Author

الوطن .. طموحات واستقرار

|
في مثل هذا اليوم المبارك قبل 87 سنة، وحد المغفور له الملك عبدالعزيز – يرحمه الله – أرجاء هذا الوطن الشاسع، تحت راية واحدة وكلمة واحدة، وكانت هذه بداية انطلاق تنمية شاملة غيرت جميع ملامح الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفي هذا اليوم نبتهج ونحتفل كل عام لنتذكر الجهود العظيمة التي أسهمت في بناء هذا الكيان، ونفخر بالإنجازات التي يحققها أبناء هذا الوطن كل عام. في الوقت ذاته، لا بد أن نستوعب أن التحديات التي تواجه المنطقة عموما ووطننا خصوصا تتطلب الوقوف صفا واحدا لحماية الوطن والذود عنه، فأمن وسلامة بيوتنا الصغيرة "أسرنا" يتوقف على سلامة وأمن بيتنا الكبير "الوطن". ففي هذا الوقت تنطبق مقولة الرئيس الأمريكي جون كنيدي "لا تسأل ماذا سيقدم لك وطنك، ولكن اسأل ماذا يمكن أن تقدم "أنت" لوطنك". وإلى جانب ما تحقق من إنجازات كبيرة نفخر ونفاخر بها، يطمح كل مواطن أن يحقق الوطن مزيدا ومزيدا من الإنجازات، ويبلغ مراتب متقدمة في مؤشرات التنافسية الاقتصادية والابتكار والبحث العلمي. ومن المجالات التي بدأت المملكة فيها خطوات، ستتلوها خطوات قادمة في مجالات حيوية، ينبغي أن تحظى بالأولوية الوطنية: أولا: الطاقة، لقد حبا الله المملكة موارد طبيعية هائلة سواء النفط أو الطاقة الشمسية، ومع انخفاض أسعار البترول تنامى استخدام الطاقة البديلة، للحد من التلوث والتغير المناخي، علاوة على اتجاه بعض الدول إلى إيقاف استخدام الوقود الأحفوري في وسائل النقل في المستقبل القريب. قلة من الدول تتمتع بإمكانات إنتاج الطاقة الشمسية مثل المملكة. وعلى الرغم من وجود محطات بحثية تجريبية للطاقة الشمسية منذ عقود، لم تظهر نتائج ملموسة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية، لخفض تكاليف استهلاك الطاقة وتصديرها إلى الدول المجاورة. فمن المفترض أن تكون من الأولويات التنموية الصناعية التي تحظى باهتمام الجامعات ومراكز البحوث والجهات الحكومية ذات العلاقة من جهة، وقطاع الصناعة من جهة أخرى. كذلك أتمنى أن تولي وزارات الإسكان والتجارة والبلديات والطاقة والبيئة اهتماما بتطوير تقنيات، تشجع المواطنين على استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء في منازلهم. ثانيا: في بلد يُعد من أفقر بلدان العالم في الموارد المائية، ويعاني عجزا مائيا واستنزافا مستمرا في الموارد المائية، أتمنى أن تكون المملكة العربية السعودية مرجعية علمية وصناعية وتقنية في مجال تحلية المياه المالحة، تستطيع تصدير المعرفة والتقنيات في هذا المجال إلى مختلف دول العالم، لتصبح المملكة دولة مميزة بتقنيات تحلية المياه المالحة ومعروفة بها، كما أن سويسرا متميزة بصناعة الساعة. ثالثا: نظرا لندرة المياه، أتمنى أن تتميز المملكة في الهندسة الوراثية للنباتات لإنتاج أنواع تتحمل الجفاف وندرة المياه، وكذلك العمل على تطوير تقنيات إعادة استخدام المياه المستخدمة في المنازل، وكذلك في الري بطرق ذات فاعلية عالية، لتعظيم استخدام الموارد المائية والمحافظة عليها. رابعا: لضمان التنمية واستدامتها لا بد أن تعتمد جميع الأنشطة الاقتصادية على سواعد أبنائها بدرجة معقولة، ما يحتم إعادة النظر في مخرجات التعليم الفني والتقني، ووضع برنامج وطني يشجع ويحفز الطلاب المتدربين في مؤسسات التعليم، ويدعم توظيفهم أو إطلاق مشاريعهم الصغيرة. فلا يمكن استمرار ثقافة الاعتماد على الوافدين من الخارج في كافة الأعمال الفنية! ختاما أدعو الله أن يحفظ وطننا من كل سوء، وأن ينعم بمزيد من الرخاء والازدهار، وكل عام وأنتم "أعزائي القراء" ووطننا في خير!
إنشرها