الطاقة- النفط

لأول مرة منذ 26 شهرا .. النفط فوق 58 دولارا للبرميل

 لأول مرة منذ 26 شهرا .. النفط فوق 58 دولارا للبرميل

سجلت أسعار النفط أعلى مستوى في أكثر من عامين أثناء التعاملات أمس، بعد أن قال منتجون رئيسون إن السوق العالمية في طريقها للعودة إلى التوازن، لعدة عوامل أبرزها التهديد التركي بوقف تدفقات النفط من منطقة كردستان العراق المتجهة إلى موانيها.
وقفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.5 دولار أو ما يعادل 2.5 في المائة إلى 58.37 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ يوليو تموز 2015.
وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.02 دولار أو 2 في المائة إلى 51.68 دولار قرب أعلى مستوياتها منذ أيار (مايو).
إلى ذلك، أكد تقرير “وورلد أويل” الدولي أن أسعار النفط الحالية لا تضع المنتجين تحت أي ضغط لفعل أي شيء إضافي خاصة أن مستوى المطابقة لا يزال مرتفعا.
وأبرز التقرير الدولي تأكيدات وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك بأن "أوبك" وحلفاءها من المنتجين المستقلين يمكنهم الانتظار حتى يناير المقبل على أقل تقدير للنظر في إطالة أمد خفض الإنتاج وهو ما جاء بمنزلة مفاجأة لمتابعي سوق النفط، مشيرا إلى أن الأنظار تتجه حاليا صوب الحدث الرئيسي، وهو اجتماع وزراء "أوبك" يوم 30 نوفمبر المقبل.
ونقل التقرير عن بعض المحللين الدوليين قولهم إن التجار سيكونون أكثر اهتماما بخفض الإنتاج بشكل أعمق عن توسيع القيود الإنتاجية الحالية على بعض المنتجين، لافتا إلى أن أسعار النفط تسير على المسار الصحيح وتحقق مكاسب للشهر الثالث على التوالي.
وأشار التقرير إلى تصريحات وزير النفط الكويتي عصام المرزوق الذي أكد فيها أن سوق النفط في طريقها إلى إعادة التوازن، موضحا أن نيجيريا التي تعفى مع ليبيا حاليا من تخفيضات الإنتاج أكدت مجددا أنها ستخفض الإنتاج بمجرد استقرارها عند نحو 1.8 مليون برميل يوميا.
واستهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على المحافظة على المكاسب السابقة بسبب الدعم الذي تلقته من نجاح اجتماع "أوبك" الأخير وزيادة الثقة في خطة تعاون المنتجين لاستعادة التوازن المرتقب في سوق النفط الخام.
وارتفعت التكهنات في السوق باحتمال تمديد خفض الإنتاج فيما تقلصت في المقابل الإمدادات الأمريكية واحتفظت الأسعار بمكاسبها على الرغم من بعض العوامل المعرقلة وبخاصة صعود الدولار الأمريكي.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، رينيه تسفانيبول مدير شركة "طاقة" في هولندا، إن ارتفاع نسبة مطابقة المنتجين لتخفيضات الإنتاج إلى 116 في المائة، بحسب أحدث تقديرات "أوبك" أتاح للسوق الحفاظ على مكاسب متوالية جيدة.
وبين أن الإنتاجين الليبي والنيجيري عادا إلى تسجيل مستويات متراجعة، حيث سجل الإنتاج الليبي 900 ألف برميل فقط بعد أن كان قد تجاوز مليون برميل يوميا في يوليو الماضي، كما هبط الإنتاج النيجيري إلى 1.5 مليون برميل يوميا بعدما كان قد سجل مستوى 1.8 مليون برميل يوميا في فترات سابقة.
وأشار إلى أن مشاركة ليبيا ونيجيريا في اجتماع مراقبة تخفيضات الإنتاج الأخير تؤكد أن الدولتين ملتزمتان بالعمل مع بقية دول "أوبك" للحد من المعروض النفطي العالمي وهو ما قلص المخاوف في السوق من احتمال تجدد تخمة المعروض مرة أخرى بشكل حاد.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية"، أمبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، أنه في الوقت الذي أعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أن تمديد خفض الإنتاج لن يبت فيه قبل يناير المقبل، رجح وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعى أن يتم حسم قضية تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج خلال اجتماع وزراء "أوبك" في نوفمبر المقبل، معتبرا أن تصريحات وتحركات المنتجين في الفترة الحالية أدت إلى نتائج إيجابية واسعة على استقرار السوق وتعافي الأسعار إلى مستويات جيدة فوق 55 دولارا للبرميل .
وأشار إلى أهمية إعلان وزير الطاقة الإماراتي الذي أكد فيه أن اجتماع نوفمبر المقبل سيشهد على الأرجح التوافق على حصص إنتاجية لبعض الدول من خارج اتفاق خفض الإنتاج وفي مقدمتها الدولتان المعفاتان نيجيريا وليبيا مع احتمال ضم منتجين جدد من خارج "أوبك".
واعتبر أن الأمر يمثل أنباء إيجابية للغاية للسوق خاصة تأكيدات أغلب وزراء الدول المنتجة أن التوازن الكامل بين العرض والطلب لم يعد هدفا بعيد المنال، بل على العكس تقترب الجهود الحالية للمنتجين من بلوغ هذا الهدف المنشود منذ بدء تطبيق الاتفاقية، الذي أدى إلى انحسار تدريجي في فائض المخزونات ونمو مطرد في مستوى الأسعار.
من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية"، تي يتينج مدير المعادن في شركة "اى ايه سنجابور"، إن تخفيض السعودية صادراتها النفطية أخيرا، بنحو مليون برميل يوميا وإعلان الإمارات تقليص صادراتها أيضا بنحو 10 في المائة، مع رفع مستوى الامتثال لتخفيضات الإنتاج يؤكد أن دول "أوبك" ما زالت تقود دفة السوق وهي القادرة على تجاوز كل سلبيات المرحلة السابقة واستعادة التوازن في السوق.
وذكرت أن جميع المنتجين صاروا على قناعة تامة بنجاح وفاعلية اتفاق خفض الإنتاج ولكن التباين الحالي هو في المواقف المكملة لتحقيق مزيد من النجاح للاتفاق ويأتي في مقدمة تباين الآراء المدة المناسبة لمد العمل بتخفيضات الإنتاج ومدى ضرورة ضم الدول المعفاة أو ضم منتجين جدد خاصة من خارج "أوبك".
وأضافت أن أحدث بيانات "أوبك" كشفت عن ارتفاع كبير متوقع في صادرات الشرق الأوسط إلى الأسواق الآسيوية وهو ما يؤكد توقعات سابقة بنمو متسارع في مستويات الطلب على نفط "أوبك" حتى عام 2040 وبقاء النفط الخام مهيمنا على مزيج الطاقة في العالم.
وفيما يخص الأسعار، تعرضت أسعار النفط لضغوط جراء قوة الدولار أمس، لكن الخام حافظ على معظم مكاسبه التي حققها في الجلسة السابقة بعدما قال كبار المنتجين خلال اجتماع في فيينا إن السوق تمضي على مسارها الصحيح صوب استعادة التوازن.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا وعدد من المنتجين الآخرين إمداداتهم بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ بداية عام 2017، ما ساعد أسعار النفط على الارتفاع بنحو 15 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، الذي ترأس اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة يوم الجمعة الماضية، إن قيود الإنتاج تساعد على تقليص مخزونات الخام العالمية إلى متوسط خمس سنوات، وهو المستوى الذي تستهدفه "أوبك".
وقال وزير الطاقة الروسي إنه من غير المتوقع اتخاذ قرار قبل كانون الثاني (يناير) المقبل، بشأن تمديد خفض الإنتاج بعد نهاية آذار (مارس) المقبل. وإن كان وزراء آخرون رجحوا أن قرارا مثل هذا قد يتخذ قبل نهاية العام الجاري. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن مستوى التزام بلاده بتخفيضات الإنتاج بلغ 100 في المائة بينما بلغ إنتاج ليبيا نحو 900 ألف برميل يوميا انخفاضا من مليون برميل يوميا في الأشهر الماضية حسبما قال مصدر ليبي. من جهة أخرى، قال وزير النفط النيجيري إن بلاده تضخ إمدادات أقل من سقف الإنتاج المتفق عليه.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حقق خام برنت ارتفاعا بنسبة 2.2 في المائة، في رابع مكسب أسبوعي على التوالي، وأضاف الخام الأمريكي نسبة 1.7 في المائة، في ثالث مكسب أسبوعي على التوالي.
وتحققت المكاسب الأسبوعية بدعم آمال قوة الطلب العالمي بما سيساعد على تحقيق التوازن بالسوق، بالتزامن مع تسارع نسبة امتثال المنتجين بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي، بالإضافة إلى تعافي صناعة النفط الأمريكية من الآثار السلبية لإعصار هارفي.
وبعد اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي الأسبوع الماضي قالت "أوبك" وروسيا إنهما على وشك تحقيق التوازن بالسوق، وحثوا المنتجين على مواصلة التركيز على كبح المعروض.
وقال محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إن منتجي المجموعة نفذوا أكثر من 100 في المائة، من التخفيضات المتفق عليها في آب (أغسطس) الماضي.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية الجمعة الماضي، انخفاض منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار خمس منصات، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، إلى إجمالي 744 منصة، وهو أدنى مستوى للمنصات العاملة منذ الأسبوع المنتهي 16 حزيران (يونيو) الماضي.
وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 54.84 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 54.59 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ارتفاعا في إطار سلسلة من الارتفاعات ممتدة على مدى الأسبوع الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط