منوعات

من طابقه الـ38 .. "جوتيريس" يعاود سيرة القلق

من طابقه الـ38 .. "جوتيريس" يعاود سيرة القلق

كان العالم يشكو من "قلق" الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون المتواصل، مؤملا أن يجد في خلفه أنطونيو جوتيريس بديلا أفضل يمكنه تجاوز القلق والبدء في العمل الجدي. إلا أن الخيبة على ما يبدو باتت أكبر وأوسع. فجوتيريس بمواقفه السلبية أقصى ما يستطيعه تجاه بورما مطالبتها بتعليق العمليات ضد مسلميها. وفي غزة يدعو لتقديم المساعدات مثله مثل أي جهة خيرية. بينما يستطيع في المقابل وبقلب بارد متناقض إدانة التحالف العربي في اليمن. فقط تبعا لشهود حوثيين أو تقارير مشبوهة من قبل جماعات من النشطاء والمنظمات المخترقة أو المدفوعة بمصالح الدول التي تمولها.
متجاهلا الأمين الجديد جوتيريس طلبات التحالف المتكررة إرسال بعثات رسمية معتمدة لتتقصى الأمر بنفسها بدءا من مقر إدارة عمليات التحالف المركزي في الرياض. وصولا إلى أعماق صنعاء وأعالي صعدة تحت مظلة الشرعية اليمنية وفي حمايتها. ولكنه القلق يكرر نفسه مكتفيا هو وفريقه بالتقارير المملوءة بالمغالطات والمرسلة من قبل جهات متنوعة إلى فاكس الطابق الثامن والثلاثين في مبنى زجاجي مطل على ملذات نيويورك الآمنة والصاخبة.
في حين يبذل الأشقاء بقيادة السعودية الغالي والرخيص لنصرة إخوانهم في اليمن ضد عدوان ممول من أطراف خارجية إيرانية تعبث بأمن المنطقة واليمن دون وجه حق. وتبعا لأيديولوجيات ثورية مضللة عفا عليها الزمن.
ولكنها استغلت المرض والجهل اللذين تعد مكافحتهما من صلب عمل منظمات الأمم ليتفشيا في اليمن الحزين على مدار عقود من الغياب الأممي ما فاقم الوضع أمنيا وسياسيا فكان التدخل أمرا محسوما وليس ترفا أو طمعا بالنسبة للجيران المتضررين.
ودائما تحت غطاء شرعي أقره مجلس الأمن وفقا للقرار 2216 الذي يقدر ضرورة التدخل العسكري لمنع توريد المزيد من الأسلحة لمنطقة مشتعلة بالأساس حماية للمدنيين وردعا للمعتدين. فضلا عن بنود عديدة توسعت في الوقوف إلى جانب الشرعية اليمنية. وهذا لب ما يفعله التحالف اليوم متبعا أرفع ما توصلت إليه التقنيات العسكرية والإدارية لتجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر وبأرفع قدر من الموثوقية والشفافية التي تجلت مرارا وتكرار في بياناته ومؤتمراته الصحافية العلنية.
يبقى أن التاريخ يذكر لبان كي مون القلق دوما محاولته البروز سابقا بموقف واحد قبل مغادرته. والذي كان مع الأسف على حساب التحالف العربي نفسه. ولكنه على الأقل تراجع عن ذلك الموقف في اعتراف ضمني بالخطأ. بعد أن اتضح له كثير من الحقائق. وعلى الأمين الجديد جوتيريس أن يتحلى بالقدر ذاته من الاعتراف بالخطأ خصوصا أن ما تبقى له من فترة زمنية أطول يدعوه إلى التبصر والوقوف مع الحق وأهله في اليمن وفي غيره من المناطق المنكوبة حول العالم. لا مع الضلال والمضللين.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات