FINANCIAL TIMES

نقطة تحول «ريان إير» تكمن في تحسين العلاقات مع العاملين

نقطة تحول «ريان إير» تكمن في تحسين العلاقات مع العاملين

نقطة تحول «ريان إير» تكمن في تحسين العلاقات مع العاملين

المنظمون، والمطارات، ومراقبو الحركة الجوية، حتى الركاب وجدوا أنفسهم عرضة لخطاب انتقادي منفعل من الرئيس التنفيذي لشركة ريان إير.
يوم الإثنين الماضي، بعد أن قالت شركة الطيران ذات التذاكر منخفضة التكاليف فجأة إنها ألغت ما يصل إلى 2100 رحلة في الأسابيع الستة المقبلة، بسبب مشاكل مع لائحة الطيارين المناوبين، رأى الجمهور مشهدا نادرا: أوليري النادم يرفع يده ويعترف أن ريان إير "أخفقت بشدة".
الاعتراف سيكون مرا مثل العلقم بالنسبة لرئيس طيران ريان إير منذ فترة طويلة الذي سيدخل اجتماع الشركة السنوي في دبلن اليوم.
أنشأت شركته سمعة خلال الأعوام العشرين الماضية بأنها ذات كفاءة من الناحية التشغيلية، مع سجل سلامة جيد وتركيز حاد على التكاليف.
في الشهر الماضي، واجهت سلسلة من المشاكل: إلغاء عدد كبير من الرحلات، ومحكمة أوروبية تحكم ضدها، وعلامات على ثورة المساهمين بسبب الأجور.
استجاب سعر السهم مع انخفاض بنسبة 8 في المائة خلال الأسبوع الماضي، لكن على مستوى العام، لا يزال أعلى بنسبة 32 في المائة، مقارنة بـ 18 في المائة في منافستها طيران إيزيجيت.
جون ستريكلاند، مستشار الطيران القائم في لندن، قال: "لطالما جادل مايكل أن طيران ريان إير تعمل بحسب الأساسيات. ستأخذك في الوقت المحدد، بأمان ومع حقيبتك.
حتى الآن، هذه كانت هي الحال إلى حد كبير. كونها مركزة على العمليات كثيرا، ينبغي أن يكونوا قد عرفوا أن هذا سيحدث".
أما كيف اختلت قائمة مناوبة شركة ريان إير إلى هذا الحد الكبير فمن المرجح أن يكون السؤال الرئيسي من المساهمين اليوم. السؤال الآخر سيكون لماذا لم تنشر شركة ريان إير على الفور قائمة كاملة بالرحلات الملغاة، حيث اختارت إثارة قلق جميع ركابها الـ 18 مليون خلال الأسابيع الستة المقبلة - بدلا من 2 في المائة من المتضررين.
فوضى الإلغاء، التي ستؤثر على 315 ألف مسافر، جاءت في نهاية أسبوع سيئ: قبل يوم من ذلك، واجهت شركة ريان إير ضربة قانونية أثارت الأسئلة حول نموذج توظفيها ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع تكاليف العمالة.
وكانت الشركة قد شرعت بمعركة قانونية لإجبار الموظفين في جميع أنحاء أوروبا على أخذ النزاعات إلى محاكم إيرلندية، لكن الذي حدث هو أن محكمة العدل الأوروبية حكمت أن طاقم الطائرة القائمين في بلدان أخرى يمكنهم متابعة المطالبات القانونية محليا.
في حين أن شركة ريان إير أصرت أنه لن يكون هناك تغيير في ممارستها لتعيين الموظفين في أوروبا بعقود إيرلندية، التي لديها مزايا من حيث الإنتاجية والأجور للشركة، إلا أن محللي الطيران ليسوا مقتنعين.
قال أندرو لوبينرج، المحلل في بنك إتش إس بي سي، "لقد جاء الحكم في وقت مثير للاهتمام، ويمكن أن يضغط على نموذج أعمالهم".
"نقدر أنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 20 في المائة في تكاليف العمالة في شركة ريان إير ويمكن أن يكون له تأثير معقول".
أشار لوبينبرج إلى أن التكاليف الإضافية ذات أهمية، على الرغم من حقيقة أنه استنادا إلى تقديرات بنك إتش إس بي سي، فإن هذا سيخفض صافي الأرباح بنسبة 12 في المائة فقط، وهامش أرباحها المالية من 24 إلى 20 في المائة.
"من الواضح أن الفرق الحقيقي بين شركة ريان إير وشركات الطيران الأخرى في أوروبا هو كيف يديرون شركتهم، وكيف يديرون العلاقات مع اليد العاملة".
"الحكم يمكن أن يؤدي إلى إزالة ميزتهم النسبية. ستبقى شركة قوية، لكن ميزة تكاليفها النسبية على الجميع ستضيق بشكل لا يستهان به".
يبدو أن حكم محكمة العدل الأوروبية، إضافة إلى مسألة تدوير مناوبات الطيارين، يشير إلى مشكلة طويلة الأجل مع تكاليف العمالة.
كإصلاح قصير الأمد، تقدم شركة ريان إير للطيارين مكافأة بقيمة 12 ألف يورو للذين يتنازلون عن أيام إجازاتهم ويبقون مع شركة الطيران لمدة عام.
أوليري أخبر المحللين يوم الإثنين الماضي، أن شركة ريان إير ستنفق ما بين 20 مليونا و30 مليون يورو خلال العام المقبل لتعيين المزيد من الطيارين.
وقال إنه سيكون عليها زيادة الأجور في بعض البلدان - بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة وإيرلندا - حيث الشركات المنافسة تتنافس على الطيارين فيها.
خسرت شركة ريان إير 140 طيارا لمصلحة شركة الطيران النرويجية المنافسة منخفضة التكاليف منذ بداية العام.
واعترف أن شركة ريان إير لديها نقص في رتبة الضابط الأول من ذوي الخبرة الجاهزين للترقية لرتبة كابتن. بعض مشاكل الموظفين ربما يكون من الصعب حلها. قال أحد الطيارين في شركة ريان إير إن الطيارين قد عانوا بما فيه الكفاية.
"هناك استياء كبير ضمن الطيارين، مفادها أن زيادات الأجور قد لا تكون حتى كافية".
وقال إن أكثر من 100 طيار سوف يجتمعون اليوم في ستانستيد لمناقشة ظروف العمل. هذا سيتبع اجتماعا للطيارين في دبلن هذا الأسبوع.
في حين أن أوليري يصر على أن شركة ريان إير ليس لديها نقص في الطيارين، مشيرا إلى نمو في عددهم إلى 4200 وقائمة انتظار تبلغ 2500، إلا أن من الواضح أنهم لا يبقون مع شركة الطيران للفترة التي كانوا يفعلونها فيما مضى.
بيانات شركة ريان إير السنوية المقدمة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تظهر أن متوسط مدة عمل الطيار كانت أربعة أعوام اعتبارا من آذار (مارس) من عام 2017. هذا انخفض عن المتوسط البالغ 5.2 عاما في عام 2014.
في الفترة نفسها، فإن عدد الطيارين الذين وظفتهم شركة الطيران ارتفع إلى 4058، من 2665 في عام 2014.
في حين أنه يمكن أن تكون هناك أزمات في المستقبل، إلا أن المحللين يدركون أن طيران ريان إير من المرجح أن تحتفظ بمكانتها القوية في الصناعة.
قال جيرالد كو، المحلل في ليبيروم: "هذا لن يغير من حقيقة أنهم سيواصلون تقديم بعض الرحلات الأرخص للمسافرين. هذا لن يعطل الأسس طويلة الأمد لأعمال الشركة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES