Author

.. وابتهج الوطن

|
ثلاثة أحداث مهمة عشناها خلال الأسبوع الماضي، وكلها كانت تجسد المسيرة العظيمة لتتابع المنجزات الوطنية في كل المجالات، كانت الأولى هي تلك الأفراح العارمة التي شهدتها كل المدن السعودية احتفالا باليوم الوطني. احتفل الملايين في مؤسساتهم ومدارسهم ومنازلهم بعفوية طاغية تجسد الحب الفطري لأبناء هذا الوطن لوطنهم وقيادتهم الكريمة التي تعمل ليل نهار من أجل راحتهم، وهؤلاء المواطنون الذين خرجوا للاحتفال في كل مكان لم تجبرهم أجهزة الأمن ولم تتبعهم العناصر الاستخباراتية أو الأمنية كما كان يحدث في بعض الدول القمعية، بل دفعهم الحب والولاء الصادق والتفاخر بهذا الوطن الذي حقق كثيرا من منجزات التنمية والرفاهية والأمن، فكان التعبير والوفاء والعرفان لما تحقق من نهضة مباركة. ولم تكد الأفراح الوطنية تنتهي حتى صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بإتاحة المجال للمرأة السعودية بالسماح لها بقيادة السيارة لينهي كثيرا من الجدل ويعطي المرأة الفرصة لتشارك في مسيرة التنمية. وقد كانت ردة الفعل تعكس ما وصل إليه المجتمع من نضج علمي وثقافي، وكانت الأغلبية مؤيدة لهذا القرار، ومن صور التأييد التي حفل بها القرار ما رصد في مواقع "التواصل الاجتماعي" من احتفاء ومشاركات إيجابية واقتراحات بناءة لتسهيل تنفيذ القرار بعد عشرة أشهر كما نص المرسوم الملكي. ففي موقع "تويتر" مثلا شارك أكثر من 400 ألف مغرد خلال الـ24 ساعة الأولى لإعلان القرار بأكثر من مليون ونصف المليون تغريدة كانت نسبة التأييد 77 في المائة. حتى المعارضون فكثير منهم كانت ردة فعله عبر النقاش والحوار العقلاني واختفت تلك الآراء المتشنجة والخطب العنترية التي تهدف للاستعراض وكسب صوت الجماهير. لقد كان النضج الاجتماعي والوعي الثقافي رهانا ناجحا في صناعة القرار، وهذا أمر طبيعي للمجتمعات الحية المتفاعلة التي ودعت زمن الجمود والصوت الواحد والرأي الواحد. وقد عزز هذا النجاح أمر آخر من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بإعداد نظام لمكافحة "التحرش" واعتماده خلال 60 يوما وهو من المطالب التي كانت تتردد من كثير من المهتمين بالشأن الاجتماعي، وخطوة قوية نحو تعزيز هيبة الدولة وسلطة القانون وردع ضعاف النفوس والمتربصين. وقد أعطى هذا الأمر الطمأنينة لكثير ممن يتوجسون من ضعف التطبيق أو استغلال قيادة المرأة في مآرب أخرى. لقد كان أسبوعا مبهجا يعكس بوضوح الخطوات الثابتة لهذا الوطن العظيم وهو يسير نحو مزيد من الخطوات الواثقة التي تعزز حضور أبنائه في البناء والتنمية وتحقيق مزيد من الرفاهية والأمن والاستقرار. دمت عظيما شامخا يا وطني.
إنشرها