Author

قطع التيار

|

قرأت في مكان ما أن هناك أوامر صريحة بعدم قطع التيار الكهربائي لعدم السداد كوسيلة لمحاولة حل الصعوبات التي تواجه المتخلفين عن السداد. يبدو أن الخبر غير صحيح، فبعد ذلك بنحو أسبوع اكتشفت أن هناك فكرة ابتدعتها مجموعة من السيدات في جازان لإقناع المسؤول عن قطع التيار بعدم فعل ذلك.
كانت الفكرة عبارة عن رسالة تحمل صورة رجل كبير في السن على سرير المرض. تقول أسفلها صاحبة المنزل "لا تقطع عنا التيار فأبونا مريض في المستشفى ولا نستطيع السداد". الواقع أن الرسالة أخذت مني كما من التفكير في حال هؤلاء وغيرهم ممن يواجهون صعوبات حقيقية لا يمكن إغفالها.
هنا نحتاج إلى الدور المجتمعي الفاعل حيث تقوم الأسر متعاونة ببحث حالة من حولها، والتأكد من أنها محمية من الضرر الذي ينتج عن الظروف وصعوبات الزمان التي تثقل كواهلهم. حدثني زميل كان يعمل في جامعة أم القرى ويرأس أحد أحياء مدينة مكة المكرمة عن نشاط جمعية سكان الحي التي يرأسها، وأعجبت بالأفكار الخلاقة التي يتبنونها والأنشطة التي ينفذونها على مدار العام.
أهم ما يربط حديث صاحبي بحالة اليوم هو الصندوق الذي تديره مجموعة من كبار الساكنين. يهتم الصندوق بتوثيق حالات الحاجة الماسة عند بعض أهالي الحي، وأسبابها والعمل على تخليص الأسر مما يضعها ضمن خانة المعوزين. يهتم الصندوق الخيري بتسديد التزامات الأسر وتوفير احتياجاتها، ويؤكد لي صاحبي أن الصندوق يتبارك باستمرار فلم يعرف عنه في عام انخفاض موجوداته عن العام الذي سبقه.إن قناعة الساكنين بهذا الصندوق ومشاهدة دوره معاينة كل يوم، أدى لحماس أغلب الساكنين للوجود مالياً أو شخصياً في نشاطات الصندوق، ويبدع مديرو الصندوق سنوياً في إيجاد مصارف مهمة ومفيدة من ضمنها توظيف كبار السن، وتدريب الصغار علاوة على العمل الخيري المعتاد. أتساءل هنا عن دور الشركات في هذا المجال. هل يمكن تنسيق مثل هذا الأمر كخدمة مجتمعية تسهم بها الشركة في صناديق الأحياء المنظمة، حيث تتولى نسبة معينة من التكاليف المتعلقة بفواتيرها. شركة المياه يمكن أن تقوم بدور مماثل، المهم أن تكون جمعيات الأحياء على مستوى المسؤولية والتوقعات.

إنشرها