الطاقة- النفط

70 % من الطلب النفطي تدعمه الاقتصادات الآسيوية الناشئة

70 % من الطلب النفطي تدعمه الاقتصادات الآسيوية الناشئة

قال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" إنه من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النفط الخام بنحو 16 مليون برميل يوميا حتى عام 2040 وحينها يمكن أن يصل إلى نحو 111 مليون برميل يوميا، كما من المتوقع أن يأتي 70 في المائة من هذا النمو من الاقتصادات الناشئة والنامية في آسيا. وأكد باركيندو أن الاقتصادات سريعة النمو في آسيا ستحتاج إلى إمدادات من جميع المناطق المنتجة للنفط، مشيرا إلى أنه من المؤكد أن دول منظمة أوبك ستلعب دورا مهما ورئيسيا في تلبية هذه الاحتياجات المتزايدة لدول آسيا من النفط.
وشدد باركيندو – في تقرير حديث لـ «أوبك»- على اهتمام المنظمة الدولية الواسع بتوسيع وتكثيف الحوار مع الهند بصفة خاصة، نظرا إلى ارتفاع استهلاك الطاقة بها، مشيرا إلى أن دول «أوبك» توفر ما يقدر بنحو 85 في المائة من النفط و90 في المائة من الغاز من احتياجات الهند لافتا إلى أن جولة جديدة ومهمة من الحوار بين أوبك والهند ستعقد في عام 2018 في نيودلهي.
وأضاف باركيندو أن آسيا بشكل عام من المتوقع أن تكون المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على الطاقة في المستقبل بسبب اقتصاداتها الآخذة في الاتساع، والنمو السكاني السريع، والطبقة الوسطى المتصاعدة، فضلا عن الانتقال السريع إلى التحضر والتصنيع المتطور.
وأوضح الأمين العام لـ"أوبك" أن الهند والصين ستكونان المركزين الرئيسين للنمو السكانى في آسيا، فمن المتوقع أن تصل في الهند إلى 1.6 مليار نسمة بحلول عام 2040، والصين ستصل إلى 1.4 مليار نسمة، وهذا يمثل 18 في المائة و16 في المائة على التوالي من سكان العالم بأسره.
وفيما يتعلق بالتوسع الاقتصادي، ذكر باركيندو أن آسيا ستكون محرك النمو في السنوات المقبلة، ويقدر نمو الناتج المحلي الإجمالي في الهند والصين بنسبة 6.8 في المائة سنويا و4.7 في المائة سنويا على التوالي خلال فترة التوقعات حتى عام 2040 لافتا إلى أنه على نحو منفصل من المتوقع أن تشهد الهند والصين زيادة في حصتيهما العالمية مجتمعة من الناتج المحلي الإجمالي من 25 في المائة في 2016 إلى ما يقرب من 40 في المائة في عام 2040.
وأفاد باركيندو بأنه مع تزايد قدرة التكرير في المنطقة سيلزم توفير كميات أكبر من النفط الخام ويمكن رؤية ذلك عند النظر إلى أحدث البيانات عن تدفقات التجارة حتى عام 2040، مع توسع واردات منطقة آسيا والمحيط الهادئ وزيادة صادرات الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن ترتفع صادرات الخام من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ بمقدار 7.5 مليون برميل يوميا بين عامي 2016 و2040، حيث ارتفعت من 14.5 مليون برميل يوميا إلى 22 مليون برميل يوميا.
ولفت باركيندو إلى أهمية أن يتوافق جميع أصحاب المصلحة في صناعة النفط على العمل معا لمكافحة التقلب وضمان دعم الأسعار واستقرارها على المدى الطويل، حيث إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستكون قادرة على استعادة الاستثمار على المدى الطويل إلى المستويات المطلوبة مرة أخرى.
في سياق متصل، مالت أسعار النفط أمس إلى الاحتفاظ بالمكاسب السعرية وبقي خام برنت في أعلى مستوياته منذ 26 شهرا، وذلك بتأثير من تراجع المخزونات النفطية الأمريكية وتهديد تركيا بقطع الصادرات النفطية من كردستان.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جى إندستري" الألمانية، إن المخزونات النفطية تقلصت بشكل أكبر من المتوقع وهو ما عزز مستوى أسعار النفط حول أعلى مستوى في 26 شهرا، مضيفا أن شبح تأثيرات واسعة لأزمة انفصال كردستان ستلقي بظلال واسعة على السوق في الأيام المقبلة.
وأشار شيميل إلى أن كلا من تركيا والعراق يسعيان إلى معاقبة كردستان على خطوة الانفصال وأن الأمر سيطول في الأساس صادرات كردستان النفطية، وهو ما أدى إلى عودة شبح المخاطر السياسية والأمنية في المنطقة وتبع ذلك نشاط واسع للمصافي وسرعة سحب من المخزونات وحالة من القلق على الإمدادات النفطية.
من جانبها، تقول لـ"الاقتصادية"، أمريتا إنج مدير الطاقة والبتروكيماويات في شركة "أي إيه سنجابور"، إن العوامل الجيوسياسية تدعم نمو أسعار الخام ولكن لا يمكن أن نتجاهل العوامل الأساسية والأكثر استقرارا، التي دعمت أسعار النفط على مدار الأيام الماضية وفي مقدمتها التقدم المستمر في التزام أوبك بخفض الإنتاج إلى جانب توقعات نمو الطلب بشكل واسع في الأمد القصير وجاء ذلك مع تراجع ملموس في مستوى فائض المخزونات النفطية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي انكمش بنحو 50 في المائة.
وأشارت أمريتا إنج إلى أن الإنتاج الأمريكي المنافس ليس في أفضل حالاته، وقد أدى انكماشه عقب وقوع الإعصارين في انحسار كبير في مخاوف تخمة المعروض في الأسواق، منوها إلى أن الأسعار تواصل مسيرة التعافي بوتيرة متسارعة وقد تخرق حاجز 60 دولارا للبرميل في الأيام المقبلة، خاصة مع اشتعال الصراع بشأن صادرات كردستان النفطية.
ومن ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية"، مايكل تورنتون المحلل بمبادرة الطاقة الأوروبية، أن انتعاش الأسعار ونمو الطلب خفف بالفعل كثيرا من الضغوط على المنتجين، خاصة الذين ما زالت اقتصادياتهم تعتمد على النفط الخام بشكل غالب ورئيسي، كما أنه إذا استمرت الأسعار في هذه الوتيرة من التعافي قد لا يضطر المنتجون إلى تعميق تخفيضات الإنتاج، التي تبلغ 1.8 مليون برميل يوميا بمشاركة 24 منتجا في أوبك وخارجها.
وأشار تورنتون إلى أن الأسعار قد تميل إلى انخفاضات طفيفة في الفترة المقبلة بسبب عمليات جني الأرباح بعد مكاسب قياسية بلغت 15 في المائة في ثلاثة أشهر، ولكن ضغوط نمو الطلب، خاصة القادم من آسيا وعودة التوترات إلى الشرق الأوسط بعد انفصال مرتقب لكردستان من المرجح أن تدفع في اتجاه مكاسب سعرية جديدة تصل إلى مستويات قياسية.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، فقد تراجعت أسعار النفط أمس مواصلة خسائرها لليوم الثاني على التوالي، لكن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية غير المتوقع ساعد على إبقاء الأسعار قرب أعلى مستوى في 26 شهرا الذي بلغته الأسبوع الحالي.
وأثر ارتفاع الدولار لأعلى مستوى خلال شهر مقابل اليورو، في أعقاب تلميح رئيسة البنك المركزي الأمريكي إلى استمرار رفع سعر الفائدة، على أسواق السلع الأولية وأصاب أسعار النفط بالضعف.
وبحسب "رويترز"، فقد كانت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر منخفضة 31 سنتا إلى 58.13 دولار للبرميل، ولم يطرأ تغير يذكر على العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم نوفمبر واستقرت عند 51.88 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط