يوم الوطن .. و«مسك» والمبادرات الإيجابية

يوم أمس كان هو اليوم الوطني الـ87 لبلادنا، التي ظلت خلال هذه السنوات تبني كيانها القوي القائم على عقيدة سليمة وصدق تعامل في المحافل العربية والدولية، إلى جانب مساعدتها لكل محتاج على امتداد الكرة الأرضية.. ولقد ظل الاحتفال باليوم الوطني خجولا حتى أصبح في السنوات الأخيرة علامة سنوية ينتظرها الكبار والصغار.. حيث تمنح لهم الإجازات لحضور الفعاليات والمشاركة فيها في كل مدينة كبيرة أو صغيرة وتكتسي المباني باللون الأخضر الذي يزرع البهجة في النفوس.. وبعد هذه المقدمة لا نريد أن يقتصر احتفالنا باليوم الوطني على الأغاني والأناشيد التي لا تدخل ضمن سجل الإنجازات ولا تبقى في ذاكرة التاريخ طويلا.. وإنما مع إظهار الفرح بهذه الطريقة التقليدية نود أن نرى مبادرات إيجابية تصاحب هذا اليوم بحيث تحشد كل المخترعات التي يقوم بها الشباب والشابات وما أكثرها لتعلن وتسجل في ذلك اليوم.. ويتم تكريم كل موهوب ومخترع في حضور جماهيري يجعل هذا الشاب أو الفتاة لا ينسى يوم الوطن الذي كرم فيه وخير من يقوم بهذه المبادرة مؤسسة مسك ضمن مبادرتها المميزة.. كما أن المبادرات الإيجابية لا تقتصر على المخترعين وإنما تشمل أي عمل إيجابي أو تطوعي فمن يزرع شجرة في حديقة عامة أو في منزله أو في منتزه بري كما فعل أحد المواطنين في حائل الذي زرع 25 ألف شتلة برية ليثبت لنا أن مثل هذه المبادرات الإيجابية ليست مستحيلة ولا ضربا من الأماني التي يصعب تحقيقها.. وبهذه الخطوة يمكن أن تزرع عشرة ملايين شجرة كل عام على امتداد بلادنا المترامية الأطراف.. فلنعلم أبناءنا وبناتنا ترك أثر إيجابي في يوم الوطن.. بدل أن يكون فقط للهو والنوم. وأخيرا: أهم شعور يجب أن يشاع في اليوم الوطني هو شعور الرضا والبعد عن الشكوى من كل شيء ولو تلفت كل منا حوله لرأى الإيجابيات أكثر من السلبيات وما عليه إلا أن يضع لنفسه خطة زمنية محددة ليحقق شيئا من الإيجابيات لنفسه وأسرته ووطنه خلال العام المقبل بدل أن يكثر الشكوى ولا يفعل شيئا. هذه مجرد خواطر لم أستطع مقاومتها حينما جلست للكتابة عن يوم الوطن وأعود مرة أخرى للتأكيد أن المبادرات الإيجابية لو حشدت لإعلانها في يوم الوطن لأعطت لهذه المناسبة نكهة تبعث في النفوس مزيدا من البهجة والاعتزاز بوطن ليس كالأوطان الأخرى، فهو منبع الإسلام ومنطلق العروبة وهو ما يدعونا للفخر بوطننا.. وكل عام والوطن قيادة وشعبا بألف خير.