FINANCIAL TIMES

هل يفرمل تناقض سايكاوا مع غصن انطلاقة «رينو-نيسان»؟

هل يفرمل تناقض سايكاوا مع غصن انطلاقة «رينو-نيسان»؟

هل يفرمل تناقض سايكاوا مع غصن انطلاقة «رينو-نيسان»؟

هيروتو سايكاوا يتولى منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة السيارات اليابانية نيسان منذ بضعة أشهر فقط، لكنه منذئذ وهو ينأى بنفسه عن رئيسه.
التوقعات الكبيرة لكارلوس غصن، رئيس تحالف شركتي رينو-نيسان وميتسوبيشي، حول أهداف المبيعات للسيارات الكهربائية تُفسح المجال لنهج أكثر واقعية في الوقت الذي يهدف فيه الرئيس سايكاوا البالغ من العمر 63 عاماً، الذي عُيّن في نيسان (أبريل) الماضي، إلى توجيه أكبر تحالف لشركات صناعة السيارات في العالم نحو عصر من التغيير الصناعي الهائل.
يقول سايكاوا: "أنا لا ألوم غصن"، مُضيفاً أنه من الصواب أن يكون رئيس التحالف جريئاً باعتبارنا شركة التصنيع الرائدة لصناعة السيارات الكهربائية في السوق العامة.
من المؤكد أن غصن يحاول أخذ زمام المبادرة. يوم الجمعة الماضي، أعلن أن التحالف سيقترب أكثر من أن يُصبح شركة واحدة للاستثمار في السيارات الكهربائية والسيارات التي دون سائق، في الوقت الذي يراهن فيه على أن التكنولوجيا ستكون الجهة التي ترسم معالم الصناعة خلال العقود القليلة القادمة.
مع ذلك، فإن سايكاوا لا ينوي ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكبه رئيسه عندما وضع توقعاته الطموحة للغاية لمبيعات السيارات الكهربائية في عام 2011.
في ذلك الحين، قال غصن إن المجموعة ستبيع 1.5 مليون سيارة كهربائية بحلول نهاية عامها المالي 2016. كانت المبيعات أقل من ذلك بنحو ثُلثين. ويهدف الآن إلى الوصول إلى الرقم البالغ 1.5 مليون بحلول عام 2020.
سواء كانت توقعات المبيعات صحيحة أو خاطئة فهذا "ليس هو القضية"، كما يقول سايكاوا، الذي هو أول رئيس تنفيذي ياباني منذ تولي غصن مسؤولية التحالف في عام 2001. "القضية هي ما إذا تحقق ذلك أم لا، ونحن لا نزال مقتنعين ومتأكدين أكثر أنها ستتحقق".
ينبغي أن نضيف أن غصن ليس الشخص الوحيد الذي لم يُحقق أهدافه للسيارات الكهربائية: توقعات المبيعات من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، لم تتحقق أيضاً أو يبدو أنها ستفوت الهدف.
نهج سايكاوا المدروس هو ربما بسبب الوعي المتزايد في الصناعة للمشاكل التي تواجهها شركات صناعة السيارات في إنتاج السيارات الكهربائية لأن هناك حاجة لبناء البنية التحتية للشحن وتطوير تكنولوجيا البطاريات.
على الرغم من النمو السريع والعامل الرائع، إلا أن مبيعات السيارات الكهربائية لا تزال جزءا صغيرا من مبيعات سيارات محرك الاحتراق، مع بيع نحو 800 ألف في عام 2016 من إجمالي مبيعات السيارات العالمية بنحو 94 مليونا. موديل نيسان الكهربائي، ليف، لم يُحقق سوى 1 في المائة من إجمالي مبيعات السيارات في الشركة العام الماضي.
فضلاً عن ارتفاع التوقعات حول الإمكانات الهائلة لسوق السيارات الكهربائية، تضطر شركات صناعة السيارات إلى تحويل انتباهها إلى التكنولوجيا بسبب السياسات الحكومية.
الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، تضع المبادئ التوجيهية اللازمة لتسريع اعتماد السيارات الكهربائية، بينما فرنسا والمملكة المتحدة اقترحتا حظر مبيعات سيارات البنزين والديزل الجديدة، التي من دون محركات هجينة، بحلول عام 2040.
"بالنسبة لأي شركة صناعة سيارات، سيتعيّن عليك الدخول في مجال السيارات الكهربائية والامتثال"، كما يقول كيرت سانجر، محلل السيارات في مصرف دويتشه بانك في طوكيو، بخصوص ما يُسمى طموحات سيارات الطاقة الجديدة في الصين.
هذا يضع تحالف شركتي رينو ونيسان الموجود منذ 18 عاماً، الذي توسع العام الماضي ليشمل شركة ميتسوبيشي موتورز، في موقع قوي. إنه المستقبل الأبعد من حيث بيع السيارات الكهربائية، مع مبيعات تراكمية بلغت أكثر من 481 ألف سيارة بقليل في نهاية حزيران (يونيو) من هذا العام.
في السوق الصينية المهمة، أعلنت شركة نيسان عن خطط لدمج العمليات وصناعة السيارات الكهربائية هناك جنباً إلى جنب مع شركة صناعة السيارات المحلية دونج فينج موتور كورب.
الأمر اللافت للنظر، هو أن نهجها للتحوّل إلى الكهرباء يختلف عن منافستها اليابانية، ما يُسلّط الضوء على استمرار عدم اليقين حول كيف ستتطور سوق السيارات في المستقبل.
شركة تويوتا، على سبيل المثال، فضلت منذ فترة طويلة التكنولوجيا الهجينة وخلايا الوقود على السيارات الكهربائية. رئيس مجلس الإدارة تاكيشي أوشيامادا قال إنه "مُتشكك" في أنه سيكون هناك تحوّل سريع للسيارات الكهربائية الصافية نظراً لمخاوف المستهلكين بشأن كونها مناسِبة للاستخدام.
كما تُراهن هوندا أيضاً بشكل كبير على تكنولوجيا خلايا الوقود، لكنها تنوي الآن إطلاق اثنتين من السيارات الكهربائية بحلول عام 2018 وجعل ثُلثي سياراتها كهربائية بحلول عام 2030. أكبر المنافسين لشركة نيسان في مجال السيارات الكهربائية، في الوقت الحالي، من المرجح أن يأتوا من مجموعات خارج اليابان.
مجموعة فولكس واجن، الحريصة على تجاوز فضيحة اختبار الانبعاثات لعام 2015، وضعت هدفاً لمبيعات سنوية بقيمة من مليونين إلى ثلاثة ملايين من السيارات الكهربائية بحلول عام 2025. كما أعلنت شركة فولفو أن كل موديل من عام 2019 وما بعده سيشتمل على محرك كهربائي. ثم هناك شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية. سيارتها موديل 3 ستكون بمثابة تحدّ مباشر لموديل ليف من شركة نيسان في سوق من المرجح أن تُصبح ذات طابع تنافسي أكبر.
سايكاوا يُرحّب بهذه المنافسة: "ما لم يأتوا، فإن العالم بأكمله لن يتغير إلى الفترة أو الحقبة المقبلة، وستبقى السيارات الكهربائية مجرد منتج غريب، وهذا ليس جيداً". يضيف سايكاوا أن الأمر الذي يعادل في أهميته المنافسة الصحية هو حاجة شركة نيسان إلى إعادة تشكيل نفسها، حيث إن نمو شركات استدعاء سيارات الأجرة وتطوير تكنولوجيا السيارات دون سائق يتطلب الابتكار والتغير.
شركة نيسان، التي تضع هذه الفكرة نصب أعينها، أنشأت شراكات مع شركة مايكروسوفت، وشركة موبايل آي المختصة في مساعدة السائقين، وشركة DeNA اليابانية، المختصة في صناعة البرامج التي تقوم باختبار الحافلات ذاتية القيادة.
كذلك يريد سايكاوا توظيف مزيد من مهندسي البرامج، في الوقت الذي يهدف فيه إلى "إعادة توازن وضْع وكذلك ثقل" موارد الشركة الميكانيكية والهندسية – وكل ذلك جزء من التغيرات الكبيرة التي يعتزم تنفيذها في المجموعة.
ويقول: "رسالتي هي أننا بحاجة إلى أن نغير ما بأنفسنا. لاحظ أن شركة نيسان ليست دون عيوب، ونحن بحاجة إلى العمل على هذا الأمر".
على الرغم من الأوقات "الصعبة للغاية" في المرحلة المقبلة، إلا أنه يظل متفائلا بالنسبة للمستقبل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES