ثقافة وفنون

«أيادي مضيئة» سعودية لمساعدة المكفوفين على القراءة

«أيادي مضيئة» سعودية لمساعدة المكفوفين على القراءة

«أيادي مضيئة» سعودية لمساعدة المكفوفين على القراءة

«أيادي مضيئة» سعودية لمساعدة المكفوفين على القراءة

لشبابنا السعودي الخيّر قصة فريدة لا تنتهي، طالت المجالات كلها، ولا نعجب إن طال خيرهم المجال الثقافي، حيث قدموا لنا مبادرة نوعية، تسهم في توفير الكتب وتحويلها إلى صيغة تناسب المكفوفين.

100 يد مضيئة

يقوم على مبادرة "أيادي مضيئة" 102 متطوع ومتطوعة من كافة مناطق المملكة، يعملون عن بُعد على تحويل الكتب المهنجية واللامنهجية إلى صيغة تناسب المكفوفين، لتساعدعم على القراءة.
طريقة تحويل الكتاب الورقي تتم بخطوات عدة، أولها طلب حقوق الكتاب من مؤلفه أو دار النشر، ثم تحويل الكتاب إلى صيغة "وورد"، لتسهل قراءة كلماته عبر برنامج القارئ الصوتي للأجهزة الذكية، ثم نشر الكتاب وإرساله إلى المكفوفين، وإتاحته عبر الموقع الإلكتروني.
المبادرة الطموحة، التي تأسست في 27 يوليو الماضي، تهدف إلى تحويل أكثر من 100 كتاب سنوياً، وإنشاء مكتبة إلكترونية للكتب الخاصة بالمكفوفين، فضلاً عن تحقيق الاستدامة الإدارية والمالية للمبادرة، وزيادة عدد المثقفين والقراء من فئة المكفوفين، وتكوين شراكات مجتمعية، وتنظيم آلية تحفظ حقوق المتطوعين بتسجيل ساعات تطوعهم.

تنازل الدكتور الغذامي

استطاعت المبادرة الفتية أن تحوّل منذ انطلاقتها 14 كتاباً، بمعدل أسبوعي يبلغ ثلاثة كتب، حيث تقول مؤسِسة المبادرة أمجاد خالد المالكي في حديثها لـ "الاقتصادية" عن ظروف تأسيس "أيادي مضيئة"، "إنها بدأت مصادفة، حينما رأت إحدى الكفيفات وهي تطلب من الدكتور عبدالله الغذامي أن يحوّل كتبه لها بصيغة مناسبة لتستطيع قراءتها، فعرضت عليها المساعدة، فيما تنازل الدكتور الغذامي عن حقوق النشر، وبدأت بهذا الكتاب، ثم انضم إليها متطوعون".
وحول رؤية المبادرة، تقول المالكي "إنها تسعى إلى بناء مجتمع يدعم المكفوفين، ويساعده على إدراك أهمية القراءة وفوائدها، فيما تتجلى رسالتها في بث حب القراءة والبحث والاطلاع لدى المكفوفين من خلال تحويل الكتب والمقالات والبحوث العلمية المتنوعة.

بلا أي مقابل

يدرك فريق المبادرة حجم المعاناة التي تواجه المكفوفين، لذلك كتب مخاطباً إياهم عبر "تويتر"، "أصدقاؤنا المكفوفون.. فريق "أيادي مضيئة" يعلم عن حجم التكلفة الكبيرة والمعاناة التي تمرون بها لكي يتم تحويل محاضراتكم إلى صيغة تناسبكم، لذلك سيسعى الفريق جاهداً معكم ويده في يدكم، وسنقوم بتحويل محاضراتكم الجامعية بلا أي مقابل سوى الفرحة معكم بنجاحكم"، وأضافوا "نستقبل الطلبات عبر إيميل "أيادي مضيئة" أو على الخاص، سائلين الله أن يبارك لنا ولكم في الجهد والوقت.. ويجعله عام خير علينا وعليكم".
المكفوفون بدورهم يثمنون مبادرات من شأنها أن تساعدهم على إكمال حياتهم بشكل طبيعي، وهذا ما تكشفه تغريدات من مكفوفين وُجهت إلى فريق مبادرة "أيادي مضيئة"، حيث كتب مكفوفون "إن المبادرة "أضاءت" فعلاً حياته، وأصبح من السهل عليه قراءة الكتب دون مساعدة من الآخرين"، فيما كتب آخر "إن المجتمع بحاجة إلى مبادرات شبابية كهذه، التي تشعر بالكفيف، وتعبّر عن مدى الخير في شباب وبنات الوطن".

حقوق الملكية

تقف حقوق ملكية بعض الكتب حائلاً أمام فريق "أيادي مضيئة" نحو تحقيق مهمته؛ فعديد من الكتب يتم رفض تحويلها بسبب الحقوق، إما لرفض المؤلف أو دار النشر في إعطاء موافقة لتحويل الكتب، أو في حالة عدم وجود ردٍ مكتوب منهما.
لكن الفريق عبر تغريدة على حساب المبادرة على تويتر (@lightinghands)، ثمّن تنازل الدكتور عبدالله الغذامي عن حقوق نشر كتبه، في خطوة يأمل فريق المبادرة أن يحذو حذوها المؤلفون والكتاب.
نجحت المبادرة في تحويل مجموعة من كتب الدكتور الغذامي، منها "ثقافة تويتر"، و"الليبرالية الجديدة"، و"الكتابة ضد الكتابة"، و"ثقافة الوهم"، كما حوّلت أيضاً كتاب "ذوق الصلاة" لمؤلفه عادل عبدالشكور، و"بنات الجامعة" لمؤلفته صفاء محمود، و"كلمة وكليمة" لمصطفى صادق الرافعي.

خدمة ملايين

تقول أمجاد المالكي، مؤسسِة مبادرة "أيادي مضيئة"، "إن من أهدافهم المستقبلية تحويل قصص الأطفال بأسلوب شيق وممتع ليستمتع بها الطفل الكفيف، في حين يعمل فريق المبادرة بجهود المتطوعين وأجهزتهم وخبراتهم وعلاقاتهم بالمؤلفين والكتاب، بعيداً عن أي مظلة ترعاهم".
وسيستفيد من المبادرة 159 ألف شخص، وهو تعداد المكفوفين في المملكة، كما سيستفيد من جهود المبادرة ضعاف البصر، والذين يتجاوزون 400 ألف شخص، وآلاف ممن يعانون مشاكل بصرية، وهي إحصائيات تقريبية، في ظل عدم وجود إحصائيات دقيقة من جهات رسمية.
لكن اللافت في مبادرة "أيادي مضيئة"، أن جهودها وإنجازاتها ستنعكس لا على السعوديين فقط، إنما على كل من ينطق بلغة الضاد في العالم العربي، لتشكل فارقاً لدى ملايين العرب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون