الطاقة- النفط

"أوبك": التوافق السعودي. الروسي يدعم نجاح اتفاق خفض الإنتاج

"أوبك": التوافق السعودي. الروسي يدعم نجاح اتفاق خفض الإنتاج

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو تمثل دفعة كبيرة لجهود التعاون المشترك بين دول "أوبك" والمنتجين المستقلين بقيادة روسيا، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم أيضا بقوة اتفاق التعاون المشترك لخفض الإنتاج ويرى فيه ضرورة لتطوير الشراكة المستقبلية بين الجانبين.
وأشاد تقرير حديث للمنظمة بخريطة الطريق التي وقعها المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ونظيره الروسي إلكسندر نوفاك في موسكو التي ترسم ملامح التعاون المستقبلي بين البلدين في مجال الطاقة، معتبرا أنها ستعزز جهود التعاون والتنسيق والتكامل بما يؤدي إلى نتائج إيجابية واسعة في أسواق الطاقة العالمية.
وقال محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة – في تقرير عن نتائج مشاركة "أوبك" في أسبوع الطاقة الروسي – إن التنسيق بين المنتجين في "أوبك" وخارجها لن يكون قاصرا على استعادة التوازن في سوق النفط، ولكنه سيمتد ويتسع لمجالات أخرى شاملة الاستثمار والتبادل الفني والتكنولوجي وعلى مدى استراتيجي طويل المدى.
وأشار باركيندو إلى أن اتفاق خفض الإنتاج يحظى بمساندة وقناعة واسعة سواء من المنتجين في "أوبك" والمستقلين، وأيضا على مستوى الدول المستهلكة منوها إلى أن الجميع يتطلع إلى سوق متوازن يحقق نموا مستداما مثمنا جهود الرياض وموسكو في تحقيق هذه الأهداف.
ولفت باركيندو إلى أن الأسواق تستجيب بشكل إيجابي واسع ومستمر لاتفاق خفض الإنتاج وجهود المنتجين في هذا الصدد، مضيفا أن النجاح المتميز الذي حققه المنتجون حتى الآن يرجع إلى التمسك بتحقيق أعلى مستويات المطابقة والالتزام بتخفيض الإنتاج، منوها إلى أن هذا النجاح يعززه الارتفاع المستمر في مستويات الطلب على النفط في عديد من الاقتصاديات المتقدمة والناشئة على حد سواء.
ونفى باركيندو – في التقرير – ما تردد في بعض التقارير الاقتصادية الدولية عن ضعف امتثال دول "أوبك" لتخفيضات الإنتاج، مشيرا إلى أن الامتثال كان ناجحا منذ اللحظة الأولى لبدء العمل باتفاق خفض الإنتاج مطلع العام الحالي، لافتا إلى أن الالتزام كان أيضا جيدا على مستوى المنتجين من خارج المنظمة، على الرغم من أن هذا يعد أول تعاون مشترك من نوعه مع دول "أوبك"، وهو ما أكدته اللجنة الوزارية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج في اجتماعها أخيرا في فيينا برئاسة الكويت وروسيا، حيث نبهت إلى ارتفاع نسبة المطابقة – وفق أحدث التقييمات والمتابعات - إلى 116 في المائة.
وأفاد باركيندو بأن دول "أوبك" حققت أخيرا مستويات قياسية غير مسبوقة في الالتزام بخفض الإنتاج لافتا إلى أنه لولا الدوران السعودي والروسي ما تحقق كل هذا النجاح والتقدم في اتفاق خفض الإنتاج مشددا على أن الاتفاق لا يخدم مصالح الدولتين فقط، بل يخدم مصالح الجميع سواء الدول المنتجة أو المستهلكة أو شركات ومستثمري النفط في العالم.
وألمح باركيندو إلى أن منظمة "أوبك" منذ تأسيسها قبل 57 عاما اختار لها المؤسسون أن تعمل بمعزل عن الخلافات والصراعات السياسية وتتجنب تأثيراتها وأن تركز على صالح السوق والصناعة والارتقاء بهما، مشيرا إلى استمرار الالتزام بتنفيذ قرارات المنظمة دون الالتفات إلى العوامل الجيوسياسية منوها إلى أن التعاون مع العراق – على وجه التحديد - سيتسمر بشكل طبيعي دون الأخذ في الاعتبار أي تغييرات سياسية خاصة بعد نتائج استفتاء انفصال كردستان عن العراق، حيث يلعب الإقليم دورا مهما في تصدير الخام.
ونوه التقرير- نقلا عن الأمين العام لمنظمة "أوبك" - إلى أن اعتماد آلية مراقبة الصادرات هو تطور مهم في عمل لجنة مراقبة خفض الإنتاج، ولكنه يؤخذ في الاعتبار كمؤشر مهم ومكمل ولكنه لن يكون بديلا عن مراقبة عملية الإنتاج نفسها ولكن إدراجه سيكون فعالا ويمثل إضافة للوصول إلى تقييم شامل ودقيق عن وضع الإنتاج في كل الدول بالاعتماد على أحدث وأدق البيانات.
وأشار باركيندو إلى أن آلية الاعتماد على متابعة الصادرات تشهد تقدما مستمرا، لافتا إلى أن الدول الأقل التزاما بتخفيضات الإنتاج أصبح لديها الحافز حاليا لتحقيق مستوى مطابقة أفضل بعدما رأت الصعود المستمر في مستويات التزام بقية المنتجين خاصة كبار المنتجين.
وأوضح التقرير أن العراق على وجه التحديد تبدي رغبة قوية وجهودا مستمرا في الالتزام بخفض الإنتاج ولا توجد أي خروقات حالية في اتفاق خفض الإنتاج وهو ما تسبب في عديد من النتائج الإيجابية بسوق الخام، وفي مقدمتها التراجع المستمر والسريع في مستوى فائض المخزونات العالمية إلى قرب المستوى المتوسط في خمس سنوات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وذكر التقرير أن علاقة العرض والطلب في الأسواق تتجه إلى التوازن السريع والتعافي وهو ما جعلنا نشهد نموا جيدا في مستوى الأسعار بما يلبي طموحات المنتجين ويعزز فرص نمو الاقتصاد الدولي.
ويرى التقرير أن مشاركة "أوبك" في أسبوع الطاقة الروسي كانت ناجحة ومؤثرة خاصة جلسة "الطاقة لأجل النمو العالمي" التي ترأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحضور محمد باركيندو والدكتور سيد عادلي الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي، وعدنان أمين مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وسلط التقرير الضوء على تصريحات باركيندو خلال الجلسة التي أشار فيها إلى تراجع الاستثمارات النفطية بنحو 40 في المائة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ما يهدد مستقبل الإمدادات النفطية، وهو الأمر الذي دفع المنتجين إلى التحرك بشكل أكثر فعالية وتأثيرا لاستعادة الاستقرار في سوق النفط.
ولاقت دعوة "أوبك" لهذا التحرك تجاوبا كبيرا من روسيا التي دعمت الاتفاق على نحو كان كفيلا بكل النجاحات التي تحققت حتى الآن وأبرزها تراجع المخزونات ونمو الأسعار.
وأضاف التقرير أن أمن الإمدادات هو مسؤولية مشتركة بين كل المنتجين، مشيرا إلى أن الاتفاق يكتسب كل يوم أرضية جديدة من مساحات الثقة والاعتماد عليه في تحقيق التعافي المنشود للسوق بما يخدم صالح كل أطراف الصناعة.
وأعرب باركيندو عن اعتقاده بأن مستقبل الصناعة النفطية سيكون مشرقا وإيجابيا للغاية وأن انخفاض المخزونات إلى مستوى فائض 170 مليون برميل بدلا من 340 مليون برميل قبل تطبيق الاتفاق يؤكد أن السوق تسير في الاتجاه الصحيح وأن جهود المنتجين تحقق الأهداف المرجوة.
ولفت التقرير إلى أنه من المبكر التفكير في تمديد العمل بتخفيضات الإنتاج ما بعد آذار (مارس) 2018، والأمر متروك لتطورات وأوضاع السوق في هذا الوقت، مشيرا إلى أن وزراء النفط في "أوبك" وخارجها على تواصل مستمر وسيتخذون القرارات اللازمة لدعم تحقيق الإنجازات التي بدأوها، معتبرا أن اجتماع منتجي "أوبك" والمستقلين في فيينا نهاية الشهر المقبل سيكون اجتماعا محوريا مهما لتقييم وضع الصناعة وتعزيز الاستقرار في السوق.
إلى ذلك، هبطت أسعار النفط أكثر من 2 في المائة في ختام تعاملات الأسبوع الماضي منهية أطول موجة ارتفاع لخام القياس العالمي مزيج برنت في 16 شهرا، التي استمرت عدة أسابيع، مع عودة المخاوف بشأن فائض المعروض.
وبحسب "رويترز"، فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.4 في المائة، أو ما يعادل، 1.38 دولار، في التسوية إلى 55.62 دولار للبرميل منهية سلسلة من المكاسب استمرت خمسة أسابيع كانت الأطول منذ حزيران (يونيو) 2016، وعلى أساس أسبوعي، خسر برنت 3.3 في المائة.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.50 دولار، أو ما يعادل 3 في المائة، إلى 49.29 دولار للبرميل خلال الجلسة لينهي الأسبوع منخفضا 4.6 في المائة.
وفي الوقت الذي تلاقي فيه أسعار الخام دعما من احتمال تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون آخرون من بينهم روسيا، لا تزال هناك مخاوف بشأن نمو صادرات الخام الأمريكي التي يحفزها خصم كبير لخام غرب تكساس الوسيط إلى أسعار خام برنت، الذي يجعل الخام الأمريكي أكثر قدرة على المنافسة.
وخفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة للأسبوع الرابع في خمسة أسابيع في الوقت الذي توقف فيه تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهرا مع تقليص الشركات لخطط الإنفاق في رد فعل على انخفاض أسعار الخام في الآونة الأخيرة، وأظهرت بيانات بيكر هيوز لخدمات الطاقة أن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية بواقع حفارتين في الأسبوع المنتهي في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) ليصل العدد الإجمالي إلى 748 منصة.
وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 428 حفارة كانت عاملة قبل عام بعد أن عززت شركات الطاقة خطط الإنفاق في وقت سابق من العام في ظل توقعها لارتفاع أسعار الخام في الأشهر المقبلة.
وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي في المتوسط أكثر من 49 دولارا للبرميل منذ بداية 2017 ليتجاوز بكثير متوسط العام الماضي البالغ 43.47 دولار للبرميل.
ورغم أن بعض شركات التنقيب والإنتاج قلصت خطط استثمارها لعام 2017 خلال الأشهر القليلة الماضية جراء انخفاض العقود الآجلة للخام في الآونة الأخيرة، فإنها ما زالت تخطط لإنفاق مزيد من الأموال هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وانخفضت أسعار الخام في ستة من بين الأشهر التسعة الأولى في 2017 وساعد ارتفاع الإنتاج الأمريكي على زيادة التخمة العالمية وتتجه أسعار الخام إلى الانخفاض نحو 5 في المائة منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر).
وسجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبوطا حادا الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين وتراجعت مخزونات نواتج التقطير.
وانخفضت مخزونات الخام ستة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أيلول (سبتمبر)، مقابل توقعات محللين لانخفاض قدره 756 ألف برميل، وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس أن الإدارة أن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما زادت 1.5 مليون برميل.
وتراجع استهلاك مصافي التكرير من الخام 145 ألف برميل يوميا مع انخفاض معدلات التشغيل 0.5 نقطة مئوية بحسب بيانات الإدارة، وزادت مخزونات البنزين 1.6 مليون برميل في حين كان محللون استطلعت آراؤهم قد توقعوا ارتفاعا قدره 1.1 مليون برميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، انخفضت 2.6 مليون برميل مقابل توقعات لهبوط قدره 1.8 مليون برميل، وبشكل عام فقد تراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط 706 آلاف برميل إلى 5.23 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط