل القارئ يلاحظ القيادة المتهورة التي يمارسها كثير من الشباب في هذه المواقع، بل إن حالات التنافس والمطاردة التي نشاهدها في أغلب هذه الكباري تدل على ضرورة التعامل الفوري والقوي مع الحركة المرورية فيها، وفي مواقع أخرى شبيهة. تركيب الكاميرات أمر لا مناص منه في كل مواقع الخطر، كونها تضمن التزام السائق بالسرعة المحددة، كما أن التوعية والتنبيه عند مداخل الكباري جيد رغم محدودية الفعالية التي تنتج عنه. عندما نضمن سلامة الناس من خلال الوسائل التقنية، نحن نعطي هذه الكاميرات السمعة الحسنة التي تلغي ما اتفق على إعطائها إياه من السمعة السيئة. التطرق للعلاقة بين السائق وكاميرات السرعة مهم، خصوصا ونحن نشاهد عديدا من محاولات التذاكي على هذه الأجهزة، وعمليات كشفها وتوزيع مواقعها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى أثناء السير تجد أن السائقين ينبه بعضهم بعضا عندما يشاهد أحدهم هذه الكاميرات. هذا السلوك الذي هو نتيجة حتمية لمحدودية انتشار الكاميرات، أزعم أنه سينتهي عندما توزع الكاميرات بشكل مكثف وعلى مسافات متقاربة تمنع الاندفاع الذي يحدث بعد تجاوزها في الوقت الحاضر. إن كبار السن الذين يسهمون في كشف هذه الكاميرات لمن خلفهم، هم الذين يشتكون من السرعة والتهور اللذين يمارسهما السائق الشاب. وهم بهذا يكونون حالة من الازدواجية في المعايير، ويؤدون في الوقت نفسه بالشاب إلى استمرار التهور وهو ما يؤدي لاستمرار الحوادث المرورية المؤلمة للأسرة والمجتمع. أقول هذا وأنا أربط بين السلوك الذي أدى لسقوط السيارات من أعلى الكباري، والسرعة التي تسيطر على قيادة السيارات في المدن وخارجها، الأمر الذي يرتبط به الكم الكبير من الوفيات والإصابات والعضل للتنمية في بلد يفقد كل ساعة ثلاثة من أبنائه نتيجة السرعة الزائدة. الحل الذي يسهم في النهاية في تكوين ثقافة القيادة الدفاعية والوقورة هو الذي نبحث عنه وهو الممكن، عندما يتعاون الجميع مع الجهات الأمنية.
إنشرها