اتصالات وتقنية

الاستثمار في تقنيات الأمن الإلكتروني أولوية قصوى للشركات في السعودية

الاستثمار في تقنيات الأمن الإلكتروني أولوية قصوى للشركات في السعودية

بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت المملكة خلال هذا العام مثل هجمات فايروس "شامون" و"وأنا كراي" دق ناقوس الخطر في أروقة الشركات العاملة في المملكة لأخذ الاحتياطات اللازمة لتأمين أنظمتهم، حيث إن ثلثي صناع القرار في قطاع تقنية المعلومات في المملكة يصنفون الأمن الإلكتروني كأولوية قصوى بالنسبة لأعمالهم في مجال تقنية المعلومات.
فقد أشارت شركة «في إم وير»، العاملة في مجال البنى التحتية السحابية والأعمال المتنقلة، إلى أن ثلثي صناع القرار في قطاع تقنية المعلومات في المملكة يصنفون الأمن الإلكتروني كأولوية قصوى بالنسبة لأعمالهم في مجال تقنية المعلومات>ومع ذلك، فإن المستويات الحالية للاستثمار في مجال الأمن الإلكتروني قد لا تفي وحدها بالمطلوب، فما زال نحو نصف المؤسسات السعودية تتوقع التعرض لهجوم إلكتروني التي تقدر نسبتها بـ 46 في المائة، وهي النسبة التي تعتبر ثلاثة أضعاف ما أشار إليه المشاركون في هذه الدراسة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا مجتمعين حيث لم تتجاوز نسبتهم 16 في المائة.
وبرغم سعي المؤسسات في المملكة إلى تعزيز قدرتها التنافسية على صعيد الأعمال الرقمية تماشيا مع "رؤية السعودية 2030"، إلا أن محاولات ربط تطبيقاتها وأجهزتها بالشبكات يعرضها لمزيد من التهديدات الإلكترونية المعقدة، بدءا من البرمجيات الخبيثة وصولا إلى التهديدات المتطورة والمتواصلة.
وأشارت نتائج دراسة أجرتها شركة «في إم وير» إلى أن ثلثي المؤسسات السعودية التي تقدر نسبتها بـ 64 في المائة تصنف الأمن الإلكتروني كأولوية قصوى بالنسبة لأعمالها في مجال تقنية المعلومات، حيث عززت شركات المنطقة من تمويلها لحلول الأمن الإلكتروني على صعيد حلول النسخ الاحتياطي للبيانات بنسبة 74 في المائة، والتشفير بنسبة 66 في المائة، ومراقبة التهديدات بنسبة 64 في المائة، وجدران الحماية بنسبة 60 في المائة.
ويتفق الخبراء على أن تدريب الموظفين على الأمن الإلكتروني أمر في غاية الأهمية أيضا، فأكثر من نصف المشاركين في الدراسة من السعوديين بنسبة 52 في المائة، أشاروا إلى أن تهديد الهجمات الإلكترونية ينعكس تأثيرها بشكل "عالٍ" أو "عالٍ جدا" على معدل الاستثمار في التكنولوجيا، وذلك دون وجود وعي أو ثقافة، ونتيجةٍ لذلك، فإن أبرز التهديدات على صعيد المملكة تتمثل في استخدام الخدمات السحابية التقنية غير المعتمدة بنسبة 44 في المائة، واستخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل بنسبة 42 في المائة، والموظفين بنسبة 40 في المائة.
من جهته قال أحمد عودة، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة «في إم وير»: "انتقلت نقاشات الأمن الإلكتروني من على طاولة فريق عمل تقنية المعلومات إلى طاولة مجلس الإدارة، حيث تقع على عاتق كل موظف مسؤولية حماية المؤسسة من التهديدات الإلكترونية. وتعتبر المؤسسات السعودية من بين المؤسسات الرائدة على المستوى الإقليمي في إدراك مدى أهمية وضع استراتيجيات أمنية إلكترونية متكاملة من النهاية إلى النهاية. ومن خلال تعزيز مستوى الأمن على امتداد السحابة، والأجهزة المتنقلة، ومراكز البيانات، يصبح بإمكان مدير المعلوماتية إدراج الأمن ضمن البنية التحتية لتقنية المعلومات، وإبقاء الموظفين على اطلاع على أحدث وأفضل السبل والممارسات لحماية بياناتهم. كما أن عزمنا على افتتاح مكتب جديد لنا في مدينة الرياض سيمكننا من تقديم خدمة أفضل لعملائنا في المملكة العربية السعودية، ونحن نتطلع قدما لهذا الافتتاح في وقت لاحق من هذا العام".
وفي سياق متصل كشفت شركة كاسبرسكي لاب المتخصصة في مكافحة وتحليل الهجمات الإلكترونية، أن 60 في المائة من المؤسسات في المملكة استهدفت خلال الـ 12 شهرا الماضية، بهجمات الفيروسات والبرامج الضارة.
وحملت الدراسة التي استعرضت خلال ورشة عمل عقدت الأسبوع الماضي في الرياض برعاية مركز الأمن الإلكتروني، التابع لوزارة الداخلية، عنوان "الأمن تكنولوجيا المعلومات لعام 2017"، ومما جاء في نتائجها أن 41 في المائة ممن شملتهم الدراسة يوافقون على أهمية التطوير للتعامل مع التهديدات التي تواجهها مؤسساتهم على وجه التحديد. وكانت الهجمات الموجهة دائما تتطلب الوعي والمعرفة الكاملة بها من قبل المؤسسات في المملكة، ويعتقد 41 في المائة ممن شملتهم الدراسة أن مؤسساتهم بحاجة إلى أدوات أفضل للكشف عن "التهديدات المتقدمة المستمرة" والتعامل مع تلك الهجمات المستهدفة.
وذكر كاسبرسكي لاب مكسيم فرولوف المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أن رؤية المؤسسات من القطاع العام والخاص وهي تأخذ زمام المبادرة للاستعداد وزيادة الوعي في الأمن الإلكتروني الذي يحتاجون إليه يعد أمرا إيجابيا للغاية، ونرى حاليا الخطوات الكبيرة التي تتخذها مؤسسات القطاع العام في رحلات التحول الرقمي، بهدف مواءمة مخرجاتها مع الخطة الاستراتيجية والمستقبلية للمملكة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية