الطاقة- النفط

تقرير دولي: السعودية لديها رؤية بعيدة المدى وأكثر ذكاء في التعامل مع سوق النفط

تقرير دولي: السعودية لديها رؤية بعيدة المدى وأكثر ذكاء في التعامل مع سوق النفط

أكد تقرير "أويل برايس" أن السعودية أكثر الدول المنتجة التزاما بتخفيضات الإنتاج في اتفاق "أوبك" والمستقلين لخفض معروض النفط العالمي، كما تقوم المملكة بجهود واسعة لتخفيض الصادرات إلى بعض المشترين حتى إلى أكثر أسواقها مبيعا في آسيا.
وكشف التقرير عن أن الامتثال السعودي الواسع أدى إلى فقدان حصة في أسواق الآسيوية واستفادت من هذه الحصة دول منتجة أخرى مثل روسيا وأنجولا والعراق، ولكن السعودية لديها رؤية بعيدة المدى وأكثر ذكاء في التعامل مع سوق النفط.
ولفت التقرير إلى أنه للوهلة الأولى قد يبدو غريبا أن السعودية تتخلى عن جزء من سوقها الآسيوي المفضل، إلا أن لديها سببين قويين جدا للالتزام بالتخفيضات أولهما "تحفيز" الأعضاء الآخرين على أن يفعلوا نفس الشيء نفسه، وثانيهما الحصول على أعلى تقييم ممكن لـ "أرامكو" السعودية قبل أن يتم الاكتتاب العام في 2018، ما يتطلب العمل على دعم ارتفاع أسعار النفط.
وأشار التقرير إلى وجود معضلة أخرى تواجه السوق وهي أنه كلما ارتفعت أسعار النفط، كان ذلك سيؤدي دون قصد إلى مساعدة الحفارين الصخريين الأمريكيين على إنتاج مزيد من النفط وتحقيق ربح أعلى.
في سياق متصل، مالت أسعار النفط أمس إلى الانخفاض في إطار جنى الأرباح عقب فترة ارتفاعات سعرية قياسية سابقة ونتيجة تأثير ونشاط مجددا من الإنتاج الأمريكي بعد تعافي المصافي.
ويترقب السوق نتائج القمة السعودية الروسية في موسكو والتى ستتطرق إلى عديد من قضايا الطاقة وتنشيط الاستثمارات بعد الإعلان عن تأسيس صندوق مشترك بنحو مليار دولار.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جى إندستري" الألمانية، إن القمة السعودية الروسية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنعقد في أجواء إيجابية ومثالية، حيث شهدت أسعار النفط ارتفاعات جيدة، كما تقلصت المخزونات وتنامى الطلب كما تجيء القمة بالتزامن مع حدث اقتصادي بارز على أجندة الطاقة الدولية وهو منتدى أسبوع الطاقة الروسي والذى يعد محفلا دوليا مهما، وملتقى لكبار الدول المنتجة في أوبك وخارجها، التي تحرص على المشاركة في المنتدى.
وأضاف شيميل أن جهود فنزويلا الحثيثة لتوسعة اتفاق خفض الإنتاج مؤشر جيد على نجاح واستمرارية الاتفاق، فقد دعت كراكاس 12 دولة منتجة أخرى في أمريكا وإفريقيا إلى الانضمام للاتفاق، وهو ما يعني أن الاتفاق بصورته الحالية، التي تضم 24 دولة يحقق تقدما جيدا وأن الأمر سيكون حافزا على انضمام مزيد من المنتجين ومن ثم الوصول إلى سوق مستقرة ومتوازنة بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
ويرى شيميل أن منتدى الطاقة الروسي فرصة لتأكيد وحدة مواقف المنتجين وتفاهماتهم الواسعة وتوافقهم على ضرورة تكثيف جهود التعاون واستعادة التوازن في السوق مهما تطلب الأمر من جهود وتضحيات، مشيرا إلى أن أغلب الوزراء المشاركين أكدوا أنه من غير المستبعد مد العمل بتخفيضات الإنتاج إلى ما بعد مارس المقبل.
ومن جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، أوسكار إنديسنر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، أن العلاقات السعودية الروسية في أفضل حالاتها وأوج نشاطها، وقد شهدنا أخيرا لقاءات عمل مكثفة بين وزيرى الطاقة السعودي والروسي كانت تتم بمعدل كل شهرين أو ثلاثة وكللت هذه الاتصالات بمباحثات لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتلك الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى موسكو، التي تتضمن عديدا من الاتفاقات وضخ رؤوس أموال ضخمة في مشروعات مشتركة للطاقة بين البلدين.
وقال إنديسنر إن فنزويلا تقدمت بعدة مقترحات مهمة خلال مشاركتها في منتدى الطاقة الروسي، ومنها توسعة عضوية اتفاق خفض الإنتاج وإنهاء ربط الدولار بالنفط الخام، حيث دفعتها العقوبات الأمريكية إلى التفكير بالاستعانة بسلة عملات دولية إلى جانب اقتراح آلية لمنع تذبذبات الأسعار ووقف أنشطة المضاربة، لافتا إلى أن الاقتراحات الفنزويلية جيدة ولو تم الأخذ بها سيكون لها انعكاسات إيجابية واسعة على استقرار ونمو الأسواق النفطية.
ومن ناحيته، اعتبرت ماريا جوساروفا المحللة الروسية، أن القمة السعودية الروسية من الأحداث الفارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين وستعطي دفعة قوية للغاية لمشروعات الطاقة المشتركة خاصة في مجالي النفط والغاز ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات انتعاشا إلى جانب زيادة برامج التعاون بين أرامكو والشركات الروسية.
وأضافت لـ"الاقتصادية"، أن إعلان محمد باركيندو الأمين العام لأوبك بأن الاستثمارات عادت إلى قطاع النفط خلال مشاركته في أسبوع الطاقة الروسي أشاع أجواء من الثقة والإيجابية في السوق، خاصة تأكيده أن سوق النفط في طريقه إلى استعادة الاستقرار المستدام وأن اتفاق خفض الإنتاج قطع خطوات جيدة نحو تحقيق أهداف المنتجين.
وتوقعت المحللة الروسية، أن يظهر كثير من المشروعات الواعدة للطاقة إلى النور في الفترة القادمة، خاصة التي تعتمد على برامج الكفاءة المتطورة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي تتوافق مع المعايير البيئية وتهبط بمستوى الانبعاثات الضارة إلى مستويات تقترب من الصفر.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، فقد تراجعت أسعار النفط أمس مع توخي المستثمرين الحذر من أن موجة الصعود التي استمرت معظم الربع الثالث لن تستمر في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.
وبحسب "رويترز"، فقد جرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 50.10 دولار للبرميل، بانخفاض 32 سنتا أو 0.6 في المائة عن التسوية السابقة، ونزل الخام عن 50 دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة، وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 26 سنتا، أو 0.5 في المائة إلى 55.74 دولار للبرميل.
وجاءت الانخفاضات وسط مخاوف من أن تكون موجة صعود السوق في الربع الثالث مبالغا فيها، إذ رفعت سعر برنت في أواخر أيلول (سبتمبر) إلى أعلى مستوياته منذ منتصف 2015.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى "ساكسو بنك" بالدنمارك في توقعات فصلية للمستثمرين "العوامل الأساسية قد لا تكون قوية بما يكفي لدعم استمرار موجة الصعود، خصوصا في السلع الأولية التي تعتمد على النمو مثل النفط".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط