الطاقة- النفط

النفط يقفز 9 % في سبتمبر مدعوما بتحسن آفاق الطلب

النفط يقفز 9 % في سبتمبر مدعوما بتحسن آفاق الطلب

قفزت أسعار النفط 9 في المائة خلال الشهر الجاري، وجاءت مكاسب الأسعار، ومعظمها في فترة الأسبوعين ونصف الأسبوع الماضية، مع توقع المتعاملين لتجدد الطلب من المصافي الأمريكية التي تستأنف عملياتها بعد إغلاقات تسبب فيها الإعصار هارفي.
وبحسب "رويترز"، فقد تباينت أسعار النفط، أمس، لكن برنت والخام الأمريكي حققا مكاسب أسبوعية مجددا مع مراهنة المستثمرين على أن الجهود الرامية إلى تقليص تخمة المعروض العالمي تحقق نجاحا وأن آفاق الطلب تتحسن.
وتراجع الخام الأمريكي ثمانية سنتات إلى 51.48 دولار للبرميل، بعدما ارتفع قليلا في وقت سابق، وسجل الخام رابع مكاسبه الأسبوعية على التوالي وصعد 9 في المائة على مدى الشهر الحالي، وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت سنتا واحدا إلى 57.42 دولار للبرميل، محققا خامس مكاسبه الأسبوعية.
وخارج الولايات المتحدة، أشار كبار منتجي النفط في العالم أيضا إلى أنهم سيلتزمون بتخفيضات الإنتاج للحد من المعروض، وأظهر مسح أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ارتفع هذا الشهر بمقدار 50 ألف برميل يوميا مع زيادة صادرات العراق وارتفاع الإنتاج في ليبيا المعفاة من اتفاق خفض الإمدادات.
وخلص المسح إلى أن مستوى التزام "أوبك" بالتعهدات التي قطعتها على نفسها بشأن خفض الإمدادات انخفض إلى 86 في المائة في أيلول (سبتمبر) مقارنة مع 89 في المائة في آب (أغسطس).
وواصلت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم تحمل الجزء الأكبر من تخفيضات "أوبك" من خلال ضخ إمدادات دون المستوى المستهدف لها، وتظهر زيادة إمدادات العراق أن التوتر السياسي بشأن استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق لم يؤثر على صادرات البلاد من الخام.
ويتلقى النفط دعما من تهديدات تركيا بوقف خط أنابيب من إقليم كردستان العراق بعد استفتاء صوت فيه الأكراد بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال، وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن تركيا تعهدت بعدم التعامل إلا مع حكومة بغداد فيما يتعلق بالخام.
ويأتي أغلب النفط الذي يتدفق عبر خط أنابيب من العراق إلى تركيا من كردستان العراق وسيتسبب وقف الصادرات في ضرر بالغ لحكومة الإقليم التي تعتمد على مبيعات النفط الخام في كل عائداتها من العملة الصعبة تقريبا.
وحتى الآن لا يزال خط الأنابيب يعمل بصورة طبيعية على الرغم من التهديدات التركية بفرض عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، لكن المسؤولين الأتراك كثفوا الضغط على الأكراد,
ويقول مسؤولون أكراد، إن بإمكانهم تحمل أي حصار اقتصادي لأن لديهم اكتفاء ذاتيا فيما يتعلق بتوليد الكهرباء وإمدادات الوقود، ولديهم أيضا أراضٍ زراعية خصبة.
وكانت المخاوف بشأن المخاطر على تلك الإمدادات ساعدت في دعم النفط الذي بلغ هذا الأسبوع نحو 60 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى في أكثر من عامين، وقال كارستن فريتش المحلل لدى "كومرتس بنك" في فرانكفورت، "من غير الممكن توقع التوصل إلى حل سريع للأزمة، وهو الأمر الذي من المفترض أن يستمر في دعم أسعار النفط".
وفي إطار الاتفاق مع روسيا والدول الأخرى غير الأعضاء في "أوبك"، تقلص المنظمة إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) 2017 وحتى آذار (مارس) من العام المقبل.
وخلص المسح إلى غياب مزيد من الزيادات الكبيرة في الإنتاج في نيجيريا أو ليبيا المعفاتين من خفض الإنتاج، وساعدت الزيادة في إنتاج ليبيا ونيجيريا على ارتفاع الإنتاج إلى أعلى مستوى في 2017 خلال تموز (يوليو) ما يضاف إلى مهمة "أوبك" المتمثلة في محاولة تقليص الفائض في المعروض من الخام.
وضخت ليبيا إمدادات إضافية بلغ حجمها 50 ألف برميل يوميا هذا الشهر مع استئناف العمل في حقل الشرارة النفطي بعد إغلاق خط أنابيب، لكن الإنتاج ما زال متقلبا وظل في أيلول (سبتمبر) في المتوسط دون مستويات تتجاوز المليون برميل يوميا جرى تسجيلها في وقت سابق من هذا العام.
وانخفض إنتاج نيجيريا 30 ألف برميل يوميا، وأعلن مشروع رويال داتش شل في نيجيريا حالة القوة القاهرة على صادرات خام بوني الخفيف بسبب إغلاق خط أنابيب للتصدير، بينما ارتفع إنتاج العراق 40 ألف برميل يوميا بفضل زيادة الصادرات من إقليم كردستان شبه المستقل حسبما تظهر بيانات الناقلات، ولم تسجل الصادرات من المرافئ الجنوبية في البلاد تغيرا يذكر وفق بيانات الناقلات ومصادر في القطاع.
وزاد إنتاج السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، 20 ألف برميل يوميا، في الوقت الذي ارتفعت فيه الصادرات وتراجع استخدام الخام في محطات الكهرباء المحلية لعوامل موسمية بحسب مصادر في القطاع.
وعززت إيران، المسموح لها بزيادة صغيرة في اتفاق "أوبك"، إمداداتها بإضافة 20 ألف برميل يوميا، ومن بين الدول ذات الإنتاج الأقل، صدرت أنجولا كميات أقل من الخام مقارنة مع آب (أغسطس) وكذلك كان الحال مع فنزويلا.
وأعلنت "أوبك" العام الماضي مستوى مستهدفا للإنتاج بلغ 32.50 مليون برميل يوميا استنادا إلى أرقام منخفضة في ليبيا ونيجيريا، ويشمل المستهدف إندونيسيا التي غادرت المنظمة منذ ذلك الحين لكنه لا يشمل غينيا الاستوائية، أحدث دولة تنضم إلى المنظمة.
وبحسب المسح، فقد بلغ متوسط الإنتاج في أيلول (سبتمبر) 32.72 مليون برميل يوميا بما يزيد بمقدار 970 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف المعدل لحذف إندونيسيا من دون أن يشمل غينيا الاستوائية.
ومع إضافة غينيا الاستوائية، بلغ إجمالي الإنتاج 32.86 مليون برميل يوميا بارتفاع قدره 50 ألف برميل يوميا عن آب (أغسطس)، ويستند مسح "رويترز" إلى بيانات ملاحية توفرها مصادر خارجية، إلى جانب بيانات تومسون رويترز ومعلومات توفرها مصادر في شركات النفط و"أوبك" وشركات استشارات.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط