Author

«بي بي سي عربي» .. محطة الأكاذيب

|
قبل ظهور المحطات الفضائية يتذكر جيل الثمانينيات والتسعينيات كيف كانت "هيئة الإذاعة البريطانية BBC" هي المصدر الرئيس للأخبار، ولا يخلو بيت في الوطن العربي من متابعة هذه المحطة العريقة التي تأسست عام 1923 في "لندن" وتميزت بمهنية صارمة ومصداقية عالية جعلاها تحظى بجماهيرية كبيرة في معظم دول العالم. وعزت هذه الهيئة العريقة نجاحها عبر هذه السنوات الطوال إلى استقلالها وعدم تلقيها أي دعم حكومي. ولم يكن القسم العربي في "بي بي سي" الذي تأسس عام 1938 بعيدا عن سلطة القناة ومهنيتها فقد كان أيضا ولسنوات طويلة محل ثقة كبيرة للجماهير العربية، ورغم كثرة الأحداث التي مرت على المنطقة العربية والحكومات والأحزاب فقد حافظ القسم العربي على حياديته وشفافيته وتعامله مع أحداث المنطقة بمهنية عالية اختلف عليها الكثيرون لكنهم في النهاية كسبوا الاحترام. وكل هذا التاريخ المضيء لـ "بي بي سي عربي" تم نسفه في السنوات القريبة وتقريبا خلال السنوات الأربع الأخيرة، فقد سخر هذا القسم كل إمكاناته وكوادره لمهاجمة المملكة. ولا يكاد يمر يوم دون أن تبث الـ "بي بي سي عربي" تقريرا مسيئا ضد قيادة المملكة أو مسؤوليها أو بعض قراراتها المحلية أو الدولية. وواصلت القناة سقوطها المهني باعتمادها أخيرا على نشر تقارير ملفقة وأفلام وثائقية حول الشأن الداخلي السعودي لا تحمل أدنى مصداقية وأصبحت محل تندر وسخرية المتابعين. واعتمدت القناة في معظم ما تبثه على حسابات مشبوهة في "مواقع التواصل الاجتماعي" ومصادر مجهولة وجملة من الشائعات المغرضة ولا تكاد تجد تقريرا يوثق معلومة حقيقية حول المملكة. ويصل بك الشك أحيانا هل تبث هذه القناة من إيران وقطر أم من لندن؟ مقرها الرئيس. وتعمدت القناة أكثر من تحريف تصريحات لمسؤولين سعوديين مثل اللواء منصور التركي واللواء أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف وتخصصت في استضافة من يسمون أنفسهم معارضين أو مناهضين للنظام السعودي. ووثق مهتمون في "مواقع التواصل الاجتماعي" تخبطات فاضحة، وسقوطا مهنيا كبيرا، وشخصنة وعنصرية بغيضة، تقودها هذه القناة لأهداف مجهولة ضد المملكة، ولا يمكن القبول بمثل هذا الطرح الذي ليس له قيمة أصلا أو تأثير في ظل الوعي الاجتماعي الذي يتميز به المتلقي السعودي وقدرته على تمييز الطرح الإعلامي الهادف والطرح الآخر الموجه وفق أيديولوجيات سياسية أو طائفية. وعلى المسؤولين في "هيئة الإذاعة البريطانية" إعادة القسم العربي إلى جادة الحياد والمصداقية التي كانت تميزه لسنوات طويلة، وإلا سيظل هذا القسم مثالا للسخرية والأكاذيب والسقوط المهني والأخلاقي!
إنشرها