الطاقة- النفط

تقرير دولي يشكك في «ذروة وشيكة» للطلب العالمي على النفط

تقرير دولي يشكك في «ذروة وشيكة» للطلب العالمي على النفط

حذر تقرير "ذا إنرجي كولكتيف" الدولي المتخصص في صناعة الطاقة من الحديث عن ذرورة وشيكة في مستويات الطلب العالمي على النفط معتبرا أن هذا الأمر غير صحيح كما أنه يؤثر بشكل سلبي كبير في الاستثمارات الجديدة وغيرها من القرارات الإنتاجية.
وأوضح التقرير الدولي أن ما تردد عن قرار الصين بشأن حظر السيارات التي تحرق البنزين والديزل غير معروف بدقة توقيته ويجب ألا يؤثر في تقديراتنا لذروة الطلب العالمي على النفط حيث إن التوقيت هذه الذروة غير مؤكد وغير معروف كليا.
ولفت التقرير إلى أن الحكومة البريطانية أعلنت قبل بضعة أشهر أنها ستحظر سيارات البنزين والديزل الجديدة، ابتداء من عام 2040، مشيرا إلى أن هذا التحرك سيستبعد السيارات الهجينة على الأرجح، ويبدو الآن أن الصين تستعد لإصدار حظر مماثل.
وأضاف تقرير "ذا إنرجي كولكتيف" أنه على الرغم من أن بكين تمثل ما يقرب من 30 في المائة من المبيعات العالمية للسيارات الجديدة، وعلى الرغم أيضا من قيادة الصين لخطط واقتصاديات تطوير صناعات الوقود والسيارات في العالم، إلا أنه من غير الواضح أن هذا من شأنه أن يؤدي مباشرة إلى الوصول إلى "ذروة الطلب"على النفط.
وأوضح التقرير أن فكرة ذرورة الطلب أو العرض مهيمنة على أذهان المعنيين بصناعة النفط على مدى العقود الماضية بسبب تصور غير دقيق عن أن كمية النفط في القشرة الأرضية على وشك النفاذ، كما أن هناك تصورا آخر متعلق بالطلب يتوقع تحول المستهلكين إلى موارد طاقة أخرى، وجميعها تصورات غير صحيحة.
ويرى التقرير أن القراءة الموضوعية للسوق تؤكد أن شركات البترول ودول أوبك سيواصلان مستويات الإنتاج الحالى، ناهيك عن مواصلة الزيادة كل عام لتلبية احتياجات المستهلكين نظرا لبقاء النفط مهيمنا على مزيد الطاقة العالمي لعقود مقبلة.
في سياق متصل، توقع مختصون نفطيون أن تواصل أسعار الخام مكاسبها السعرية في الأسبوع الحالي بعد أن اختتمت الأسبوع الماضي على تحقيق أعلى مستوى في الربع الثالث منذ عام 2004.
ونوه المختصون إلى أن العوامل الجيوسياسية في السوق خاصة بعد توتر العلاقات بين العراق وتركيا من جانب وكردستان من جانب آخر - بعد انفصال الأخيرة عن العراق- أدت إلى تعزيز ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية خاصة بعد اتفاق تركيا والعراق على عرقلة صادرات النفط الخام من كردستان.
وتتلقى الأسعار دعما من تعافي المصافي الأمريكية خاصة بعد عودتها إلى العمل بكامل طاقاتها تقريبا عقب احتواء الآثار السلبية للإعصارين هارفي وإيرما وأدى ذلك إلى عودة انتعاش الطلب على النفط لتلبية احتياجات المصافي.
وتسربت مخاوف محدودة إلى السوق جراء عودة نمو الحفارات النفطية الأمريكية علاوة على بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تؤكد ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الخام إلى 29.4 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) بزيادة 141 ألف برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، أوضح لـ "الاقتصادية"، أندرياس جيني مدير شركة "ماكسويل كوانت" للخدمات النفطية، أن أسعار النفط مرشحة لتحقيق مزيد من المكاسب بسبب أجواء التعافي والثقة في جهود المنتجين التي أدت إلى مكاسب في الأسعار بنحو 9 في المائة على مدار الشهر الماضى، كما واصلت الأسعار مكاسبها للأسبوع الرابع على التوالي.
وأشار جيني إلى أن تجدد الطلب في المصافي الأمريكية بعد التعافي من تداعيات الإعصارين سيكون له دور رئيس في تعزيز فرص نمو الأسعار خاصة أن أغلب المصافي الأمريكية عادت إلى العمل بمستويات تقترب من الطبيعي وزادت احتياجاتها إلى الخام.
ويعتقد جيني أن إصرار المنتجين في أوبك وخارجها على تحقيق أقصى درجات الالتزام بخفض الإنتاج يقلص بشكل ملحوظ من المعروض العالمي ويساعد على سرعة تجاوز أزمة تخمة المعروض التي هيمنت على الأسواق على مدى أكثر من ثلاث سنوات.
ومن جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، إن التفاهمات بين تركيا والعراق على السماح فقط لصادرات الحكومة المركزية بعبور الأراضى التركية سيكون له أثر واضح في تقليل الصادرات خاصة مع إصرار تركيا على وقف خطوط التصدير القادمة من كردستان بعد إعلان انفصالها عن العراق.
وأضاف جرلاخ أن العوامل الجيوسياسية عامة وانفصال كردستان بصفة خاصة يجدد التوتر في أهم منطقة إنتاج الخام في العالم وهو ما يعني زيادة المخاوف على الإمدادات ومن ثم ارتفاع متوال في مستوى أسعار النفط.
وأفاد رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن توقعات أوبك ووكالة الطاقة الدولية بتسجيل زيادة في الطلب خلال الشهور المقبلة بنحو مليوني برميل يوميا يدعم بشكل كبير تحقيق مستويات جيدة من الأسعار ويعجل بتوازن العرض والطلب خاصة في ضوء الجهود الحثيثة التي يقوم بها المنتجون التقليديون لتقييد المعروض.
من جانبها، أكدت لـ "الاقتصادية"، شيكاكو أشيجورو عضو الفريق البحثي في شركة "أوساكا" للغاز، أن الاتفاق العراقي التركي على ما يسمي "تحييد كردستان نفطيا" سيواجه كثيرا من الصعوبات في التطبيق وسيؤدي إلى تصاعد التوتر في المنطقة خاصة أن إقليم كردستان يعتمد على النفط بشكل رئيس وربما يكون الصراع على النفط أحد مسببات الانفصال.
وأوضحت أشيجورو أن ارتفاع نسبة امتثال المنتجين في أوبك وخارجها – وفق أحدث البيانات – إلى 116 في المائة هو مؤشر على زيادة فاعلية وتأثير اتفاق خفض الإنتاج مشيرة إلى أن محاولات دمج نيجيريا وليبيا ستسفر عن تقدم جيد في تطبيق خفض الإنتاج منوهة إلى إعلان الإمارات أيضا بتخفيض إنتاجها بشكل كبير في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للوفاء بحصتها في خفض إنتاج النفط.
وأثار حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أمس قضية تسلم الحكومة المركزية في بغداد لإيرادات حقول النفط في كردستان قائلا إن الأموال ستستخدم في دفع رواتب الموظفين المدنيين الأكراد.
ويعد السعي للسيطرة على إيرادات النفط في إقليم كردستان شبه المستقل أحد أركان استراتيجية العبادي بعد الاستفتاء الكردي على الاستقلال، وكتب العبادي، الذي يرفض إجراء أي محادثات مع الأكراد بشأن الاستقلال، على تويتر: "الحكومة الاتحادية مستعدة للسيطرة على عائدات النفط لدفع رواتب موظفي (إقليم كردستان) كاملة".
ومن غير الواضح ما إذا كان لحكومة بغداد القدرة على السيطرة على إيرادات النفط في إقليم كردستان في شمال العراق الذي احتفظ لنفسه على مدى سنوات بالإيرادات ودفع الرواتب، وأبلغت تركيا العراق بأنها ستتعامل فقط مع حكومته فيما يتعلق بصادرات النفط الخام، ويجري تصدير النفط الخام الكردي إلى أسواق العالم من خلال خط أنابيب يصل إلى الساحل التركي على البحر المتوسط.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في ختام الأسبوع الماضي بعد موجة صعود بفعل عدم الاستقرار الجيوسياسي في إقليم كردستان العراق الذي ساعد برنت على تحقيق أقوى أداء في الربع الثالث منذ عام 2004.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 13 سنتا، أو ما يعادل 0.2 في المائة، في تسوية التعاملات إلى 57.54 دولار للبرميل محققا مكاسب فصلية في الربع الثالث بنحو 20 في المائة، وعلى أساس أسبوعي ارتفع 1.2 في المائة.
وبلغ العقد أعلى مستوى في أكثر من عامين في وقت سابق من هذا الأسبوع وهو ما نتجت عنه مكاسب للأسبوع الخامس، وهذا الأداء هو أطول موجة صعود أسبوعية منذ حزيران (يونيو) 2016.
وارتفع الخام الأمريكي 11 سنتا في التسوية إلى 51.67 دولار للبرميل في أقوى ربع ثالث منذ عشر سنوات وأطول موجة من المكاسب الأسبوعية منذ كانون الثاني (يناير)، وارتفع الخام الأمريكي نحو 2 في المائة على أساس أسبوعي.
وكانت المخاوف بشأن المخاطر على تلك الإمدادات ساعدت على دعم النفط الذي بلغ هذا الأسبوع نحو 60 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في أكثر من عامين، وقال كارستن فريتش المحلل لدى "كومرتس بنك" في فرانكفورت، "من غير الممكن توقع التوصل إلى حل سريع للأزمة، وهو الأمر الذي من المفترض أن يستمر في دعم أسعار النفط".
وتلقت أسعار النفط الدعم هذا الشهر من تجدد الطلب المتوقع من المصافي الأمريكية التي استأنفت العمل بعد الإغلاق الناتج عن الإعصار هارفي، ولكن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ارتفع هذا الشهر بواقع 50 ألف برميل يوميا وفق ما أظهره مسح نشرت نتائجه أول أمس في الوقت الذي زادت فيه صادرات العراق وإنتاج ليبيا.
وخلص المسح إلى أن مستوى التزام "أوبك" بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بشأن خفض الإمدادات انخفض إلى 86 في المائة في أيلول (سبتمبر) مقارنة بـ 89 في المائة في آب (أغسطس).
وواصلت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم تحمل الجزء الأكبر من تخفيضات "أوبك" من خلال ضخ إمدادات دون المستوى المستهدف لها، وتظهر زيادة إمدادات العراق أن التوتر السياسي بشأن استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق لم يؤثر في صادرات البلاد من الخام.
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية مزيدا من حفارات النفط لأول مرة في الأسابيع السبعة الأخيرة الأسبوع الماضي وإن كان عدد الحفارات قد انخفض للشهر الثاني على التوالي وسجل أكبر هبوط شهر وفصلي منذ الربع الثاني من 2016.
وزادت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة خلال الأسبوع الأخير للمرة الأولى في سبعة أسابيع بعد توقف تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهرا في آب (أغسطس) الماضي حيث تتجه أسعار النفط إلى تسجيل أفضل أداء في الربع الثالث منذ عشر سنوات.
بيد أن عدد حفارات النفط الأمريكية انخفض للشهر الثاني على التوالي وسجل أكبر هبوط شهري وفصلي منذ الربع الثاني من عام 2016، وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن الشركات زادت عدد منصات الحفر النفطية بواقع ست حفارات في الأسبوع المنتهي في 29 أيلول (سبتمبر) ليصل العدد الإجمالي إلى 750 منصة.
وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشرا مبكرا على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 425 حفارة كانت عاملة قبل عام حيث وضعت شركات الطاقة خطط إنفاق طموحة لعام 2017.
وفي أيلول (سبتمبر)، انخفض عدد الحفارات بواقع تسع منصات بعد أن انخفض بواقع سبع منصات في آب (أغسطس)، وهذا ثاني خفض شهري على التوالي منذ أيار (مايو) 2016 الذي استأنف نشاط الحفر تعافيه خلاله بفضل ارتفاع أسعار الخام.
وانخفض عدد الحفارات بواقع ست منصات في الربع الثالث في أول تراجع خلال فترة ثلاثة أشهر منذ الربع الثاني من 2016، وارتفع الخام الأمريكي إلى نحو 52 دولارا للبرميل هذا الأسبوع بسبب مخاوف تتعلق بالإمدادات من بينها اتفاق عالمي لخفض الإنتاج.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 9 في المائة منذ بداية الشهر في أكبر زيادة شهرية منذ نيسان (أبريل) 2016 بعدما تراجعت في خمسة من الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك انخفاض بنحو 6 في المائة في آب (أغسطس) بفعل زيادة الإنتاج الأمريكي على نحو أضاف إلى التخمة العالمية في المعروض.
من المتوقع أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأمريكي للشهر العاشر على التوالي في تشرين الأول (أكتوبر) ليسجل 6.1 مليون برميل يوميا، وتتوقع دانييلا كورسيني الخبيرة الاقتصادية المعنية بسوق السلع الأولية لدى "إنتيسا سان باولو"، أن يظل ارتفاع إنتاج النفط الصخري وإنتاج ليبيا ونيجيريا هو الخطر الرئيس الذي يهدد جهود أوبك لتقييد المعروض العالمي.
وأضافت كورسيني: "في ضوء تأثره بأسعار العقود الآجلة الأمريكية، سيمثل النفط الصخري أكثر الأدوات فاعلية في عملية استعادة التوازن وسيسهم في إبقاء أسعار الخام داخل نطاق ضيق نسبيا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط