أخبار اقتصادية- عالمية

ضغوط «بريكست» تهيمن على المؤتمر السنوي لحزب ماي

ضغوط «بريكست» تهيمن على المؤتمر السنوي لحزب ماي

عقد حزب المحافظين، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مؤتمره السنوي أمس، الذي تهيمن عليه هذا العام جدالات بشأن قيادة ماي والانقسامات حيال "بريكست".
وبعد أربعة أشهر من خسارتها أغلبيتها البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي جرت في حزيران(يونيو)، لا تزال قبضة ماي على السلطة ضعيفة. وفي بروكسل، تسير مفاوضات بريكست بوتيرة بطيئة للغاية، فيما لا يزال الوزراء في الداخل غير متفقين على شكل مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وبحسب "رويترز"، فقد أقرت ماي قبيل وصولها إلى مانشستر (شمال غرب) بالأداء "المخيب" في الانتخابات، إلا أنها أكدت أن لديها برنامجا تنوي الاستمرار فيه، فيما يتوقع أن يركز المؤتمر على مسألة السكن.
وقالت ماي: "نعم، علينا التوصل إلى أفضل اتفاق بشأن بريكست.. ولكن علينا كذلك التحرك هنا في الداخل لجعل هذا البلد منصفا للعاملين العاديين"، إلا أن المعلقين سيراقبون من كثب بروز أي مؤشرات تمرد، لا سيما من قبل بوريس جونسون وزير الخارجية الذي ستتركز الأنظار عليه.
ورأى عديد في قراره عرض رؤيته بشأن انفصال تام عن الاتحاد الأوروبي، قبل أيام فقط من خطاب ماي المهم عن "بريكست" الذي ألقته في إيطاليا، تحديا لسلطتها، ويعتقد سايمون أشروود خبير السياسة من "جامعة ساري"، أن ماي بحاجة إلى المضي قدما في المؤتمر دون تعرض موقعها إلى مزيد من الاهتزاز.
وضمَّنت ماي خطابها في مدينة فلورنسا الإيطالية عددا من التنازلات، ما ساعد على تحريك محادثات بريكست التي كانت عالقة، ومع ذلك، يستبعد أن يكون ذلك كافيا لتحريك المفاوضات المرتبطة بشق العلاقات التجارية في وقت لاحق هذا الشهر.
ولكن دعوتها لفترة انتقالية مدتها عامان، تساهم بريطانيا خلالهما في ميزانية الاتحاد الأوروبي، فشلت في تهدئة السجالات الداخلية بين أعضاء حكومتها.
وأثارت دعوتها كذلك حربا كلامية جديدة في الصحف بين حلفاء بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني، وفيليب هاموند وزير المالية، الذي يخشى من الانعكاسات السلبية التي قد يتسبب فيها انسحاب قاس من التكتل على الاقتصاد.
وكان وليام هيج زعيم المحافظين السابق بين الداعين إلى التهدئة، محذرا من أن المستفيد الوحيد من الانقسامات هو زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، إلا أن جونسون استغل مقابلة عشية المؤتمر ليصعد الضغط مجددا، إذ أعطى تفصيلا بشأن "خطوطه الحمر فيما يتعلق ببريكست"، مؤكدا خصوصا ضرورة تقليل مدة الفترة الانتقالية.
وقال جونسون لصحيفة "ذي صن" الشعبية إن: "أكثر الناس لا يمكنهم فهم ماهية هذه الجدالات. لقد انسحبنا. صوتنا لأجل ذلك العام الماضي، فلنمض به"، أما ماي فنفت تقارير تشير إلى أنها تشعر بأنها مهددة من قبل وزير خارجيتها، وأشارت عبر شبكة "بي بي سي" إلى أن بوريس يدعم بشكل تام خطاب فلورنسا.
وكانت ماي دعت إلى الانتخابات في محاولة لتعزيز غالبيتها، إلا أنها خسرت مقاعد ما تركها تعتمد على حزب صغير من إيرلندا الشمالية للبقاء في الحكومة، ومع مرور الأسابيع دون أي تحد لقيادتها، ازدادت ثقتها وباتت تؤكد أنها ترغب بخوض انتخابات عام 2022 كرئيسة للوزراء.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "يوجوف" لجريدة "ذي تايمز" هذا الأسبوع أن 71 في المائة من المشاركين يرون أن أداءها جيد، رغم أن 29 في المائة فقط يعتقدون أن بإمكانها الاستمرار لخوض انتخابات عام 2022.
وصب غياب خلف واضح لماي في مصلحتها وعلق أشروود إن: "كراهيتها شيء، ووجود بديل مفضل عليها أمر آخر"، إلا أن تدخل جونسون في مسألة بريكست لا يبدو أنه تسبب له بأي ضرر فقد تصدر في استطلاع "يوجوف" لائحة الشخصيات التي يمكن أن تخلف ماي بنسبة 23 في المائة، فيما وصفه 56 في المائة بالزعيم الجيد.
وعشية المؤتمر، صرحت ماي لـ "صنداي تلغراف" أنها تنوي إصلاح نظام أقساط الجامعات ودفع عشرة مليارات جنيه استرليني (13.4 مليار دولار) لمساعدة مشتري العقارات لأول مرة في محاولة لجذب الناخبين الشباب الذين صوتوا لمصلحة حزب العمال خلال الانتخابات الأخيرة، مضيفة في مقابلتها مع "بي بي سي"، أنها تأسف لأن النتيجة لم تكن كما أردناها جميعا، مشددة على أنه يتعين الإصغاء إلى الناخبين وإلى الرسائل التي يوصلونها إلينا.
من جهة أخرى، أظهر مسح نشرت نتائجه أمس أن نمو القطاع الخاص في بريطانيا تباطأ قليلا في الثلاثة أشهر حتى أيلول (سبتمبر)، لكن معظم الشركات متفائلة بشأن الآفاق في الثلاثة أشهر المقبلة.
وهبط مؤشر اتحاد الصناعات البريطانية الشهري لإنتاج شركات الصناعات التحويلية والتجزئة والخدمات إلى +11 انخفاضا من +14 في الثلاثة أشهر حتى آب (أغسطس).
وقال رين نيوتون سميث كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد: "تماسك نمو الاقتصاد خلال فصل الصيف، وإن كانت وتيرته أبطأ قليلا عما توقعته شركات كثيرة"، وذكر اتحاد الصناعات أن النمو تباطأ في المصانع وتلاشى في شركات الخدمات. وكان التوزيع هو القطاع الوحيد الذي شهد تسارعا في النمو عقب أداء قوي من شركات التجزئة.
ورغم تباين القراءات، فقد زادت توقعات الإنتاج بشكل عام للثلاثة أشهر المقبلة إلى +18 مرتفعة نقطتين عن آب (أغسطس)، ومن المستبعد أن يؤثر مسح اتحاد الصناعات البريطانية في بنك إنجلترا المركزي الذي يبدو أنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة قريبا طالما استمر نمو الاقتصاد وارتفاع الأسعار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية